ثانوية أبي بكر بن شهاب من المدارس الثانوية العريقة في حضرموت، وهي تعتبر المدرسة الأم بالنسبة للثانويات الأخرى، وكانت مركز إشعاع تربوي وثقافي بمدينة المكلا مند تأسيسها في عام 1962م من خلال أنشطتها المدرسية وأعيادها السنوية التي تضفي عليها هيبة ومكانة علمية واجتماعية في المجتمع عاماً بعد عام.. ولفترة أغفل دورها التربوي والاجتماعي وأصبحت تعيش شيخوختها دون اهتمام لمكانتها الاجتماعية والثقافية والتربوية آنذاك، ولكني أراها اليوم تنفض عنها غبار الزمن لتستعيد ولو جزءاً يسيراً من عصرها الذهبي بجهود المعلمين والطلاب والقيادة التربوية بالمديرية والمحافظة.. «الجمهورية» التقت الأستاذ سالم عمر سالم مصيقر مديرالثانوية، مستطلعة أوضاع هذا الصرح التربوي والتعليمي الرائد الذي يشهد على يده وإدارة المدرسة نهوضاً يشرف حضرموت.. وهاكم حصيلة اللقاء: عندما أنيط بك إداراة هذه المدرسة ما هي الأفكار والرؤى التي حملتها إليها؟ } عندما أنيط بنا إدارة هذه الثانوية قررنا نحن في الإدارة المدرسية اتخاذ جملة من الإجراءات التي تساعد على ضمان سير العمل المدرسي بشكل يمكننا من إبراز القدرات والمهارات العلمية للمعلمين والطلاب في إطار اليوم الدراسي وخارجه، نشير إلى أهم تلك الإجراءات في الآتي: أ) التخطيط الجيد لضمان سير العملية التربوية والتعليمية في الثانوية من خلال وضع الخطط التنفيدية الخاصة بالمدرسة والمواد الدراسية والأنشطة ومتابعتها. ب) التخطيط الجيد للأنشطة المدرسية الصفية واللاصفية لتطوير قدرات ومواهب طلابنا ومعلمينا في مجالات الإبداع. ج) إشراك مجلس الآباء في فعاليات وأنشطة الثانوية وحل العديد من المشكلات التي تواجه عملنا. د) خلق أجواء من الود والوئام بين أعضاء الهيئة التدريسية والإدارة المدرسية والعمل في إطار الأسرة الواحدة. ه) الاهتمام بأعمال الطلاب وتعليمهم وغرس القيم الحميدة والاعتدال والسلوك الجيد في نفوسهم ونبذ الظواهر السلبية والسلوكية التي تظهر في هيئات بعض الطلاب. و) الحد من ظاهرة تسرب الطلاب من المدرسة والحد من ظاهرة الرسوب في المواد الدراسية ومحاربة الغش. ز) عقد لقاءات ومحاضرات تثقيفية وتوعية للطلاب وخاصة طلاب الصف الأول. كيف تنظرون إلى مستويات العملية التربوية والتعليمية في محافظة حضرموت، وماذا ينقصها؟ } مستوى التحصيل العلمي في مدينة المكلا خاصة وحضرموت عامة في حاجة إلى وقفة تقييمية شجاعة من حيث البحث في مخرجات التعليم العام الأساسي والثانوي من حيث الكيف وليس الكم خاصة في مدارس الذكور، فمخرجات التعليم العام في مدارسنا أعداد كبيرة ولكنها تعجز في مواكبة مراحل التعليم في مراحله العليا، أما ما ينقص العملية التربوية والتعليمية فهي من حيث الثوابت لا نقصان فيها من خلال توافر المبنى المدرسي، المعلم، المنهاج الدراسي، والطرائق التدريسية في التدريب والتأهيل وغيرها ولكن النواقص تأتي من جوانب أخرى ربما لبعضها ارتباط نسبي بما ذكرناه.. ونورد هنا أهمها: 1) المنهاج المدرسي في حاجة إلى وقفة تقويمية تطويرية ليتواكب مع متطلبات العصر وقدرات الطلاب العقلية وخاصة لمادة الرياضيات والابتعاد عن حشو المعلومات. 2) غياب دور الأسرة وابتعادها عن المدرسة وضعف دور المتابعة المنزلية للأبناء في المجال العلمي والسلوكي. 3) أن يبذل مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة والمديرية جهوداً أكبر في تفعيل جانب الأنشطة المدرسية التنافسية بين المدارس في المجالات الرياضية والأدبية ضمن خططهما العامة كما هو الحال في معرض الوسائل التعليمية البديلة السنوي. 4) انتقاء المعلمين من كفاءات الخريجين للعمل بمهنة التدريس. 5) تحسين البيئة المدرسية والصفية من خلال توفر الأثاث المدرسي للمعلمين وإدخال الإناره العامة لمساحات المباني المدرسية وتشجيرها وإنشاء الملاعب الرياضية. 6) تفعيل دور التوجيه التربوي بشكل أوسع في المتابعة والتقييم وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. ماذا عن النشاطات اللاصفية والتي غابت عن العديد من المدارس في الوقت الراهن؟ وما هي أسباب ذلك؟ } الأنشطة المدرسية والصفية واللاصفية نعتبرها العصب الأساسي لعملية التعليم والتعلم من حيث إفراغ الشحنات النفسية والإبداعية للطلاب التي تعمل على تحبيب التعليم والتعلم في نفوس الطلاب. والأنشطة المدرسية لم تغب كثيراً عن مدارسنا ولكنها تأخذ حقها في مجرى العام الدراسي، إذ تركزت مساحتها الزمنية في الأشهر الأخيرة من العام الدراسي وهناك أنشطة مدرسية محدودة ضمن مجريات العام الدراسي. وحول وضعية هذه الأنشطة المدرسية في ثانوية ابن شهاب لهذا العام الدراسي 2007/2008 فقد تم التخطيط لها جيداً، حيث عملت الثانوية على تنفيذ العديد من المحاضرات التوعوية والتوجيهية والإرشادية للطلاب وتم الوقوف أمام الصور المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) بإصدار (CD ) خاص بنصرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، إصدار المجلات الحائطية والمصفوفات الصغيرة الخاصة بالمناسبات الوطنية والإسلامية، والمسابقات الفكرية العلمية للطلاب، دوري كرة القدم الداخلي بين صفوف الثانوية، الرياضة البدنية في الطابور الصباحي مع الكلمات والنشرات الصباحية، وفي مجال إعداد الوسائل التعليمية البديلة من خامات البيئة التي شاركت بها الثانوية في المعرض الرابع وتحصلت على كأس المركز الأول على مستوى الثانويات المشاركة، كما تحصلت على جائزة أفضل تصميم للحصة المحوسبة في نفس المعرض ضمن احتفالات المحافظة بيوم المعلم الذي كُرم فيه اثنان من معلمي الثانوية على مستوى المحافظة وهي إنجازات حققتها ثانوية بن شهاب لأول مرة. كما تقدمت الإدارة المدرسية ب(مصفوفة الإجراءات التنفيذية لمعالجات الأوضاع التعليمية بثانوية أبي بكر بن شهاب على ضوء تشخيص واقع التعليم بمحافظة حضرموت) إلى مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة وهي مصفوفة شاملة لكل الاتجاهات العامة لعملية التعليم والتعلم في الثانوية. أما أسباب ضعف الأنشطة المدرسية فيرجع إلى عدم وجود المعلم المتخصص في مجالات الأنشطة المختلفة، إضافة إلى أن ميزانية المدارس لا تغطي احتياجات الأنشطة المدرسية والأهم من ذلك أنه لا يوجد هناك موقع خاص (غرفة) لممارسة هذه الأنشطة المدرسية، وما هذه الجهود المبذولة في هذا المجال إلا حبٌّ في تطوير مهارات وقدرات الطلاب وربطهم بالمدرسة وبعملية التعليم والتعلم، كما أن مساندة المجتمع لهذه الأنشطة في مجملها تعتبر ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى الدعم المطلوب لتطوير هذه الأنشطة المدرسية. أنتم تستعدون لاستقبال امتحانات الفصل الأخير فكيف خططتم لذلك؟ } بالنسبة لاستعدادات الثانوية للامتحانات النهائية فقد حرصت إدارة الثانوية على التخطيط الجيد لتتويج هذا العام الدراسي بإيجابية لإجراء هذه الامتحانات في أجواء نفسية عالية للطلاب من خلال توزيع الطلاب على القاعات الامتحانية وفي الصف الأول ثانوي توزيع الطلاب على فترتين لكثافة هذه الصفوف، وكذلك رفع جدول الامتحان في وقت مبكر يستطيع من خلاله الطلاب توزيع وقتهم على هذه المواد الدراسية. وهي تستعد حالياً للإعداد والتحضير لتجهيز طلاب الصف الثالث العلمي والأدبي للامتحانات النهائية المركزية من خلال متابعة كشوفات المتقدمين وتوزيعهما على قاعات الامتحانات الذي يأتي مركزياً لغرض اعتماده وإلصاقه على جدران القاعات الامتحانية. كيف تنظرون إلى علاقتكم بقيادة التربية والتعليم، والمكتب التوجيهي الإرشادي بالتربية؟ } علاقتنا بقيادة التربية والتعليم بالمحافظة علاقة متميزة من حيث العناية بمقترحاتنا وآرائنا حول عمليه والتعليم والتعلم في الثانوية وتحسينها لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب وتفعيل دور الأنشطة المدرسية والسعي الدؤوب في خلق بيئة مدرسية وصفية لائقة لسير العمل المدرسي. بالإضافة إلى متابعة قيادة التربية بالمحافظة للمشاريع المتعثرة بالثانوية وخاصة مشروع إعادة بناء الثانوية (36 شعبة) بملحقاتها وترميم الأقسام الداخلية للطلاب الوافدين من أرياف المكلا. وماذا تقترحون عليهما لتعزيز التواصل بينكم؟ } ومن أجل تعزيز هذا التواصل فنحن نرى أن الحاجة الماسة إلى لقاءات دورية من القيادات التربوية والتعليمية في المديرية والمحافظة أو حتى على مستوى هامش اليوم الدراسي. أخيراً المجال مفتوح أمامكم لتتحدثوا إلينا عن أهم ما ترونه صالحاً للنشر. } إن ثانوية أبي بكر بن شهاب تفخر اليوم بكل هيئات المجتمع الوطنية التي تتعامل معها في سبيل تحسين أوضاع هذه الثانوية العريقة وكذلك الحال بالنسبة للهيئات الرسمية وتبرز أهمية التعامل في: 1 مؤسسه العون في تدريب الطلاب والعاملين في مجالات الحاسب والانترنت. 2 مؤسسه حضرموت للتنمية البشرية في تحمل أعباء ونفقات برنامج التقوية للطلاب في الصف الثالث العلمي والأدبي في الفترة المسائية ثلاثة أيام في الأسبوع في المواد الأساسية. 3 مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة في اعتماد نموذج شهادة الحاسوب الصادرة من الثانوية وتعميدها من قبل إدارة الامتحانات والمدير العام باعتبارها شهادة رسمية تعتمدها الهيئات الحكومية والخاصة أسوة بشهادات المعاهد الخاصة. 4 اختيار الثانوية من قبل الهيئة العامة للمرور لمشاركة الفرقة الكشفية بالإسهام في تنظيم خط السير في أسبوع المرور العربي. 5 المجلس المحلي بمديرية مدينة المكلا الذي أسهم مشكوراً في تلبية بعض احتياجات الثانوية من أثاث المعلمين وإعطاء توجيهات بخصوص شبكة المجاري للبيوت المجاورة. إن ثانوية أبي بكر بن شهاب في حاجة ماسة إلى دعم المنظمات والصناديق الداعمة والمجالس المحلية بالمديرية والمحافظة وكل الجمعيات الخيرية من أبناء هذا الوطن لانتشالها إلى وضع أفضل.