نشرت صحيفة فايننشال تايمز مقالا لإفرايم هاليفي، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد)، يؤكد فيه أن "إسرائيل" تحتاج إلى استراتيجية للتعامل مع غزة وليس حربا، وإلا فإنها قد تجد نفسها مضطرة للتعامل وحدها مع تداعيات التصعيد الأخير لأعمال العنف في غزة. وقال هاليفي أنه على الرغم من أن" إسرائيل" تستعد لتصعيد الوضع بواسطة شن غزو بري محتمل، إلا أن مثل هذه العملية محفوفة بالمخاطر وعدم اليقين، مشيرا إلى أن سجل الاهداف الغير مكتملة في الحرب اللبنانية عام 2006 وحرب غزة عام 2009 لا يزال حاضرا في أذهان الناس. وأضاف أن حركة حماس، التي تتعرض لضربات قاسية ولكنها لا تتراجع أو تخاف، تقف الآن متحدية وتضع شروطها –التي هي غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل- مقابل وقف إطلاق النار. ولفت رئيس الموساد السابق إلى أنه على الرغم من أن كل العيون الآن تركز على الرئيس المصري محمد مرسي الذي يتحرك للتوصل إلى أتفاق لوقف اطلاق النار، إلا أن المنطقة العربية بالفعل مضطربة جدا والأنظمة والحكومات يمكن أن تنهار بين عشية وضحاها اذا حدث إصدار ثاني من الربيع العربي. ولا أحد يمكنه التنبؤ بالنتيجة. وأوضح هاليفي أن وضع السلطة الفلسطينية غير مستقر، ومحمود عباس وحركة فتح ليس لديهم ما يفعلوه حيال هذه الأزمة، والاضطرابات والاحتجاجات في الأردن ضد ارتفاع أسعار منتجات الطاقة يمكن أن تتطور إلى انتفاضة وطنية تهدد النظام الملكي، وهو حدث سيكون بمثابة انتكاسة كبيرة لإسرائيل على المستوى السياسي والأمني. وأشار الكاتب إلى أنه كلما ضعفت قوة حماس في قطاع غزة، كلما زادت قوة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الوكيل الأساسي لأيران التي تعتبر التهديد الرئيسي لإسرائيل. وبالتالي في مثل هذا المناخ المتوتر، هناك الكثير على المحك اذا حدث هجوما بريا وانتشرت صور القتلى والجرحى، يمكن أن يشتعل الشارع في كافة العواصم العربية ويطلق العنان لعواقب قاسية قد تجبر مرسي وغيره من قادة المنطقة إلى التراجع والسماح للأمور في غزة أن تسير إلى طريق مجهول. واختتم هاليفي مقاله قائلا أنه يجب على "إسرائيل" أن لا تسمح لحماس بإدعاء نصرا من خلال بث صور لصواريخها تحلق فوق تل أبيب والقدس وأن تفعل ما لم تفعله أي حكومة إسرائيلية سابقة وهو أن تقوم ، بدلا من الدخول في حرب، بتحديد استراتيجية شاملة بشأن مستقبل غزة وسكانها.