أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تولي اهتماماً كبيراً ودعماً غير محدود إلى فئات ذوي الاعاقة، قائلاً إن الأمل في تحقيق هذه الغاية يشحذ العزم والقوة لأن العالم كله أصبح يولي عنايته واهتمامه للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين باتوا يشكلون نحو10% من سكان العالم بما يقرب من 700 مليون نسمة . وقال نأمل أن تلهمنا اتفاقية الأممالمتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بمواصلة العمل في هذا الاتجاه . وإننا لعلى بينة أن الاتحاد العالمي للصم، الذي يقدر بأن نحو سبعين مليوناً من سكان الأرض هم من الصم، يقوم بجهد إيجابي فارق، وعلى الحكومات أيضاً أن تعمل في هذا الاتجاه . جاء ذلك خلال افتتاحه أمس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول "اسمع صوتي تفهم ضعف سمعي" الذي يقام تحت رعايته، وتنظمه جامعة زايد ومركز كلماتي للنطق والتواصل بمقر جامعة زايد في دبي وتستمر أعماله يومين بمشاركة عدد من الشخصيات الدولية يمثلون الجامعات والمراكز المتخصصة في هذا الشأن، إضافة إلى العديد من العاملين والمهنيين والمتخصصين في هذه الإعاقة . واضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: هنا في الدولة، يؤكد رئيسنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن الطريقة التي نرعى بها أولئك الأقل حظاً بيننا، تقيس تقدم المجتمع وإنسانيته . ونحن في دولة الإمارات في ظل قيادته الحكيمة نهدف إلى توفير التعليم المناسب لكل شخص، مدركين أن كل إنسان قد وهبه الله مجموعة من القدرات والفهم بما يجعله قادراً على الإسهام بشيء هام في مجتمعه . وأكثر من هذا أننا نعامل الأشخاص ذوي الإعاقة باحترام متوقعين أنهم سيسهمون بدورهم في مجتمعهم على النحو الصحيح . وقال صدر عن قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قانون الإعاقة الذي يحمي حقوق المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة . الذي يحظى بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونحن هنا في جامعة زايد نولي اهتماماً كبيراً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشهد بذلك العمل المتميز الذي يقوم به مكتب التسهيلات بالجامعة . وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك أن فهم فقدان السمع والتعامل معه بشكل فعال يمثل تحدياً خاصاً، إذ لوكان المؤلف الموسيقي العبقري بيتهوفن أحس لدى إصابته بالصمم بأنه "كمن أصبح منفياً" لكان معنى ذلك أن أطفالنا الصم سيعانون بقسوة . إن العقول البشرية المعزولة عن الأصوات البشرية تعيش في وضع يشبه وضعنا إذا كنا نتمتع بنعمة السمع الدائم ولا نقدر على التخيل . لكننا لا نحتاج إلى خيال لكي نعرف أن الصم هم أناس قادرون، فالروح البشرية تستطيع أن تزدهر، وهي بالفعل تزدهر، في الصمت . وقال: في بلادنا، يُذَكرنا مؤسس نهضتنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد أن "الإنسان هو أساس بناء الحضارات، وأن اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، وأن الإنسان هو روح كل ذلك، الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكاناته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها . إننا نسمع أصوات الذين لا يستطيعون سماعنا، فنحن نحترمهم ونحبهم ونحتاج إليهم . واطلع الشيخ نهيان بن مبارك على الأعمال الفنية التي قدمها مجموعة من الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، عبروا من خلالها عن مواهبهم وابتكاراتهم في المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر ويستمر حتى نهاية الأسبوع . حضر حفل الافتتاح عبدالله بن محمد غباش وزير الدولة، حميد ناصر العويس، أحمد الطاير، سعيد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، الدكتور حنيف حسن، إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، والدكتور عبدالله عمران رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، خلف الحبتور رئيس مجلس ادارة مجموعة الحبتور، عبدالله حمد بن سوقات، سعود عبيدالله، ود . عبد الغفار حسين رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، سعيد غباش، وأحمد بن سعيد الرقباني وراشد بن سعيد . ومن جانبه قال الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد إن هذا المؤتمر يشكل جانباً من التعاون بين الجامعة ومؤسسات المجتمع، واهتماماً بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يقوم مكتب التسهيلات بجامعة زايد بالتعاون مع مركز "كلماتي" للنطق والتواصل بتنظيم هذا المؤتمر لخدمة فئة المصابين بالصمم باعتبارهم من الفئات التي تحرص الجامعة على رعايتها من خلال المكتب الذي أنشأته الجامعة خصيصاً لخدمة الطلبة ذوي الاحتياجات، خاصة من الفئات التي يمكن دمجها مع إخوانها الطلاب في مختلف كليات الجامعة . ومن ناحية أخرى أشادت بدور سعيد الرقباني الرئيس التنفيذي لمركز "كلماتي للنطق والتواصل" باهتمام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ورعايته ومشاركته في المؤتمر الذي يسهم في تحقيق المؤتمر لأهدافه الرامية لتعزيز الوعي لخدمة هذه الفئة التي تعاني من الصمم، مشيرة إلى أن الدافع الرئيسي لعزمنا على تنظيم المؤتمر يرجع إلى إصابة ابنتي نورة بالصمم منذ صغرها ورحلتها العلاجية مع الأطباء في كل مكان داخل الدولة وخارجها، حيث لاحظت معاناة ابنتي من بعض المشاكل الصحية وذهبت بها للأطباء لإجراء الفحوصات اللازمة إلى أن كان التشخيص إصابتها بصمم كامل، وهنا ظهرت مشاكل العلاج حيث لم أجد خدمات كافية في الدولة نحوتلك الفئة، حيث طلب مني الحاقها بمركز لذوي الاحتياجات ورفضت هذا الأمر عن قناعة بأن ابنتي تحتاج فقط إلى وسيلة جيدة للتواصل . وأضافت أنها بدأت التفكير في إيجاد مكان مناسب لمتابعة تلك الحالات ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز لخدمة هذه الفئة بشكل علمي وصحي سليم فكان مركز "كلماتي للنطق والتواصل" الذي تم تأسيسه عام 2010 لذلك اعتبر هذا المؤتمر لابنتي ومن يشاركها تلك المعاناة في السمع ومشاكله . وأضافت أنه نظراً لجولاتها في العديد من الدول لعلاج ابنتها وتعرفها على الخبراء والمهتمين بهذه الفئة، جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر العلمي بالتعاون مع جامعة زايد ومكتب التسهيلات بالجامعة السباقة دائماً إلى تبني تلك المبادرات، إضافة إلى خبرة الجامعة في دمج أبناء تلك الفئة مع زملائهم من طلبة الجامعة . مشيدة بالتعاون مع الجامعة معربة عن تقديرها لإدارة الجامعة التى وفرت كل ما تستطيع لإنجاح المؤتمر . وأوضحت بدور الرقباني أن المؤتمر يتناول ثلاثة محاور رئيسية أولها سيهتم بالمتخصصين في النطق والثاني بالأهل والدعم اللازم منهم والثالث بالصم الكبار . ويتم تطبيق وتناول هذه المحاور من خلال ورش العمل والمحاضرات التي تشكل فعاليات المؤتمر . وعلى جانب آخر أوضحت فاطمة القاسمي مدير مكتب التسهيلات بجامعة زايد أن المؤتمر يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات، حيث رحبت الجامعة بالتعاون مع مركز "كلماتي" وتقديم خبرات مكتب التسهيلات بالجامعة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والصم على وجه الخصوص، مشيدة بدعم ورعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وحرصه على نجاح المؤتمر . المتحدث الرئيسي من الصم ألقى الكلمة الرئيسية في المؤتمر البروفيسور آلان هروتيز وهو أصم ويعمل رئيس جامعة غالوديت الأمريكية وعبر فيها عن إشادته بتنظيم المؤتمر ورعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمؤتمر الذي يعقد لأول مرة في الدولة، وهوما يعكس حرص قيادة الدولة على الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير المناخ الملائم لظروفهم لاستكمال تعليمهم وعملهم . مشيراً إلى أنه يترأس جامعة غالوديت التي تضم أكبر عدد من الصم على مستوى الولاياتالمتحدة إلى جانب الطلبة الدوليين من مايقارب 22 دولة من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة . كما أعرب عن تقديره لإتاحة الفرصة للمشاركة في هذا المؤتمر . المشاركون في المؤتمر يشارك في المؤتمر عدد من كبار المتخصصين في هذا الشأن ويشمل ذلك الدكتور بيث بنديكت "كيف يمكن للتدخل المبكر والتعليم المبكر في مرحلة الطفولة ان يحدث فرقاً" والدكتور ستيفن نوفر "التخطيط لتعليم اللغة ومهارات القراءة والكتابة للصم" والأستاذ ديفيد شليبر قدم "'15 مبدأ للقراءة مع الأطفال الصم" ومشروع القراءة المشتركة والأستاذ ادوارد بلتير "الانتقال إلى برنامج تعليمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية" جيفري بريفن "دورة سريعة في لغة الإشارة الأمريكية" و"دورة سريعة في لغة الإشارة" يقدمها جيفري بريفن و"تعلم اللغة في السنوات الأولى" بتقديم كارول بلتير و"فوائد التكنولوجيا في تعليم الصم" بتقديم بوب نيتكو و"مقدمة لمجال علم الصوتيات البصرية" شارك في التقديم شارون سبيرانزا وربيكا غلاييني فقدان السمع وزراعة القوقعة يبحث المؤتمر عدة موضوعات متعلقة بحالة الصم من بينها "مقدمة عن السمع، فقدان السمع والمعينات السمعية" و"تدريس اللغة الإنجليزية في الفصول الدراسية للطلاب الدوليين الصم وضعاف السمع" وزراعة القوقعة ولغة الإشارة "تحديات التواصل في عالم السامعين" و"كيف تساعد نفسك في القضاء على حواجز التواصل في مكان العمل والمجتمع" و"واقع التعليم العالي للطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع بالمملكة العربية السعودية" و"أكثر من كلمات، أهمية تطور اللغة البرغماتية للاطفال الصم" و"كيفية استخدام الروتين اليومي لتطوير اللغة" و"أنت وطفلك الأصم أوضعيف السمع" و"دمج أطفال الصم في المدارس" و"العمل مع الأطفال الصم وضعاف السمع في الدولة" و"تعليم الصم في الدولة" و"ورشة عمل عن الإثراء اللغوي" و"لدي صوت: التعبير عن المشاعر من خلال الفن (للأطفال الصم وضعاف السمع فقط)" .