عاشت طالبات سكن المقام في جامعة الإمارات من خلال فعاليتهن التراثية الوطنية جواً احتفالياً من الزمن الماضي، شاركتهن فيه مجموعة من النسوة اللاتي يتقن الحرف والصناعات القديمة كصناعة البراقع والتلي واللقيمات والغزل وصناعة الحلوى وغيرها من الحرف التي اشتهر بها الأجداد في الماضي، وحاولت الطالبات أن يأخذن زوارهن إلى زمن الأجداد من خلال فقراتهن التراثية، التي تضمنت معرضاً فنياً لمجموعة من اللوحات التي عبرت عن تراث الإمارات بمنظور أصحابها، إضافة إلى عرض مجموعة من المقتنيات القديمة التي كان يستخدمها الآباء والأجداد في الماضي، وشاركت الطالبات في تجهيز الأكلات الشعبية وتقديمها مع القهوة العربية لزوارهن، إضافة إلى تنظيم المسابقات التراثية الترفيهية التي أمتعت ضيوفهن . رنا مروان، طالبة في كلية التربية ومنسقة الفعالية، تقول: هذه الفعالية وغيرها من الأنشطة الطلابية هي من أهم الوسائل الجذابة لتقوية علاقة الأجيال الجديدة بتراث الأجداد، ولهذا يتزايد الاهتمام بهذه الأنشطة من قبل المؤسسات التعليمية والمجتمعية، التي تدرك أهمية دورها في ربط الشباب بتراثهم وتعميق الحس الوطني لديهم، ومن خلال تجربتنا في تنظيم هذه الفعالية، أستطيع أن أؤكد أن نجاح أي نشاط في تحقيق أهدافه، يتوقف على إدراك المشاركين فيه لأهمية ما يقومون به وحماسهم له، وبذل كل ما بوسعهم في سبيل نجاحه، وهذا ما قامت به طالبات سكن المقام في جامعة الإمارات اللاتي قررن خوض هذه التجربة من أجل إبراز تراث دولة الإمارات بأياد إماراتية شابة، تؤكد تمسكها بتراث وتاريخ أجدادها . وتضيف: تضمنت فعاليتنا معرضاً فنياً شاركت فيه مجموعة من الطالبات الموهوبات بلوحات تعبر عن منظورهن الفني لتراث وتاريخ الإمارات، أيضاً خصصنا مساحة لعرض مجموعة من المقتنيات القديمة التي كان يستخدمها أجدادنا في الماضي، كالمندوس والدلات القديمة و"الطوي"، وشاركت طالباتنا مجموعة من النساء ممن يتقن الحرف والصناعات القديمة في تجهيز الأكلات الشعبية وتقديمها مع القهوة العربية لزوارهن، إضافة إلى تنظيم مسابقات تراثية ترفيهية للكبار والصغار، ما أضفى جواً من المرح والبهجة في المكان . وتتحدث ميثاء سالم التميمي، طالبة في كلية القانون عن مشاركتها، قائلة: أحب المشاركة في تنظيم الفعاليات التراثية، لأنني مؤمنة بأهميتها في صقل شخصية الطالب، ومساعدته في التعبير عن أفكاره واهتماماته، وبالنسبة لي فإنني من المتحمسين دوماً لإبراز ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها بطريقة حية تجذب أفراد المجتمع لها، بخاصة أن كثيرين منا لا يعرفون الكثير عن تاريخهم وتراثهم، مما يجعلنا ندرك أهمية ما نقوم به من خلال هذه الفعاليات التي تدفعنا إلى البحث في كل ما يتعلق بعمقنا الإنساني والاجتماعي والثقافي، ونقله بأسلوب مشوق إلى أكبر عدد من أفراد مجتمعنا . وتعبر سلامة الحوسني، طالبة في كلية العلوم الإنسانية عن تمسكها بتراثها وهويتها الوطنية، قائلة: لدينا عادات وتقاليد أصيلة، تحمل قيماً معنوية لا يمكن تعويضها، ويجب أن تبقى هذه القيم راسخة في نفوس أبناء الإمارات، لأنها تمثل تاريخهم وحضارتهم، التي يستمدون منها قوتهم وقيمتهم بين شعوب العالم . ولأنني أشعر بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي انتمي له، وأحب أن أكون عنصراً فعالاً فيه، تجدني دائما مبادرة في المشاركة في أي نشاط طلابي يعمق الحس الوطني لدى الطالبات في المجتمع الجامعي، إضافة إلى جهودي الفردية في توعية صديقاتي والمقربين مني بأهمية التمسك بهويتنا الوطنية أمام تيارات العولمة التي ستسلب منا خصوصيتنا كشعوب إذا لم نتعامل معها بوعي حقيقي . وتضيف: بالتأكيد أنا لست ضد التطور والانفتاح على الثقافات الأخرى، ولكن يجب أن نفعل ذلك بحذر حتى لا نفقد هويتنا وقيمتنا كشعوب، لذا فإنني أشجع المسؤولين على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تبث في نفوس أبناء الإمارات التمسك بتراث أجدادهم، وعدم التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة . جسدت دلال محمد الدوسري، طالبة لغويات تطبيقية، من خلال ريشتها شموخ قلعة الجاهلي في مدينة العين، والتي تعبر عن قوة وصلابة تاريخ هذه البلاد، وتمسك شعبها بعروبته واعتزازه بعاداته وتقاليده، وقدرته على مواجهة التحديات التي تهدد هويته الوطنية، وذلك من خلال التمسك بثوابته وفي مقدمتها عقيدته ولغته العربية وثقافته وانتماؤه وولاؤه لوطنه . وتضيف: استخدمت الألوان المائية في هذه اللوحة ومزجتها بأسلوبي الخاص لتعطي انطباعاً بقدم قلعة الجاهلي، مما يسهم في توصيل فكرتي في التعبير عن الزمن الماضي في دولة الإمارات، المتمثل هنا بإحدى قلاعه القديمة . وعن أهمية المعارض الفنية في تعزيز علاقة شباب الإمارات بموروثهم الشعبي، تقول إيمان سالم، طالبة في كلية العلوم الإنسانية: المعارض الفنية تلعب دوراً مهماً في تعزيز الهوية الوطنية لدى أفراد المجتمع، من خلال احتضان جميع المواهب والإبداعات الفنية في مكان واحد وتوظيفها في التعبير عن أهمية التمسك بهويتنا الوطنية، ومساعدة الفنان في التعبير عن مشاعره وقناعته تجاه كل ما يتعلق بانتمائه لوطنه، وهي أيضاً تتيح الفرصة للفنان للقيام بدوره في تحمل مسؤوليته تجاه قضايا وطنه . وتضيف: حاولت من خلال لوحتي وهي عبارة عن مبانٍ تراثية، الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لأشكال المباني القديمة في دولة الإمارات، وذلك من أجل توصيل ما أشعر به من مشاعر وقناعات شخصية حول ضرورة المحافظة على مكتسباتنا الوطنية .