على مدار ثلاثة عقود ونحن على موعد مع عرس ثقافي وفكري واجتماعي، إنه مهرجان الجنادرية للثقافة والفنون والتراث. في كل عام تقوم اللجنة المنظمة -مُمثَّلة في الحرس الوطني- برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وبمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله، بإضافة الجديد والمتميز للفعاليات المصاحبة. شاركتُ في الدورة الثامنة عشر كعضو في اللجنة النسائية في بيت المدينة، ولي ذكريات أعتز بها في مشوار حياتي. كيف ترى بعينك؛ الماضي حاضرًا بقوة في أرض الواقع، وكيف يكون هذا المكان حافلًا وعامرًا بالآلاف من البشر من كل بقعة على أرض المملكة، تجمعنا وحدة وطنية رغم اتساع المسافات واختلاف الثقافات، والثراء دومًا في الفكر والثقافة يصب في مصلحة الوطن. كنا نستقبل في بيت المدينة حشودًا غفيرة من كل الجنسيات العربية والأجنبية، كالعرس الذي تستقبل فيه مهنئيك بهذا الفرح، كنا نعيش ونتحدث عن ماض عريق، ونستحضر بكل حواسنا كيف كان يعيش الآباء والأجداد في ظل ظروف غير التي نحياها اليوم. كنت أتأمل أصحاب الفرق الشعبية والفنون والحرف، وكيف أصبحت هذه المناسبة وسيلة للترويج لمنتجاتهم ورزقا لهم. نحتاج كمجتمع اليوم أن نكون أكثر انفتاحًا فكريًّا وثقافيًّا، ما دار من جدل حول أحداث فردية لا بد أن لا يطغى على روعة وجمال وهدف المهرجان.. لماذا في كل محفل ثقافي وفكري نثير شبهات ونُشكِّك في أنفسنا وتوجهاتنا؟! لماذا استبعدنا من عقولنا حسن الظن واستبدلناه بسوء الظن؟! كنا نحيا حياة أكثر بساطة، وكنا أكثر قبولًا للآخر، ويغمرنا شعور بالسعادة، لا نُشكِّك في ذمة أحد، ولا دين أحد، هذا ما نريد تعزيزه في نفوس هذا الجيل بعيدًا عن التعصب والإقصاء. استوقفني أوبريت (قبلة النور)، تطوّر ملحوظ في عرض مبهر، وإخراج احترافي للرقصات والعروض، والإضاءة والتقنيات الصوتية، وعروض الليزر كانت موفقة إلى حد كبير. أعجبتني تلك اللوحة التي تحدَّثت عن نورة بنت عبدالرحمن آل سعود -رحمها الله- ومكانتها ودورها التاريخي الذي لم ينساه لها أخوها موحد البلاد، ودائما كان يُردِّد «أخو نورة»، واليوم نحن نفخر بأكبر صرح تعليمي على مستوى الشرق الأوسط، تديره المرأة، ويحمل اسم هذه المرأة في عهد ملك يعرف قدر المرأة في مجتمعها، ويُعلي من شأنها، إنها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. رحم الله الشاعرة «مستورة الأحمدي» وبارك في الشاعرة «معتزة»، فقد كانت كلمات الأوبريت تلامس شغاف القلب. وأختم مقالي ببعض كلمات الأوبريت: يا عيالي يا عيالي... يا أغلى من روحي ومالي ذا وطنكم واسمعوا له... كلمة الغالي لغالي أنتم عيالي ودمي... أنتم أحلامي وهمي لا انتخيت بكل واحد... لبّت عروقه ب سَمّي أنتم ذراعي يميني... أنتم القرَّة لعيني ما يخيب الظن فيكم... يا رجا عمري وسنيني [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain