تحتفل الإمارات مع كل دول العالم باليوم العالمي للتراث الذي يصادف الثامن عشر من أبريل كل عام والذي خصصته منظمة اليونسكو لأجل إحياء الموروث الحضاري وحفاظاً على التراث الإنساني وبعثاً للرصيد المتبقي من العصور الماضية في منجزاتها، فتراث كل دول هو خيط شفيف يربط أفرادها على اختلافهم برباط القومية، حتى تطفو دائماً على سطح الذاكرة القصص والحكايات القديمة، التي شكلت معالم الإنسان في عصور ماضية فتنطلق روح التاريخ لتجدد الحضارة وتصونها وترممها من بواعث النسيان في العصور الحديثة. (أبوظبي)- للتراث المحلي في الإمارات نكهته وسحره وتجدده إذ أصبحت الدولة جزءاً رئيسياً من خارطة الثقافة العالمية، بل أضحت قبلة للثقافات المتعددة ومحوراً جاذباً لكل شعوب الأرض وباتت مشاركتها في هذا الحدث الأصيل نموذجاً يحتذي به، إذ تتصارع المؤسسات المعنية بالتراث كافة في إحياء ذكرى هذا اليوم، بما يتوافق مع الطبيعية التراثية الإماراتية، كنوز دفينة ويستشهد رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار الدكتور أحمد خليفة الشامسي بأن العثور على بيضة نعامة متحجرة والتحفظ عليها بمتحف الفجيرة - يرجع تاريخها إلى 250 سنة قبل الميلاد أي قبل 4500 سنة تقريباً - إلى أن هذه النعامة عاشت في أجواء طبيعية في هذه المنطقة، إذ إنه من المعروف أن النعام لا يرتبط إلا بأماكن العشب والماء ويقول: إن أبناء هذا الوطن يجب أن يدركوا الأبعاد التاريخية لدولتهم الموغلة في القدم والتي بها من الآثار الدالة على عراقتها وتوغلها في الحضارة الإنسانية القديمة، ومن ثم هذا التاريخ يدعونا ويدعو الباحثين إلى التنقيب عن الكنوز الدفينة. كوادر وطنية ويضيف: استطعنا في فترة وجيزة أن نعد كوادر وطنية في مجال ترميم الآثار، الذي عز علينا قديماً اقتحامه، وهنا لا بد أن ندرك جميعاً أهمية العنصر المواطن ورفع درجة كفاءته حتى يحمي تراث الدولة ويحافظ على الموروث، ويسهم في الوقت نفسه في تأهيل غيره من الشباب إلى أن تظل هذه الدائرة موصولة خصوصاً وأننا في هذا العصر الذي أصبحت أدوات التكنولوجيا مسيطرة على عقول الشباب في حاجة إلى بعث دماء جديدة في شرايين هذه الفئة حتى ترتبط بالتاريخ الإماراتي القديم، وتتمثل خطى الآباء وتعرف كيف كان يعيش أهل الزمن الماضي حياة بسيطة مع قلة الموارد واعتمادهم على مصادر قليلة جداً لكسب قوت اليوم، ومتابعة سير الحياة بنفس راضية وقلوب مطمئنة، ويلفت إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للتراث يجب أن يكون بنكهة إماراتية خالصة عبر استحضار دروس الماضي، والاستفادة منها حتى تستمر حضارتنا الحالية في الصعود ومزاحمة التقدم الإنساني، بالقيم التي تحملها والمثل التي تتجسد في أرضها وتلمسها الشعوب الأخرى المتعايشة مع أبنائها. ... المزيد