في غفلة من الزمن تم التخطيط لمنطقة سكنية هي «أم الهيمان» المعروفة الآن «علي صباح السالم»، من دون أن تؤخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية والصحية المصاحبة للموقع، الذي اختير لسكن مئات الآلاف من المواطنين، خصوصاً ان الموقع قريب من المناطق الصناعية التابعة للقطاعين الخاص والحكومي، وبدأت أصوات المواطنين بالارتفاع يشكون من أمراض ومشاكل بيئية يتعرضون لها باستمرار. هنالك عدة نقاط أعتقد ان من المهم الإشارة إليها قبل الدخول في طبيعة حل المشكلة: ان مشكلة أم الهيمان البيئية - الصحية ليست مشكلة فريدة في دولتنا، فهنالك مشاكل مشابهة لها، أهمها مشكلة موقع القرين لردم النفايات الذي أنشئت بالقرب منه فيما بعد منطقة سكنية، فهي أيضاً مشكلة مشابهة وإن كان التعامل مع هذه المشكلة قد تم بطريقة مؤقتة وافضل من طريقة التعامل مع مشكلة أم الهيمان، ونتج عن هذه المشكلة ان ازدادت نسب الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان بشكل غير طبيعي مما أدى إلى تذمر السكان وحدوث مشكلات اجتماعية. مما يزيدنا ألماً إنكار الحكومة لهذا الخطر، ولكن بعد ما قرأته من آثار خطيرة اعترفت بخطورتها واعتبرت المنطقة منكوبة وعوضت السكان عن الأضرار التي تعرضوا لها، فقد قامت الحكومة بناء على طلب مجلس الوزراء بتشكيل لجنة فيها بعض الاخوة للتعامل مع مشكلة أم الهيمان، ولكن مهما كانت التوصيات التي شكلتها هذه اللجنة إلا انه ما زال الوقت حرجاً، فلن تستطيع اللجنة طلب إغلاق مصانع القطاع الخاص أو طلب وقف عمليات إنتاج البترول لأن اقتصادنا قائم على هذه النشاطات، وهي أيضاً لا تستطيع شراء بيوت السكان بسبب التكلفة العالية لهذه العملية، الحل من وجهة نظري هو القيام بتشكيل فريق صحي لمراقبة الوضع الصحي للسكان، والحل الأهم هو تحديد وتقييم مصادر التلوث المحيطة بهذه المنطقة بشكل مستمر، والطلب من المصانع القريبة وضع خطة زمنية لتحسين الأداء البيئي والتقليل من نسبة التلوث في المنطقة، وتطبق هذه الحلول في أقرب وقت للحد من الأمراض التي تصيب سكان هذه المنطقة بشكل سريع. وسمية فلاح العجمي (تربية بيئية)