الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلول لم تأخذ حيزها بعد
النفايات كخطر مدمِّر للبيئة والإنسان
نشر في الجمهورية يوم 05 - 10 - 2009

كشفت دراسة علمية حديثة النقاب عن معلومات هامة وخطيرة في السياق الصحي والبيئي لمدينة تعز، حيث أشارت إلى تسبب الطرق القديمة عند جمع النفايات في إلحاق الضرر البالغ بالصحة العامة للسكان. كما حذرت الدراسة التي أعدها الدكتور/ عبد الوهاب صالح العوج أستاذ الجيولوجيا المساعد بكلية العلوم في جامعة تعز من الأخطار المترتبة على استخدام المواد البلاستيكية في تغليف الأغذية خصوصاً الحارة والتي تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية للإصابة بالسرطان وعقم الرجال.
قضية هامة
وفي مستهل الدراسة أشار الدكتور عبدالوهاب العوج إلى أن جمع وتصريف المخلفات الصلبة يمثل من أهم القضايا التي تعاني منها مدننا اليمنية نظراً لتأثيراتها البيئية الضارة والإخلال بالتوازن الطبيعي لمدينة تعز بفعل الإنسان وإهمال القائمين على هذا الموضوع، الأمر الذي يقتضي القيام بدراسة مشكلة المخلفات الصلبة بأنواعها المختلفة لمدينة تعز كحالة لإحدى المدن اليمنية الصناعية والتجارية الناشئة بغرض الوصول إلى حل لهذه المشكلة حلاً بيئياً واقتصادياً يتوافق مع الطرق الحديثة بالجمع والمعالجة نظراً لعدم فاعلية الطرق المستخدمة في عمليات الجمع والتصريف فضلاً عن ما تفرزه من الأضرار الجسيمة اللاحقة بسكان المناطق المتأثرة بالتلوث في مقلب القمامة بحذران - مفرق شرعب.
أنواع المخلفات الصلبة
وعن أنواع النفايات يقول:
يعرف القانون رقم [39] لسنة 1999م بشأن النظافة العامة الثانية بأن المخلفات [القمامة] هي النفايات بجميع أنواعها المتخلفة عن الأفراد والمباني الحكومية والعامة والخاصة سكنية وغير سكنية والمصانع والمخيمات والمعسكرات والحظائر والسلخانات والأسواق والأماكن العامة والأماكن السياحية والحدائق وغيرها ووسائل النقل وكذلك هياكل السيارات والآلات والآليات الأخرى وماكيناتها أو أجزاء منها وروث الحيوانات والحيوانات النافقة ومخلفات أعمال الهدم والبناء والأتربة وكل ما يترتب على عدم وضعه في غير ألاماكن المخصصة له أضرار صحية أو بيئية أو حرائق أو الإخلال بمظهر المدينة أو القرية أو نظافتها.
النفايات المنزلية
تعد القمامة المنزلية مصدراً رئيسياً للكثير من المشاكل البيئية والصحية ورغم ذلك يقل الاهتمام لإيجاد حلول علمية لهذه المشكلة ويرجع ذلك إلى عدم فهم طبيعة ونوعية وكميات هذه النفايات. وتحوي النفايات المنزلية عدداً من المكونات منها المخلفات البلاستيكية، المخلفات العضوية(بقايا الأطعمة والخضروات والفواكه...الخ)، مخلفات الورق والكرتون، المخلفات الزجاجية، المخلفات المعدنية (الحديد، الألمنيوم،....الخ).
النفايات البلاستيكية:
وأشارت الدراسة إلى أخطار النفايات البلاستيكية حيث إن استخدام المواد البلاستيكية في حفظ ونقل الأطعمة الجاهزة يؤدي إلى تلوث الإنسان وغذائه وظهور أمراض عديدة كسرطان المسالك البولية وسرطان المثانة وسرطان البروستاتا وعقم الرجال وغيرها من الأمراض.
إن استخدام المنتجات البلاستيكية في الجمهورية اليمنية يتزايد يوما بعد يوم حيث لم تعد المصانع والمعامل المحلية تفي بمتطلبات السوق فهي توفر من أكياس البلاستيك ما مقداره(%40) من الاحتياج ويستورد (%60) من خارج الوطن وهذه المواد البلاستيكية المستوردة يتم ادخالها إلى اليمن عن طريق التهريب أو عبر المنافذ المختلفة وبعضها غير مطابق للمواصفات القياسية وليس عليها علامة تجارية مميزة وتصل سماكتها إلى حوالي (15) ميكروناً وهذا مخالف لقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن.
أرقام مفزعة
وأوضحت الدراسة أن حجم المشكلة يقاس بحجم الاستهلاك العام حيث يقدر ما يستهلكه المجتمع اليمني من الأكياس البلاستيكية ب(60) ألف طن سنوياً وهذا الرقم يوضح حجم المشكلة البيئية التي يجب أن نلتفت إليها ومحاولة معالجة آثارها البيئية الضارة واستخدام الطرق العلمية في جمع وتصريف هذا النوع من المخلفات، حيث نجد أن مدينة تعز فقط تضم (8) مصانع ومعامل لإنتاج المواد البلاستيكية بما فيها الأكياس والمشمعات البلاستكية، وهناك عدد من الورش الصغيرة غير المعروفة في هذه المحافظة تنتج أكياساً ومشمعات بلاستيكية ولا تمتلك علامة تجارية محددة حيث نلاحظ جملة من المخالفات الصناعية والبيئية. ويبلغ ما تنتجه محافظة تعز من الأكياس والمشمعات والقراطيس البلاستيكية ما مقداره (8000) طن سنوياً.
البدائل المحلية
وقدمت الدراسة حلولاً بديلة حيث إن هناك بدائل محلية أنتجتها البيئة اليمنية كاستخدام أكياس الخوص والسلال المحلية المصنوعة من الأشجار وسعف النخيل وغيره من الصناعات المحلية الصديقة للبيئة، ويمكن استخدام الأكياس الورقية والقطنية والنسيجية كبديل للأكياس البلاستيكية في البقالات والدكاكين وغيرها كما كان الحال سابقاً، وفي بعض الدول المتقدمة يلُزم القانون أصحاب المحلات والبقالات بإعطاء خيار للمشتري باستخدام الأكياس الورقية أو البلاستيكية لأخذ أغراضه لنقل الأغراض المشتراة من الأسواق والبقالات ومع ازدياد وتنامي الوعي البيئي لدى المواطنين يتم استخدام خيار الأكياس الورقية بدلاُ من الأكياس البلاستيكية وهذا يجعلنا نطالب بتشجيع ودعم الصناعات الورقية لتشمل هذا المجال الهام.
مخلفات البناء
أما مخلفات البناء فيقول عنها الدكتور العوج:
تشمل هذه المخلفات أنواعاً عديدة مثل الصخور والأحجار والحصى والتراب وبقايا الإسمنت والحديد أو ما يعرف بمكونات البناء من حديد واسمنت وحصى وزلط وتراب...الخ، وحتى عند عمليات الهدم لمباني قديمة أو تجديدها أو شوارع أو أرصفة أو طرقات يتم إنتاج كميات كبيرة من المخلفات الصلبة التي تندرج تحت هذا النوع من المخلفات.
إن التعامل غير الحضاري وغير المسؤول برمي هذه المخلفات في مناطق السيول والوديان وفي براميل ومقالب القمامة في مدينة تعز والمدن اليمنية الأخرى ينذر بكارثة بيئية لما تسببه هذه العملية من خلط لأنواع مختلفة من المواد بعض منها ضار جداً تشتمل على خليط غير متجانس كبقايا المواد البلاستكية والخشبية والمركبات الكيميائية الضارة المستخدمة في كثير من مكونات مواد البناء وملحقاته وهذه جميعها تجرف بواسطة مياه الأمطار والسيول وتعود مرة أخرى لكي تتجمع في أحواض المياه الجوفية عبر طبقات الأرض حاملة معها كثيراً من العناصر الضارة بصحة الإنسان، وعند استخدام وشرب هذه المياه الجوفية الملوثة بعناصر ضارة تؤدي إلى تخريب البيئة الطبيعية في الأرض الزراعية والمراعي وغيرها وتشوه المنظر الحضاري والبيئي لبلادنا. ويفترض إعادة استخدام هذه المواد في البناء والتعمير بطرق علمية معروفة في رصف وتزيين الشوارع الترابية شرحها.
الغبار والجسيمات الصلبة
إن الدقائق والجسيمات الصلبة الملوثة للغلاف الجوي في مدينة تعز والمدن اليمنية الأخرى يندرج ضمن المخلفات الصلبة والملوثة للبيئة، وتنتج هذه الجسيمات الصلبة والغبار من المحاجر والكسارات ومصانع الإسمنت والصناعات الأخرى المختلفة وورش ومناشير الأحجار والبلاط وغيرها من الورش والمعامل، وانتشار الطرق الترابية واستخدامها من قبل المركبات والتي بدورها تسهم في ذلك التلوث وكذلك المركبات الناقلة لمواد البناء والأحجار والرمال المستخدمة في البناء، وكذلك انتشار العواصف والرياح الحاملة للدقائق والجسيمات الصلبة الدقيقة من المناطق الجافة والصحراوية إلى المناطق الزراعية والمدن اليمنية ومنها مدينة تعز التي تتميز بوجود كل هذه الأسباب المولدة للتلوث بالغبار والجسيمات الصلبة.
وللعلم إن هذه الجسيمات الصلبة (TSP) والغبار(Dust) عامل رئيسي للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإصابة بسرطان الرئة وغيرها من الأمراض ولذا يجب اتباع إجراءات السلامة بوضع الفلترات والمرشحات المقللة لإنتاج هذه المواد وانطلاقها للغلاف الجوي، ومنع وجود المصانع والورش في الأحياء السكنية أو في محيط المدن، ورصف الطرق الترابية وخاصة في المدن السكنية ومحيطها، ومنع المركبات والشاحنات الناقلة لمواد البناء من الحمولة الزائدة التي تتناثر في الطريق من المحجر “موقع إنتاج مواد البناء” وحتى منطقة البناء وتغطية الناقلات المكشوفة بغطاء خاص (طربال) كما هو متبع في قوانين السلامة والمرور، وعمل حواجز نباتية وأحزمة نباتية وحراجية وزيادة الغطاء النباتي في المدن ومحيطها للتقليل من تأثير الرياح الناقلة للغبار والرمال من المناطق الجافة والصحراوية والساحلية كما هو الحال في الإجراءات المتبعة في مكافحة التصحر وزيادة الخضرة والغطاء النباتي لمدينة تعز.
قمامة الشوارع
تتضمن قمامة الشوارع المخلفات الصلبة بجميع أنواعها فهي تضم المخلفات البلاستيكية والورقية والعبوات بمختلف أنواعها بالإضافة إلى الأتربة وأوراق وجذوع وجذور الأشجار ومخلفات الحيوانات الموجودة في المدن اليمنية كالكلاب والأغنام والأبقار وغيرها، حيث نجد أن نظافة شوارعنا هي مسؤولية الجميع ويشترك في تلويث شوارعنا الجميع فالمشكلة تبدأ بسوء التخطيط والإدارة البلدية والمحلية وعدم تنفيذ قوانين النظافة الملزمة للجميع سواء من المحلات والمتاجر والبقالات التي تستخدم الشارع والسوق ودور الباعة المتجولين إلى وجود الحيوانات السائبة والأغنام والأبقار في أحياء المدينة المختلفة وانتهاء بضعف الوعي البيئي لدى معظم الناس برميهم المخلفات والقمامة في كل مكان وعدم وضعها في البراميل المخصصة لذلك بل نجد أن البعض يرمي القمامة في زوايا الشوارع وأرصفتها وأيضا في عرض الشارع والزقاق أو في الجزر الوسطية للشوارع.
آثار خطر الكيماويات السامة
والنفايات الخطيرة
أصبحت المواد الكيماوية التي يتعرض لها الإنسان والموجودة في البيئة- الهواء والمياه والغذاء والتربة- متهمة بالعديد من الآثار العكسية على الإنسان من السرطان إلى العيوب الخلقية (العيوب التي تظهر منذ الولادة). لقد ارتبط التعرض للمعادن الثقيلة بتخلف النمو لدى الإنسان وبالسرطانات المختلفة ، وبضرر للكلى وإن التعرض لمستويات عالية من الزئبق والذهب والرصاص ارتبط أيضاً بأمراض المناعة الذاتية، والتي يقوم فيها الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة خلايا الجسم نفسه، معتبراً إياها خطراً لأجسام غريبة .كما أوضحت العديد من الدراسات بأن التعرض للرصاص يمكن أن يؤدي إلى خفض نسبة الذكاء لدى الأطفال. ومما يلاحظ أن كثيراً من المصانع والمعامل في مدينة تعز ترسل بمخلفاتها الصلبة إلى مقلب المدينة الواقع في حذران وهذا خطأ ويجب منع ذلك وعليهم القيام بمعالجة نفاياتهم الصناعية الصلبة.
ونجد أن شهادات الايزو الممنوحة للصناعات والمصانع بمختلف أنواعها (ايزو 9001 أو ايزو 14001) تشترط ضمن ما تشترط إدارة وجمع وتصريف ومعالجه النفايات والمخلفات الصلبة (الاعتيادية)
المخلفات الطبية
وتشمل كل المواد الطبية والمختبرية والدوائية والصيدلانية والكيميائية والإشعاعية والعبوات والمواد العضوية المستخدمة والناتجة من المستشفيات والمختبرات الطبية ولقد سجل أن معدل النفايات الطبية في الجمهورية اليمنية للسرير الواحد (0.66 – 1.15) كجم في اليوم من هذه النفايات وفقاً لتقرير هيئة حماية البيئة .
وهذه المخلفات أو القمامة الطبية خطرة للغاية ويجب التعامل معها بحرص شديد من حيث جمعها وفرزها والتخلص منها، وخلاصة الأمر لا بد من وجود إدارة متكاملة في مدينة تعز تقوم بإدارة المخلفات الطبية والصحية بدءاً من الفرز والجمع والنقل ثم الحرق أو التخلص النهائي لهذه المواد وعدم إرسالها إلى مقلب القمامة في المدينة وضرورة التعامل معها كمواد خطرة عند عدم الفرز من المنبع ويجب حرقها وإتلافها بحرص شديد دون أي أثر بيئي سلبي على العاملين والبيئة في وقت واحد أو ضرورة توفير محارق خاصة ضمن الاشتراطات العلمية والصحية الضرورية لهذه المحارق ولكل منشأة طبية عاملة سواء من القطاع الخاص أو الحكومي وتحميلهم المسؤولية عند مخالفة ذلك.
جمع وتصريف قمامة مدينة تعز
وأوضحت الدراسة طرق التعامل مع القمامة في مدينة تعز حيث تجمع النفايات في مدينة تعز بطريقتين الأولى هي العربات المخصصة بجمع القمامة الصلبة من براميل القمامة الموضوعة في شوارع مدينة تعز وعادة تكون عربات مقفلة معدة لهذا الغرض وبصفة دورية والطريقة الثانية هي الجمع المباشر للقمامة من بعض الحارات والشوارع وبصفة دورية وبسيارات مكشوفة وبطريقة الجمع المباشر من أمام المنازل والمحلات وبدون وجود براميل مخصصة لوضع القمامة مسبقاً فيها ولكلتا الطريقتين مميزات وعيوب .
تصريف القمامة
يتم جمع القمامة الصلبة من شوارع وأحياء مدينة تعز لتنقل إلى مقلب قمامة المدينة في غرب المدينة المعروفة بمقلب منطقة حذران مفرق شرعب، حيث يتم التعامل مع القمامة بطريقة قديمة وغير علمية وسيئة جداً، فمن حيث موقع المقلب تم استخدامه منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولم يعد صالحاً للاستخدام وهذه الطريقة المتبعة في معالجة وتصريف القمامة بطريقتين الحرق والردم أدت إلى أضرار بيئية وصحية عظيمة للأرض والإنسان في هذه المنطقة وعليه يجب نقل المقلب إلى مكان آخر هذا أول أجراء يجب اتباعه من قبل السلطة المحلية.
ثانياً: استخدام طرق حديثة في فرز وجمع ومعالجة النفايات الصلبة (القمامة) ونجد أن مقلب قمامة مدينة تعز يستخدم طرق حرق القمامة مما تلاحظ سحب الدخان المتصاعدة والتي تلوث المنطقة ومدينة تعز فيما يعرف بالتلويث للغلاف الجوي وانتشار الروائح الكريهة وظهور غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون و اكاسيد الكبريت والنتروجين وغيرها من الملوثات الأخرى، ثم طريقة طمر النفايات حيث تحفر مدافن بواسطة الجرارات أو الحراثات والدكاكات ويتم طمر المخلفات الصلبة ثم يهال عليها التراب كطبقة رقيقة يصل سمكها إلى حوالي (5سم) وهكذا دواليك وكل هذا يؤدي إلى حدوث تلويث لطبقات الأرض والتربة وتلويث للمياه الجوفية في محيط مدينة تعز وتمتد آثاره من هذه المنطقة حتى مناطق بعيدة كأحواض الحوبان والحوجلة وغيرها.
التوصيات والبدائل المقترحة
واختتمت الدراسة بتقديم العديد من المقترحات البديلة لمعالجة المشكلة وذلك على النحو الآتي:
استخدام طريقة فرز القمامة وتصنيفها من المنبع ومن بعد ذلك تتم إعادة تدوير بعض أنواع هذه القمامة للوصول إلى الاستفادة القصوى من هذه القمامة من خلال فرز هذه القمامة إلى مكوناتها: البلاستيكية، الزجاجية، المعدنية، العضوية (الخضروات والفواكه وبقايا الطعام والمخلفات الحيوانية)
توفير براميل أو حاويات خاصة لكل صنف من أصناف القمامة وتميز بألوان خاصة توضع في الأماكن المخصصة لها.
تشجيع وإلزام أصحاب المعامل والمصانع بفصل القمامة (المخلفات الصلبة) وإعادة تدويرها واستخدامها وعمل محارق خاصة بهم.
الاهتمام بنشر الوعي البيئي في المجتمع من خلال تفعيل الوسائل الإعلامية والدينية والتربوية المختلفة ....الخ.
ضرورة الفرز والتصنيف لكي تتم إعادة استخدام كل نوع بطريقة معينة للاستفادة منه في توليد الطاقة، أو إنتاج الأسمدة(المخصبات الزراعية) أو إنتاج البيوغاز أو إعادة التدوير في عمليات صناعية كإعادة تصنيع المواد البلاستكية أو الورقية أو الزجاجية أو المعدنية (الصفيح والعلب المعدنية) وغيرها من الصناعات المعروفة بإعادة التدوير.
ضرورة نقل موقع المقلب الحالي إلى موقع جديد بعد إجراء الدراسات اللازمة لذلك واستخدام الطرق العلمية الصحيحة في التخلص من النفايات والاستفادة منها.
فصل ومعالجة النفايات الطبية بطريقة مستقلة عن بقية أنواع المخلفات الصلبة وإلزام المستشفيات والمرافق الصحية العامة والخاصة بضرورة الالتزام بإدارة النفايات الطبية وجمعها وحرقها أو التخلص منها بطريقة علمية وصحية وبيئية سليمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.