رصد جهاز الرقابة على المدارس الخاصة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، تراجعا ملحوظا في جودة القيادة المدرسية في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم وذلك من خلال ابرز نتائج الرقابة على المدارس الخاصة لعام 2012-2013. وأوضحت جميلة سالم المهيري رئيس جهاز الرقابة، أن اغلب هذه المدارس يطبق طرق تدريس تقليدية كما ان معلميها لا يواكبون الاساليب المتطورة الحديثة في التدريس، حيث يبلغ عدد المدارس الخاصة التي تدرس منهاج الوزارة في دبي 14 مدرسة يدرس فيها 16.164 طالبا وطالبة، وحصلت 4 مدارس منها على تصنيف ضعيف و9 مقبول ومدرسة واحدة جيد. وأضافت المهيري أن مدرسة واحدة تمكنت من تحسين جودة أدائها العام من المستوى المقبول إلى المستوى الجيد، وثلاث مدارس تراجعت جودة أدائها العام إلى المستوى الضعيف، ومدرسة واحدة لا يزال أداؤها العام بمستوى جودة ضعيف منذ العام الدراسي الماضي. واكدت المهيري، أنه لا يزال تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية للناطقين أقوى على نحو ملحوظ من مستوياتهم في بقية المواد الدراسية، ولكن في المقابل توجد جوانب محددة بحاجة إلى مزيد من التحسين في كلتا المادتين، أهمها مهارات الطلبة في التلاوة، ومهاراتهم في الكتابة الموسعة باللغة العربية كونهما المهارات الأقل تطوراً لدى الطلبة. تقدم دراسي وذكرت المهيري أن تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي لا سيما البنين في الرياضات والعلوم "وبدرجة أقل في اللغة الإنجليزية" في معظم المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، لا يزال أدنى على نحو ملحوظ من مستويات تحصيلهم وتقدمهم الدراسي في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، ولا تزال مهارات الطلبة في الاستقصاء والاستعلام والتطبيق العملي ضعيفة جداً، وكما أن جودة التعليم والتعلم لاتزال بمستوى جودة مقبول إجمالاً في معظم المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أن فرق الرقابة لم ترصد أية تغييرات مهمة في الجودة الإجمالية للتعليم والتعلم، باستثناء تحقيق تحسن طفيف في جودة التدريس في الحلقة الثالثة في عدد قليل من هذه المدارس. وتابعت المهيري: إن جودة التدريس في مرحلة الروضة تحسنت من المستوى الضعيف إلى المستوى المقبول في مدرستين من المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، ولا تزال جودة الخدمات التعليمية في هذه المرحلة من الجوانب المهمة التي تحتاج إلى كثير من التحسين في معظم المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، فلا تزال أنشطة التعلم المتاحة للأطفال الصغار محدودة جداً، كما أن فهم المعلمين لأفضل أساليب تعلم الأطفال الصغار من الجوانب الرئيسية التي تحتاج إلى التحسين في معظم هذه المدارس. عمليات التقييم ولفتت المهيري إلى أن عمليات التقييم غير متوافقة مع المستويات والتوقعات الدولية في جميع المواد الدراسية الرئيسية، وجميع هذه المدارس لم تبذل سوى جهود بسيطة جداً نحو تحسين دقة تقييماتها الداخلية وجودة استخدامها، كما تحسنت جودة ترتيبات المحافظة على صحة الطلبة وسلامتهم وحمايتهم في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، ولكن رصدت فرق الرقابة المدرسية في عدد قليل من هذه المدارس تراجعا ملحوظاً في جودة الدعم الذي تقدمه لطلبتها، منوهة بأنه مع زيادة التركيز الذي أولاه جهاز الرقابة هذا العام لتقييم جودة الخدمات التعليمية التي يتم تقديمها للطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، أظهرت نتائج الرقابة المدرسية أن معظم هذه المدارس لم تنجح في تحديد الطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وتلبية احتياجاتهم بفعالية. وأشارت المهيري إلى حدوث تراجع ملحوظ هذا العام في جودة القيادة المدرسية في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، ولم تحقق هذه المدارس سوى تقدمٍ طفيفٍ في تنفيذ توصيات الدورة الماضية من الرقابة المدرسية، ونظراً إلى أن عمليات التقييم الذاتي لا تزال ضعيفة وغير دقيقة فيها، تجاهلت معظم هذه المدارس المستويات والتوقعات الدولية، ولم يكن لديها رؤية واقعية لمستويات أدائها، مما أعاق تحقيق التحسينات في عمليات التعليم والتعلم والتقييم، لذلك لم يتمكن الطلبة من تحسين جودة تحصيلهم وتقدمهم الدراسي. مراجعة جذرية لأساليب التعليم قالت جميلة سالم المهيري إن الجهاز أوصى المدارس بعدة توصيات منها إجراء مراجعة جذرية للمنهاج التعليمي لضمان عدم الإفراط في التركيز على تحصيل المعارف واستذكارها، وتزويد جميع الطلبة بفرص مدروسة وهادفة لتطوير مهاراتهم الرئيسية في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، وأن تعمل على ضمان أن تكون تقييماتها الداخلية متوافقة مع التوقعات والمستويات الدولية، بحيث تعكس نتائج الاختبارات الداخلية المستويات الصحيحة لتحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي. وعلى القيادات المدرسية إيجاد أساليب وطرق مناسبة لتقييم إنجازات الطلبة باستخدام تقييمات دولية معتمدة وموثوقة. بالإضافة إلى تطوير خبرات كوادرها من أجل تحديد الطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وضمان تقديم دعم ملائم لهم في الحصص الدراسية، وعلى هذه المدارس الخاصة أن تعمل على تحسين دقة عمليات التقييم الذاتي على النحو الذي يضمن تزويد القيادة برؤية واقعية للمدرسة تستند إليها في التخطيط للتطوير، وتوفر للمعلمين فرص التطوير المهني اللازمة لتحسين فهمهم لأفضل أساليب تعلم طلبتهم، وكيفية التخطيط لأنشطة قادرة على تقديم مستويات تحدٍّ ملائمة لطلبتهم.