تقول الممثلة الاميركية ماري أوزموند: تتحول المأساة مع «الوقت».. إلى فكاهة! وكذلك انا ما رأيت، أو قرأت عن ثورة نجحت، وبدأت حراكها معلنةً أنها ثورة! إما أن تكون «مفاجأة» ولا تأخذ وقتاً، وإما أن يكون مخططاً لها أن تكون مفاجئة كذلك! أما الصراخ، والبهرجة، والإعلان والتخويف.. ماهو إلا فرد للعضلات، لأن «الوقت» هو العامل الأساسي في الثورات «الجادة» ذات المنهج. شئنا أم أبينا، الحاكم في أي ثورة هو الفريسة، ولن تقف الفريسة مكانها إذا انقض عليها الشعب الجائع، والجوع.. لا ضمير له! كما قال شابلن الممثل الشهير. فإذا لم يكن هناك جوع، فانسَ ان تكون هناك ثورة، سمها ان شئت غضبا، اعتصاما، ضغطا شعبيا، لكن لا تسميها ثورة انتبه! والجوع له أوجه عدة، للخبز أشهرها، وللتقدير والعدالة أكثرها. إذا الوقت، والجوع، هما أجنحة الثورة، التي لن تحلق إلى أهدافها إلا بهما، وهما الذان نجحا بامتياز في مصر وتونس، لذلك علينا ان نعي دائماً خطابات السياسيين، فأحياناً يوحون الينا بشيء، لدفعنا للعمل لشيء آخر تماماً غير الثورة. الحياة كلها ثورات، هنا وهناك، معنوية ومادية، شعبوية وخاصة، لكن السؤال: من يجيد إنجاح الثورة، ومن سيستفيد منها بالنهاية؟ فعلاً استغرب من الثورات التي تدعم الأغنياء! فمن لا يملك الخطة، ولا القضية الجائعة، لا يستحق شرف الدعم والاصطفاف الفكري والمساندة. لنكن ثائرين إيجابياً، على كل شيء لا خطة له ولا أهداف، لنثور على كل حراك أو ثورة تدافع عن من يدافعون عن أنفسهم، ويشعلون عواطف الأنصار لتتدفأ حصونهم وثرواتهم! لنثور على الثروة. ناصر بدر العيدان Nasser.com.kw