مارتين بيريز- لوفيغارو أصبح عدد من المؤسسات الاميركية يقترح علاوات للموظفين الذين يحافظون على لياقتهم، وأولئك الذين يبذلون مجهودات لتخفيض أوزانهم. يتحرر الفكر ويبلغ الخيال مداه، حين يتعلق الأمر بإيجاد حلول لظاهرة هي الأكثر انتشارا في العالم، وحتى في بعض الدول السائرة في طريق النمو. لقد تسببت الزيادة المفرطة في الوزن في ارتفاع خطر الاصابة بالسكري، وداء السكري هو مرض معقد جدا، له تأثيرات خطيرة في الصحة، من دون الحديث عن الخسائر التي تتكبدها الشركات، جراء غياب الموظفين المرضى. ويوفر عدد من الشركات في الولاياتالمتحدة الاميركية لموظفيها، امكانية ربح مزيد من المال في العمل، من خلال تحفيزهم ماليا، على الحفاظ على صحتهم ولياقتهم البدنية. وعن طريق نظام صحي خاص، بات بمقدور الشركات الاميركية اقتراح مكافآت مالية معتبرة للموظفين الذين يقبلون اتباع نظام غذائي ومعيشي صحي، كالتوقف عن التدخين او تخفيض الوزن. براغماتية بينت دراسة حديثة أن فقدان الوزن من خلال التمويل، فعال جدا، خاصة اذا تعلقت المكافأة بتقييم أداء وسرعة تنفيذ مجموعة، أكثر مما يتعلق الأمر بموظف بمفرده. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة التي أجرتها جامعة ميشيغن في نهاية الشهر الماضي، في المجلة الطبية الاميركية «حوليات الطب الداخلي». وللوصول الى هذه النتيجة، لم يتردد أصحاب الدراسة، في عرض مكافآت مالية على فريقين من الأشخاص الذين يعانون من البدانة. وكان أعضاء الفريق الأول ممن يفقدون عددا محددا من الكيلوغرامات، يتلقون 100 دولار شهريا، بينما كان أعضاء الفريق الثاني المكون من 5 أشخاص، يتلقون 500 دولار شهريا، توزع على أولئك الذين فقدوا الوزن المحدد فقط، مع امكانية ربح 100 دولار اضافية. بعد ستة أشهر من العملية، لاحظ الباحثون ان أعضاء الفريق الثاني فقدوا كثيرا من الوزن مقارنة بأعضاء الفريق الأول. واذا ما كانت مثل هذه المبادرات لفقدان الوزن تصدم أو تفاجئ العرب أو الأوروبيين، فان الاميركيين أكثر براغماتية، ويقول احد أعضاء فريق البحث «تنتشر البدانة بشكل مخيف في بلادنا، والمشكلة تسوء يوما بعد يوم، لذلك نحن في حاجة الى ايجاد وتحليل مقاربات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة». وبالفعل ظاهرة السمنة ظاهرة مكلفة جدا، بالنسبة إلى الدولة والأنظمة الصحية، لكن تعقيداتها وآثارها أكبر بكثير على صحة الفرد.