انتهت الجلسة التحضيرية للمؤتمر القومي للمسرحيين،والتي عقدت قبل أيام بنادي نقابة المهن التمثيلية، وأصدرت بيان وقع عليه المئات من المسرحيين،عبروا خلاله عن مخاوفهم من تعرض المسرح المصري لانتكاسة، بسبب سوء الإدارة ،واختيار قياداته الحالية وجاء في البيان " إن الفنانين المصريين في كافة المواقع الثقافية التي تقوم على فن المسرح كتاباً ونقاداً ،وممثلين ومخرجين وفنيين ، وقد نما إلى علمهم أن وزارة الثقافة وبتعليمات من وزارة المالية استولت على الميزانية المتواضعة للبيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والهيئة العامة لقصور الثقافة وحولتها إلى بند أجور ومكافآت وحوافز للعاملين بها ،وكأنها رشاوي تدرأ بها عن نفسها مخاوف الاعتصامات والمطالبات الفئوية ، الأمر الذي أثار غضبهم واستنكارهم لهذا الأسلوب من التصرفات غير المسئولة والتي تصل إلى حد الخيانة الوطنية ،وذلك حين تحرم مؤسسات ثقافية عريقة من القيام بدورها في الإنتاج الفني ،وتغلق مسارحها ودور عرضها ،وتحولها إلى استراحات أو ملاجئ ودور رعاية اجتماعية ،تقوم بأداء النفقة على المؤلفة قلوبهم والعاملين عليها أو منحهم إعانة بطالة مقنعة وغير مقنعة دون عمل أو إنتاج". وأكد الموقعين على البيان أنهم ليسوا ضد منح الأجور والمكافآت والحوافز لمن يستحقها ،بل يطالبون بزيادتها ،ولكن أن يكون ذلك مقابل المزيد من الإنتاج الفني ومضاعفته ،حتى يؤدي دوره التنويري في تقدم الوطن وتحقيق برنامج النهضة الذي هو شعار الدولة الآن ، فهل هناك نهضة بدون فن أو ثقافة؟!!. وطالب البيان وزارة الثقافة ضرورة المبادرة باستدراك هذا الموقف الخطير بالعمل على تدعيم الإنتاج المسرحي بميزانية تليق بدور مصر الثقافي وبثورتها المجيدة ، كما طالب نقابة المهن التمثيلية بالدعوة لتنظيم مؤتمر قومي للمسرح المصري في أسرع وقت ممكن ،لإيجاد الحلول الممكنة والعملية للخروج من هذه الأزمة التي "تهدد مسرحنا الرائد بالانهيار" ، وأكد الموقعون عدم التنازل عن حقهم في مسرح يليق بمصر الثورة بعد الآن وعدم قبولهم المسكنات والكلام المعسول، وأنهم لن يقبلوا إلا الحلول الجذرية للمشاكل المسرحية. وشهد الاجتماع حضورا لعدد من المبدعين والعاملين بالمسرح المصري أبرزهم الكاتب محمد أبو العلا السلاموني ،والناقد الأكاديمي الدكتور أسامة أبو طالب ،والمخرجين عصام السيد وناصر عبد المنعم ،وحسام الدين صلاح،ومحمد دسوقي،ومصمم الديكور حازم شبل، ومن مجلس نقابة المهن التمثيلية الفنان سامح الصريطي وكيل النقابة ،وعضو المجلس منير مكرم و محمود عامر وغيرهم ،ويأتي ذلك وسط غياب مديري فرق مسرح الدولة ورؤساء البيوت المسرحية،واستمر الاجتماع أكثر من ست ساعات نوقشت خلاله أبرز محاور المؤتمر والتحديات التي تواجه المسرح خلال الفترة الراهنة وسط تزايد الإجراءات التي من شأنها تراجع الإنتاج المسرحي المصري. ومن جهة أخرى طالب الحاضرون بضرورة استجابة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة لعدد من المطالب في مقدمتها ،إقالة الدكتور خالد عبد الجليل الرئيس الحالي لقطاع الإنتاج الثقافي المتسبب الأول في عرقلة حركة الإنتاج بفرق قطاعي المسرح والفنون الشعبية -على حد قولهم ،وضرورة إعادة النظر في تعيينات رؤساء القطاعات الأخيرة، وإعادة تفعيل المسابقة التي أعلنت عنها الوزارة منذ فترة لاختيار المستحقين لهذه المناصب بحسب الكفاءة، وكانت النتيجة تجاهل الوزير للمسابقة والمتقدمين لها وتعيين آخرين بنفس آلية النظام السابق.