باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية للإصابة بالسرطان
دراسة علمية تكشف مخاطر المواد البلاستيكية على عقم الرجال!
نشر في الجمهورية يوم 08 - 04 - 2011

كشفت دراسة علمية حديثة النقاب عن معلومات هامة وخطيرة في السياق الصحي والبيئي لمدينة تعز، حيث أشارت إلى تسبب الطرق القديمة في جمع النفايات في إلحاق الضرر البالغ بالصحة العامة للسكان..كما حذرت الدراسة التي أعدها الدكتور عبد الوهاب صالح العوج أستاذ الجيولوجيا المساعد بكلية العلوم في جامعة تعز من الأخطار المترتبة على استخدام المواد البلاستيكية في تغليف الأغذية خصوصاً الحارة والتي تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية للإصابة بالسرطان وعقم الرجال.
قضية هامة
وفي مستهل الدراسة أشار الدكتور عبدالوهاب العوج إلى أن جمع وتصريف المخلفات الصلبة من أهم المشكلات التي تعاني منها مدننا اليمنية؛ نظراً لتأثيراتها البيئية الضارة والإخلال بالتوازن الطبيعي لمدينة تعز بفعل الإنسان وإهمال القائمين على هذا الموضوع، الأمر الذي يقتضي القيام بدراسة مشكلة المخلفات الصلبة بأنواعها المختلفة لمدينة تعز كحالة لإحدى المدن اليمنية الصناعية والتجارية الناشئة بغرض الوصول إلى حل لهذه المشكلة حلا بيئيا واقتصاديا يتوافق مع الطرق الحديثة بالجمع والمعالجة؛ نظراً لعدم فاعلية الطرق المستخدمة في عمليات الجمع والتصريف، فضلاً عما تفرزه من الأضرار الجسيمة اللاحقة بسكان المناطق المتأثرة بالتلوث في مقلب القمامة بحذران - مفرق شرعب.
أنواع المخلفات الصلبة
وعن أنواع النفايات يقول:
يعرف القانون رقم [39] لسنة 1999 بشأن النظافة العامة الثانية بأن المخلفات [القمامة] هي النفايات بجميع أنواعها المتخلفة عن الأفراد والمباني الحكومية والعامة والخاصة سكنية وغير سكنية والمصانع والمخيمات والمعسكرات والحظائر والسلخانات والأسواق والأماكن العامة والأماكن السياحية والحدائق وغيرها ووسائل النقل وكذلك هياكل السيارات والآلات والآليات الأخرى وماكيناتها أو أجزاء منها وروث الحيوانات والحيوانات النافقة ومخلفات أعمال الهدم والبناء والأتربة وكل ما يترتب على عدم وضعه في غير ألاماكن المخصصة له أضرار صحية أو بيئية أو حرائق أو الإخلال بمظهر المدينة أو القرية أو نظافتها.
النفايات المنزلية
تعد القمامة المنزلية مصدرا رئيسيا للكثير من المشاكل البيئية والصحية ورغم ذلك يقل الاهتمام لإيجاد حلول علمية لهذه المشكلة، ويرجع ذلك إلى عدم فهم طبيعة ونوعية وكميات هذه النفايات. وتحوي النفايات المنزلية على عددٍ من المكونات منها:
1-المخلفات البلاستيكية 2-المخلفات العضوية(بقايا الأطعمة والخضروات والفواكه...الخ).3-مخلفات الورق والكرتون.. 4-المخلفات الزجاجية. 5- المخلفات المعدنية (الحديد، الألمنيوم،....الخ).
النفايات البلاستيكية
وأشارت الدراسة إلى أخطار النفايات البلاستيكية حيث إن استخدام المواد البلاستيكية في حفظ ونقل الأطعمة الجاهزة يؤدي إلى تلويث الإنسان وغذائه وظهور أمراض عديدة كسرطان المسالك البولية وسرطان المثانة وسرطان البروستاته وعقم الرجال وغيرها من الأمراض.
إن تزايد استخدام المنتجات البلاستيكية في الجمهورية اليمنية يتزايد يوما بعد يوم، حيث لم تعد المصانع والمعامل المحلية تفي بمتطلبات السوق فهي توفر من أكياس البلاستيك ما مقداره(40%) من الاحتياج ويستورد (60%) من خارج الوطن وهذه المواد البلاستيكية المستوردة يتم إدخالها إلى اليمن عن طريق التهريب أو عبر المنافذ المختلفة وبعضها غير مطابق للمواصفات القياسية وليس عليها علامة تجارية مميزة وتصل سماكتها إلى حوالي (15) ميكرونا وهذا مخالف لقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن.
أرقام مفزعة
وأوضحت الدراسة أن حجم المشكلة يقاس بحجم الاستهلاك العام حيث يقدر ما يستهلكه المجتمع اليمني من الأكياس البلاستيكية ب(60) ألف طن سنوياً وهذا الرقم يوضح حجم المشكلة البيئية التي يجب أن نلتفت إليها ومحاولة معالجة آثارها البيئية الضارة واستخدام الطرق العلمية في جمع وتصريف هذا النوع من المخلفات، حيث نجد أن مدينة تعز فقط تضم (8) مصانع ومعامل لإنتاج المواد البلاستيكية بما فيها الأكياس والمشمعات البلاستكية، وهناك عدد من الورش الصغيرة غير المعروفة في هذه المحافظة تنتج أكياسا ومشمعات بلاستيكية ولا تمتلك علامة تجارية محددة بحيث نلاحظ جملة من المخالفات الصناعية والبيئية. ويبلغ ما تنتجه محافظة تعز من الأكياس والمشمعات والقراطيس البلاستيكية ما مقداره (8000) طن سنوياً.
البدائل المحلية
وقدمت الدراسة حلولاً بديلة حيث إن هناك بدائل محلية أنتجتها البيئة اليمنية كاستخدام أكياس الخوص والسلال المحلية المصنوعة من الأشجار وسعف النخيل وغيرها من الصناعات المحلية الصديقة للبيئة، ويمكن استخدام الأكياس الورقية والقطنية والنسيجية كبديل للأكياس البلاستيكية في البقالات والدكاكين وغيرها، كما كان الحال سابقاً، وفي بعض الدول المتقدمة يلزم القانون أصحاب المحلات والبقالات بإعطاء خيار للمشتري باستخدام الأكياس الورقية أو البلاستيكية لأخذ أغراضه لنقل الأغراض المشتراة من الأسواق والبقالات ومع ازدياد وتنامي الوعي البيئي لدى المواطنين يتم استخدام خيار الأكياس الورقية بدلا من الأكياس البلاستيكية وهذا يجعلنا نطالب بتشجيع ودعم الصناعات الورقية لتشمل هذا المجال الهام.
مخلفات البناء
أما مخلفات البناء فيقول عنها الدكتور العوج:
تشمل هذه المخلفات على أنواع عديدة مثل الصخور والأحجار والحصى والتراب وبقايا الأسمنت والحديد أو ما يعرف بمكونات البناء من حديد واسمنت وحصى وزلط وتراب...الخ، وحتى عند عمليات الهدم لمبان قديمة أو تجديدها أو شوارع أو أرصفة أو طرقات يتم إنتاج كميات كبيرة من المخلفات الصلبة التي تندرج تحت هذا النوع من المخلفات.
إن التعامل غير الحضاري وغير المسؤول برمي هذه المخلفات في مناطق السيول والوديان وفي براميل ومقالب القمامة في مدينة تعز والمدن اليمنية الأخرى ينذر بكارثة بيئية لما تسببه هذه العملية من خلط لأنواع مختلفة من المواد بعض منها ضار جدا تشمل على خليط غير متجانس كبقايا المواد البلاستكية والخشبية والمركبات الكيميائية الضارة المستخدمة في كثير من مكونات مواد البناء وملحقاته وهذه جميعها تجرف بواسطة مياه الأمطار والسيول وتعود مرة أخرى لكي تتجمع في أحواض المياه الجوفية عبر طبقات الأرض حاملة معها كثيرا من العناصر الضارة بصحة الإنسان، وعند استخدام وشرب هذه المياه الجوفية الملوثة بعناصر ضارة تؤدي إلى تخريب البيئة الطبيعية في الأرض الزراعية والمراعي وغيرها وتشوه المنظر الحضاري والبيئي لبلادنا. ويفترض إعادة استخدام هذه المواد في البناء والتعمير بطرق علمية معروفة في رصف وتزيين الشوارع الترابية شرحها.
الغبار والجسيمات الصلبة
إن الدقائق والجسيمات الصلبة الملوثة للغلاف الجوي في مدينة تعز والمدن اليمنية الأخرى يندرج ضمن المخلفات الصلبة والملوثة للبيئة، وتنتج هذه الجسيمات الصلبة والغبار من المحاجر والكسارات ومصانع الأسمنت والصناعات الأخرى المختلفة وورش ومناشير الأحجار والبلاط وغيرها من الورش والمعامل، وانتشار الطرق الترابية واستخدامها من قبل المركبات والتي بدورها تسهم في ذلك التلوث وكذلك المركبات الناقلة لمواد البناء والأحجار والرمال المستخدمة في البناء، وكذلك انتشار العواصف والرياح الحاملة للدقائق والجسيمات الصلبة الدقيقة من المناطق الجافة والصحراوية إلى المناطق الزراعية والمدن اليمنية ومنها مدينة تعز التي تتميز بوجود كل هذه الأسباب المولدة للتلوث بالغبار والجسيمات الصلبة.
وللعلم أن هذه الجسيمات الصلبة والغبار عامل رئيسي للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإصابة بسرطان الرئة وغيرها من الأمراض؛ ولذا يجب اتباع إجراءات السلامة بوضع الفلترات والمرشحات المقللة لإنتاج هذه المواد وانطلاقها للغلاف الجوي، ومنع وجود المصانع والورش في الأحياء السكنية أو في محيط المدن، ورصف الطرق الترابية وخاصة في المدن السكنية ومحيطها، ومنع المركبات والشاحنات الناقلة لمواد البناء من الحمولة الزائدة التي تتناثر في الطريق من المحجر “موقع إنتاج مواد البناء” وحتى منطقة البناء وتغطية الناقلات المكشوفة بغطاء خاص (طربال) كما هو متبع في قوانين السلامة والمرور، وعمل حواجز نباتية وأحزمة نباتية وحراجية وزيادة الغطاء النباتي في المدن ومحيطها للتقليل من تأثير الرياح الناقلة للغبار والرمال من المناطق الجافة والصحراوية والساحلية كما هو الحال في الإجراءات المتبعة في مكافحة التصحر وزيادة الخضرة والغطاء النباتي لمدينة تعز.
قمامة الشوارع
تتضمن قمامة الشوارع المخلفات الصلبة بجميع أنواعها فهي تضم المخلفات البلاستيكية والورقية والعبوات بمختلف أنواعها بالإضافة إلى الأتربة وأوراق وجذوع وجذور الأشجار ومخلفات الحيوانات الموجودة في المدن اليمنية كالكلاب والأغنام والأبقار وغيرها، حيث نجد أن نظافة شوارعنا هي مسؤولية الجميع ويشترك في تلويث شوارعنا الجميع فالمشكلة تبدأ بسوء التخطيط والإدارة البلدية والمحلية وعدم تنفيذ قوانين النظافة الملزمة للجميع سواء من المحلات والمتاجر والبقالات التي تستخدم الشارع والسوق ودور الباعة المتجولين إلى وجود الحيوانات السائبة والأغنام والأبقار في أحياء المدينة المختلفة وانتهاء بضعف الوعي البيئي لدى معظم الناس برميهم المخلفات والقمامة في كل مكان وعدم وضعها في البراميل المخصصة لذلك، بل نجد أن البعض يرمي القمامة في زوايا الشوارع وأرصفتها وأيضا في عرض الشارع والزقاق أو في الجزر الوسطية للشوارع.
آثار خطر الكيماويات السامة والنفايات الخطيرة
أصبحت المواد الكيماوية التي يتعرض لها الإنسان والموجودة في البيئة- في الهواء والمياه والغذاء والتربة- متهمة بالعديد من الآثار العكسية على الإنسان من السرطان إلى العيوب الخلقية (العيوب التي تظهر منذ الولادة). لقد ارتبط التعرض للمعادن الثقيلة بتخلف النمو لدى الإنسان وبالسرطانات المختلفة، وبضرر للكلى. والتعرض لمستويات عالية من الزئبق والذهب والرصاص ارتبط أيضاً بأمراض المناعة الذاتية، والتي يقوم فيها الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة خلايا الجسم نفسه، معتبراً إياها خطراً لأجسام غريبة. كما أوضحت العديد من الدراسات بأن التعرض للرصاص يمكن أن يؤدي إلى خفض نسبة الذكاء لدى الأطفال. ومما يلاحظ أن كثيراً من المصانع والمعامل في مدينة تعز ترسل بمخلفاتها الصلبة إلى مقلب المدينة الواقع في حذران وهذا خطأ ويجب منع ذلك وعليهم القيام بمعالجة نفاياتهم الصناعية الصلبة.
ونجد أن شهادات الايزو الممنوحة للصناعات والمصانع بمختلف أنواعها (ايزو 9001 أو ايزو 14001) تشترط ضمن ما تشترط إدارة وجمع وتصريف ومعالجه النفايات والمخلفات الصلبة (الاعتيادية)
المخلفات الطبية
وتشمل كل المواد الطبية والمختبرية والدوائية والصيدلانية والكيميائية والإشعاعية والعبوات والمواد العضوية المستخدمة والناتجة من المستشفيات والمختبرات الطبية ولقد سجل أن معدل النفايات الطبية في الجمهورية اليمنية للسرير الواحد (0.66 – 1.15) كجم في اليوم من هذه النفايات وفقاً لتقرير هيئة حماية البيئة.
وهذه المخلفات أو القمامة الطبية خطرة للغاية ويجب التعامل معها بحرص شديد من حيث جمعها وفرزها والتخلص منها، وخلاصة الأمر لابد من وجود إدارة متكاملة في مدينة تعز تقوم بإدارة المخلفات الطبية والصحية بدءاً من الفرز والجمع والنقل ثم الحرق أو التخلص النهائي لهذه المواد وعدم إرسالها إلى مقلب القمامة في المدينة وضرورة التعامل معها كمواد خطرة عند عدم الفرز من المنبع ويجب حرقها وإتلافها بحرص شديد دون أي أثر بيئي سلبي على العاملين والبيئة في وقت واحد أو ضرورة توفير محارق خاصة ضمن الاشتراطات العلمية والصحية الضرورية لهذه المحارق ولكل منشأة طبية عاملة سواء من القطاع الخاص أو الحكومي وتحميلهم المسؤولية عند مخالفة ذلك.
جمع وتصريف قمامة مدينة تعز
وأوضحت الدراسة طرق التعامل مع القمامة في مدينة تعز حيث تجمع النفايات في مدينة تعز بطريقتين الأولى هي العربات المخصصة بجمع القمامة الصلبة من براميل القمامة الموضوعة في شوارع مدينة تعز وعادة تكون عربات مقفلة معدة لهذا الغرض وبصفة دورية والطريقة الثانية هي الجمع المباشر للقمامة من بعض الحارات والشوارع وبصفة دورية و بسيارات مكشوفة وبطريقة الجمع المباشر من أمام المنازل والمحلات وبدون وجود براميل مخصصة لوضع القمامة مسبقا فيها ولكلتا الطريقتين مميزات وعيوب.
تصريف القمامة
يتم جمع القمامة الصلبة من شوارع وأحياء مدينة تعز لتنقل إلى مقلب قمامة المدينة في غرب المدينة المعروفة بمقلب منطقة حذران – مفرق شرعب، حيث يتم التعامل مع القمامة بطريقة قديمة وغير علمية وسيئة جداً، فمن حيث موقع المقلب تم استخدامه منذ أكثر من ثلاثين عام ولم يعد صالحاً للاستخدام وهذه الطريقة المتبعة في معالجة وتصريف القمامة بطريقتين الحرق والردم أدت إلى أضرار بيئية وصحية عظيمة للأرض والإنسان في هذه المنطقة وعليه يجب نقل المقلب إلى مكان آخر هذا أول إجراء يجب اتباعه من قبل السلطة المحلية، وثانياً استخدام طرق حديثة في فرز وجمع ومعالجة النفايات الصلبة (القمامة) ونجد أن مقلب قمامة مدينة تعز يستخدم طرق حرق القمامة مما تلاحظ سحب الدخان المتصاعدة والذي يلوث المنطقة ومدينة تعز فيما يعرف بالتلويث للغلاف الجوي وانتشار الروائح الكريهة وظهور غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون و أكاسيد الكبريت والنتروجين وغيرها من الملوثات الأخرى، ثم طريقة طمر النفايات حيث تحفر مدافن بواسطة الجرارات أو الحراثات والدكاكات ويتم طمر المخلفات الصلبة ثم ينهال عليها بالتراب كطبقة رقيقة يصل سمكها إلى حوالي (5سم) وهكذا دواليك وكل هذا يؤدي إلى حدوث تلويث لطبقات الأرض والتربة وتلويث للمياه الجوفية في محيط مدينة تعز وتمتد آثاره من هذه المنطقة حتى مناطق بعيدة كأحواض الحوبان والحوجلة وغيرها.
التوصيات والبدائل المقترحة
واختتمت الدراسة بتقديم العديد من المقترحات البديلة لمعالجة المشكلة وذلك على النحو الآتي:
استخدام طريقة فرز القمامة وتصنيفها من المنبع ومن بعد ذلك يتم إعادة تدوير بعض أنواع هذه القمامة للوصول إلى الاستفادة القصوى من هذه القمامة من خلال فرز هذه القمامة إلى مكوناتها: البلاستيكية، الزجاجية، المعدنية، العضوية (الخضروات والفواكه وبقايا الطعام والمخلفات الحيوانية)
توفير براميل أو حاويات خاصة لكل صنف من أصناف القمامة وتميز بألوان خاصة توضع في الأماكن المخصصة لها.
تشجيع وإلزام أصحاب المعامل والمصانع بفصل القمامة (المخلفات الصلبة) وإعادة تدويرها واستخدامها وعمل محارق خاصة بهم.
الاهتمام بنشر الوعي البيئي في المجتمع من خلال تفعيل الوسائل الإعلامية والدينية والتربوية المختلفة ....الخ.
ضرورة الفرز والتصنيف لكي يتم إعادة استخدام كل نوع بطريقة معينة للاستفادة منه في توليد الطاقة، أو إنتاج الأسمدة(المخصبات الزراعية) أو إنتاج البيوغاز أو إعادة التدوير في عمليات صناعية كإعادة تصنيع المواد البلاستكية أو الورقية أو الزجاجية أو المعدنية (الصفيح والعلب المعدنية) وغيرها من الصناعات المعروفة بإعادة التدوير.
ضرورة نقل موقع المقلب الحالي إلى موقع جديد بعد إجراء الدراسات اللازمة لذلك واستخدام الطرق العلمية الصحيحة في التخلص من النفايات والاستفادة منها.
فصل ومعالجة النفايات الطبية بطريقة مستقلة عن بقية أنواع المخلفات الصلبة وإلزام المستشفيات والمرافق الصحية العامة والخاصة بضرورة الالتزام بإدارة النفايات الطبية وجمعها وحرقها أو التخلص منها بطريقة علمية وصحية وبيئية سليمة.
عندما ندعو للحفاظ عليها ونشارك بجهل أو معرفة في تلويثها
إذا كنت من أنصار البيئة فابدأ بنفسك..!
تعد البيئة الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، ووفقاً لذلك يتبين أن البيئة ليست مجرد موارد يتجه إليها الإنسان ليستمد منها مقومات حياته وإنما تشمل البيئة أيضاً علاقة الإنسان بالإنسان التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية والعادات والأخلاق والقيم والأديان.
التفاعل بين الإنسان والبيئة قديم قدم ظهور الجنس البشري على كوكب الأرض..والبيئة منذ أن استوطنها الإنسان قبل حوالي مليون عام تلبي مطالبه وتشبع الكثير من رغباته واحتياجاته، وكان من نتائج السعي إلى إشباع مختلف الحاجات البشرية مع الزيادة السريعة في السكان، أن تزايدت الضغوط على البيئة الطبيعية باستهلاك مواردها وبتجاوز طاقتها على استيعاب النفايات الناتجة من الأنشطة البشرية، مما أصبح يهدد الحياة المأمولة.
• الدكتور أحمد محمد شجاع الدين رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية الجغرافية اليمنية أكد مسؤولية حماية البيئة حيث قال: إن الاهتمام بالبيئة مسؤوليتنا جميعاً وليست منحصرة على جهة بعينها إب ولكنها مسؤولية كل مواطن أينما وجد سواء في القرية أو العزلة وكذلك المديرية، هذا الدور الذي يجب أن نضطلع به جميعاً في سبيل الحفاظ على البيئة يتطلب التركيز على توعية الشباب في الجامعات والمدارس والمساجد وأي تجمعات سكانية مهما كان حجمها لما لذلك من أهمية في تحقيق نتائج ملموسة في الحفاظ على البيئة وعلى نظافة المنزل والشارع والساحات العامة؛ لأن هذه الأرض وما حولها ليست ملكاً لهذا الجيل فقط، فرغم أن من حقنا الاستفادة والانتفاع بها، فلابد من أن نحافظ عليها بقدر المستطاع من أجل الأجيال القادمة.
مشكلات محافظة إب
•وأشار شجاع الدين إلى المشكلات البيئية التي تعاني منها محافظة إب بقوله: إن المشكلات البيئية في الوقت الحاضر متعددة وتزيد حدتها من سنة إلى أخرى بسبب عبث الإنسان، ولعل أهم تلك المشكلات تتمثل في تلوث الهواء، النمو السكاني السريع الذي يفوق الموارد الاقتصادية المتاحة، التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية في معظم محافظات الجمهورية وعلى رأسها محافظة إب، استخدام المبيدات بشكل عشوائي وخاصة للخضروات والفواكه وشجرة القات، عدم ترشيد استهلاك المياه واستنزاف الموارد الطبيعية المتجددة أو غير المتجددة، ولذلك فقد أصبحت القضية البيئية تمس حاضر ومستقبل الأجيال القادمة وحان الوقت العمل على رفع وعي الناس في كيفية الحفاظ على البيئة وحمايتها من أجل التخفيف من الآثار التي تؤدي إلى تدهورها، وهذا يتطلب جهود كل الخيرين من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
منهج التعامل البيئي
•الأخ عبداللطيف المعلمي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب تحدث عن حماية البيئة من منظور الدين الإسلامي بقوله: لقد اقتضت إرادة المولى عز وجل أن يجعل الإنسان خليفة في الأرض، ومن الأرض أنبت الله الإنسان وإليها يعود وبين الحياة والممات يعيش الإنسان مستخدماً البيئة التي سخرها الله له لما يجعل حياته ميسورة، وفي سبيل أن تكون البيئة ملائمة لقيام الإنسان بمهمة الاستخلاف فقد جعل الله فيها كل شيء بقدر معلوم ونسبة دقيقة، وبالتالي فقد أصبحت البيئة أمانة في عنق الإنسان وصار مسئولاً عنها من خلال القيام بمهمة إعمار هذه الأرض، ولذلك لا مفر من القول بأن الإنسان والبيئة مكملان لبعضهما البعض حيث إن وجود الإنسان يمنح البيئة معنى الوجود والعكس صحيح، ومن البديهي أن فساد البيئة يعني فساد صحة الإنسان وتعرضه للأمراض والتعاسة، فكيف للإنسان أن يعيش في بيئة مليئة بالسموم، ولذلك فقد رسم الإسلام منهجاً واضحاً لكيفية التعامل السوي مع البيئة بما يضمن سلامتها وسعادة الإنسان.
التلوث المائي
•الدكتور فضل أحمد سعيد أستاذ علم البكتيريا الطبية المساعد بكلية العلوم جامعة إب تحدث عن التلوث البيئي بقوله: أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطرا يهدد الجنس البشري بالزوال، بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات، والتلوث البيئي في معناه الواسع يشمل التلوث الحيوي للبيئة، ومما لاشك فيه أن تطور الحياة في العصر الحديث قد جعل المياه بصفة رئيسية إحدى الاهتمامات الرئيسية التي تشغل المسئولين وبخاصة مياه الشرب وذلك للمحافظة عليها في صورة نقية صالحة للشرب والاستهلاك الآدمي دون أن يصيبها أي نوع من أنواع التلوث.
إن وصول الملوثات إلى المياه الجوفية قد يسبب تفاعلا كيماويا وتحللا بيولوجيا من شأنه أن يمثل خطراً كبيراً في حال وصول هذه الملوثات إلى مصادر ضخ الماء للمستهلك لتشكل خطراً على حياته، لذلك لابد من تضافر الجهود للعمل على منع هذا التلوث.
بكتيريا وفيروسات
•وعن أضار التلوث المائي يقول الدكتور فضل سعيد:
تسبب الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في المياه كالبكتيريا والفيروسات العديد من الأمراض للإنسان والحيوان، وقد تكون الأمراض ذات الصلة بالمياه محمولة بالمياه مثل الكوليرا، أو متمركزة في المياه بمعنى أن الكائنات المائية ناقلة للمرض إلى الإنسان أو الحيوانات الأخرى، وأبرز الأمثلة على الأمراض المنتقلة عن طريق تلوث المياه والتي تدمر صحة الإنسان من خلال إصابته بالأمراض المعوية، ومنها: الكوليرا، التيفوئيد، الدوسنتاريا بكافة أنواعها، الالتهاب الكبدي الوبائي، الملاريا، البلهارسيا، أمراض الكبد، وحالات التسمم.
التلوث الفيزيائي
•الدكتور عبدالله قائد القدمي أستاذ علم المواد النانومترية المساعد بكلية العلوم تحدث عن التلوث الفيزيائي حيث قال: التلوث الفيزيائي هو التلوث القائم في شكل الإشعاع، الموجات الكهرومغناطيسية، والضوضاء، وقد ظهر التلوث الضوضائي بظهور الوسائل الحديثة من الطائرات والسيارات والدرجات النارية والتوسع العمراني وظهور الآلات بمختلف أنواعها ومكبرات الصوت وغيرها من مصادر الصوت العالي، ويؤدي التلوث الضوضائي إلى تأثيرات تتمثل بالقلق والتوتر والإصابة بآلام شديدة في الرأس ونقص القدرة على العمل ورؤية الأحلام المزعجة، كما يؤدي إلى انخفاض شدة السمع ويحدث اضطرابات في الجهاز العصبي وجهاز القلب، وكذلك عدم القدرة على تمييز الأصوات واتجاهها، وضعف القدرة على التركيز والفهم لدى الدارسين في المدارس والجامعات القريبة من الأسواق والشوارع المزدحمة والأعمال الإنشائية.
مصادر الضوضاء في مدينة إب
•أما مصادر الضوضاء في مدينة إب فيوجزها بقوله: تتمثل مصادر الضوضاء في مدينة إب بالورش والمعامل والأسواق، الأجهزة المنزلية المختلفة ومكبرات الصوت، عمليات البناء، ووسائل النقل المختلفة.
الوقاية من التلوث الضوضائي
•ويقترح القدمي العديد من المعالجات بقوله: يعمل التلوث الضوضائي على إحداث خلل في بعض وظائف الأعضاء في داخل جسم الإنسان لذلك يتطلب اتخاذ الإجراءات الوقائية ومن أهمها:
1)إبعاد المصانع والورش والكسارات عن الأماكن السكنية والمدارس والمستشفيات.
2)المراقبة الصارمة على الصناعاتِ وتعدين العملياتِ للسيطرةِ على الضوضاءِ أثناء إصْدار وتجديدِ الرخص.
3)إصدار التشريعات اللازمة وتطبيقها بحزم لاستعمال الكواتم لأصوات الدراجات النارية ومنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها.
4)النباتات تعتبر من أهم الأشياء التي تمتص الضوضاءِ خصوصاً ضوضاءِ الترددِ، ولذلك فيجب زِراعَة الأشجارِ على طول الطرقِ أَو الشوارعِ
5)منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدينة والمقاهي والمحلات العامة.
6)نشر الوعي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ببيان أخطار هذا التلوث على الصحة البشرية بحيث يدرك المرء أن الفضاء الصوتي ليس ملكاً شخصياً.
تلوث الهواء
•الدكتور محمد صالح النزيلي أستاذ الصناعات العضوية المشارك بكلية العلوم جامعة إب تحدث عن تلوث الهواء فقال:
إن أهمية الهواء للحياة غنية عن التعريف, فهو أساس الوجود وسر استمرار الحياة، ويتركب الهواء من عدة غازات أهمها: النيتروجين ويمثل 78%، الأكسجين و يمثل 21%, ومجموعة الغازات والتي منها الأرغون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وتمثل أقل من 1%، وتنتج العديد من الأضرار والمخاطر البيئية عن تلوث الهواء، ومنها؛
الإضرار بالثروة النباتية حيث يؤدي تلوث الهواء ببعض الغازات والمواد الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين والكبريت وغيرها، إلى إلحاق أضرار بالغة بالنباتات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مما يؤدي إلى تلفها أو حرقها أو موتها أو إلى خفض إنتاجيتها من حيث الكمية أو النوعية.
الإضرار بالثروة الحيوانية البرية والبحرية حيث تؤدي ملوثات الهواء إلى التأثير على الثروة الحيوانية من خلال تعرضها للتسمم، أو الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي إلى نفوقها أو تؤثر على صحتها وقدرتها الإنتاجية .
الإضرار بالأبنية والمنشآت الاقتصادية والأثرية حيث تؤثر العديد من ملوثات الهواء سواء في صورتها الغازية، أو على هيئة أمطار حمضية على الأبنية والمنشآت الاقتصادية والأثرية، فتؤدي إلى تآكلها وتغير لونها أو تشوهها.
تلوث التربة
•الدكتور خالد الحكيمي أستاذ المحاصيل المساعد ورئيس قسم الإنتاج النباتي بكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة إب تحدث عن تلوث التربة بالقول: يعرف تلوث التربة بأنه؛ “دخول مواد غريبة في التربة أو زيادة في تركيز إحدى مكوناتها الطبيعية مما يؤدي إلى تغير في التركيب الكيميائي والفيزيائي لها”، ومن أهم مصادر تلوث التربة: استخدام المبيدات، استخدام الأسمدة الكيميائية، استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة، وتتمثل مخاطر تأثيرات تلوث التربة في الأتي:
انخفاض مساحة الأراضي الزراعية.
تدهور صلاحية الأراضي.
تدني الإنتاجية الزراعية.
تهديد الأمن الغذائي.
انتشار الأمراض.
اختفاء مجموعات نباتية وحيوانية أو انقراضها.
تصحيح المفاهيم
•الأستاذ الدكتور عبدالشافي صديق محمد عميد كلية الآداب أشار إلى ضرورة محاربة العادات السلبية المؤثرة بالقضية البيئية حيث قال: أعتقد أن القضية البيئية يجب البحث عن حلول جدية للخروج من خاطرها ولن يتأتى ذلك بدون ترسيخ المفاهيم الصحيحة ومحاربة العادات والتقاليد السلبية فأنا اليوم حينما أجد قطعة من الزجاج أو قرشة موز في الطريق أزيلها لأنني ما زلت أتذكر تلك الصور التي ارتسمت في ذهني منذ خمسين عاماً مضت في كتب القراءة المصورة والتي تبين أن قرشة الموز المرمية في الأرض أدت إلى تزحلق أحدهم فأصيب بكسور، كما أن الأمر مرتبط بموعظة دينية حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وهي تلك المتعلقة بإماطة الأذى عن الطريق.
لكن الملاحظ أن القيام بذلك في المجتمع اليمني يثير الضحك ويرمون القائم به بالجنون لأن هذه المفاهيم والقيم لم تغرس في النفوس، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فسنجد أن في المجتمع اليمني يمكنك أن تجد بيوتاً في منتهى الجمال والإمكانيات المادية التي تبرز الثراء لكنك ستصدم حينما تجد أن في هذا المنزل عادات لا تمت لذلك المظهر الخارجي بصلة ومن ذلك قيام كافة المدعون لتناول الطعام بغسل أيديهم في ماء واحد أعد لهم في إناء واحد، وهذه أسرع وسيلة لنشر الأمراض..فما الضير لو أن أحدهم قام بصب الماء من أبريق وغسل الجميع أيديهم بالماء والصابون في إناء واحد ولكن هذه المرة عبر الإبريق الذي بالتأكيد يحول دون تكرار غسل الأيدي في ماء واحد..وهذه الطريقة بسيطة، وصحيح أن مجتمعنا السوداني كان يحفل بالكثير من هذه الظواهر والعادات السلبية لكننا قضينا عليها بالتعليم من خلال نقض تلك العادات وتصحيح المفاهيم عبر المنهج الدراسي وأشدد هنا على دور المنهج الدراسي في تصحيح المفاهيم ومحاربة العادات السلبية خصوصاً أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر وبدون ذلك فتبقى النتائج ضئيلة، وبدون التثقيف المعرفي المبكر لن تجد المشكلة الصحية والبيئية طريقها للحل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.