وانتهت مؤخرا بعد أن حققت جميع اهدافها, ووجهت رسالة تحذير للدول التي قد تفكر في العدوان علي إيران, وأبرزت مقدرة البلاد بشكل جيد, طبقا لنص تصريحات المتحدث باسم المناورة العميد شهروخ شهرام. ومع أن هذه المناورة ليست الاولي من نوعها حيث سبقتها منذ فترة وجيزة مناورات بحرية تابعها الغرب باهتمام شديد, خاصة انها جاءت في أعقاب تهديد ايران بإغلاق مضيق هرمز في حالة وقوع أي اعتداء اسرائيلي عليها, الا أن اللافت هذه المرة هو اتساع نطاقها, حيث جرت علي مساحة850 ألف كيلومتر أي نصف مساحة ايران تقريبا, وشارك فيها أكثر من8 آلاف عنصر من الباسيج( الحرس الثوري), وكذلك التغطية الاعلامية الموسعة التي حرص عليها الجانب الإيراني في كل مراحلها, فكانت تصريحات فرزاد اسماعيلي قائد الدفاع الجوي الذي حرص علي توضيح تفاصيل مشاركة الوحدات الجوية ومنظومة الرادارات, وكذلك اختبار الطائرات بدون طيار الي جانب مشاركة الطائرات المقاتلة, فضلا عن اختبار نظم الصواريخ والمدفعية, وبعض الجوانب التنظيمية الاخري مثل تحسين التنسيق بين الجيش الايراني وقوات الحرس الثوري. و يشير المراقبون إلي أن إيران التي دأبت في الاونة الاخيرة علي استعراض قوتها لردع أي هجوم محتمل عليها اعتبرت هذه المناورات رسالة تحذير قوية لكل من يفكر في شن عدوان خاصة اسرائيل التي طالما ألمحت بتوجيه ضربات جوية للمنشآت النووية الإيرانية. ومن هنا يمكن فهم الدعوة التي وجهها احد المسئولين العسكريين الايرانيين لدول الخليج للمشاركة في هذه المناورات بدعوي الاطمئنان علي اهدافها, موضحا أن التسليح وزيادة القدرات العسكرية غير موجهة علي الإطلاق لدول الجوار خاصة الخليجية, ومضيفا انه بامكان إيران ودول المنطقة التعاون معا لحفظ الأمن والاستقرار, محذرا في الوقت نفسه من أن السلاح الإيراني سيستخدم فقط للدفاع أمام الاعتداءات التي قد تشنها قوي من خارج المنطقة. وهي التصريحات التي تقابل عادة بنوع من التوجس الحذر من دول الخليج في ظل حالة الترقب التي تعيشها المنطقة بسبب الاحداث الجارية, وبسبب تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةوايران بعد اعلان البنتاجون أن طائرات حربية ايرانية فتحت النار علي طائرة امريكية بدون طيار فوق المياه الدولية اوائل الشهر الحالي, وهو ما أكدته ايران لاحقا من أنها ستتصدي لأي طائرة تنتهك مجالها الجوي, الامر الذي دعا البعض للربط بين هذا الحادث وتوقيت المناورات التي جاءت بعد ايام من إعلان البنتاجون, الا ان الشواهد كما رصدها المراقبون تؤكد أن المناورات كان مرتبا لها سلفا. واللافت انه لم تمض سوي ايام قليلة علي انتهاء المناورة حتي اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران مستعدة لمضاعفة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية, وقال تقرير مسرب أعدته الوكالة أن ايران يمكنها قريبا أن تضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي من700 الي1400, وهو ما يعني في نظر الخبراء أن هذه المنشأة يمكن أن تخصب اليورانيوم بنسبة90% وهي النسبة المطلوبة لانتاج سلاح نووي في فترة قصيرة نسبيا. وكان قد سبق نشر هذا التقرير الاعلان عن أن المحادثات التي تجري بين ايران ومجموعة الخمسة+ واحد لم تحرز أي تقدم, وهو ما يعني أن هذا الملف في طريقه لمزيد من التصعيد, ويوضح أن لعبة الشد والجذب بين ايران والمجتمع الدولي لم تعد تقتصر علي التحركات الدبلوماسية, وانما دخلت منعطفا آخر يتم فيه التلويح بالقوة العسكرية, ولعل المناورات الأخيرة خير دليل علي ذلك, فهل سيقتصر الأمر علي مجرد التلويح بالقوة أم أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور, هذا ما سوف توضحه الايام المقبلة.