في طريقي إلى مكتب الضمان الاجتماعي في المدينةالمنورة كانت ثمة أسئلة تفقز في الذاكرة حول المبنى المتصدع والذي ظل منذ سنوات طويلة يئن من الشيخوخة، وهو يستقبل في ردهاته المسنات والأرامل والمطلقات من المسجلات في دفتر الضمان.بعد وصولي الموقع كانت الصدمة أكبر من كل التوقعات حيث مشهد النساء يجلسن في ردهات المبنى المتهالك، وفي حينه هاتفت (عكاظ) مدير الضمان الاجتماعي في المدينةالمنورة وسألته عن كيفية النهوض بالمبنى وإيجاد آلية لاستئصال النفايات التي تزكم الأنوف والتي تستقبل المستفيدين والمستفيدات غير أنه تحفظ على الإجابة.وأجمعت عدد من المستفيدات من مخصصات الضمان أن المبنى يعاني من عدة مشكلات منها: أنه قديم ومتهالك، إضافة إلى تكدس النفايات بجواره، فضلا عن عدم ترتيب الأماكن الخاصة بالنساء ما يؤدي إلى الفوضى والزحام في المكان.وفي نفس السياق اشتكت مجموعة من المسنات والمطلقات والأرامل من جفاف معاملة موظفات الضمان، وقلن بصوت واحد الكل يعاملنا وكأننا متعلمات ونحن لا نقرأ ولا نكتب والبعض منهن يصرخن في وجوهنا وكأننا جئنا لنتسول.(عكاظ) تجولت بين أروقة المكتب وهو المبنى الوحيد المخصص لاستقبال مراجعات الضمان الاجتماعي، ويبعد عن اللآتي يقمن في مخططات بعيدة كالمطار والفيصل والبدراني والمزيني وباقدو، والسؤال هنا لماذا لا يتم تدشين مكتب آخر بالقرب من هذه المخططات بدلا من حصر الجميع في محيط الحي الواقع به المبنى.وقالت الأرملة نافعة الحربي (أحضر إلى المكتب من طلعة العاقول وليس لدي أحد اعتمد عليه لينقلني للمكتب وفي كل مرة استأجر سيارة كي توصلني هنا لأن المبنى بعيد يقع داخل أحياء سكنية متداخلة، وعندما نأتي لا نجد سوى الصراخ من قبل بعض الموظفات، إنه إحساس يجعل الإنسان يشعر بالحسرة).وأضافت للأسف الكوادر النسائية العاملة في المكتب تعاملنا كأننا نقرأ ونكتب ولا تراعي ظروفنا ومرضنا وشيخوختنا.سلمى محمد إحدى المرافقات مع والدتها تقول (نحن نسكن في مخطط المزيني في محطة طابة ونضطر للمجيء لمقر المبنى لمتابعة أمورنا فوالدتي مقعدة على كرسي متحرك ونحن بنات وليس لدينا أحد ينقلنا إلى الضمان وآلية تجديد المعلومات تتطلب وجود أمي شخصيا ولا أحد ينوب عنها لذا نضطر لاستئجار سيارة أجرة لتقلنا لمكتب الضمان الواقع في مكان بعيد.وتابعت أن المبنى ليس مؤهل لاستقبال المقعدات من كبار السن ولو كانت هناك إمكانيات فهي بسيطة بنظري وهل يعقل أن تنتظر سيدة مقعدة دورها في الطابور وكيف لها أن تصل لنافذة الموظفة وهي جالسة على كرسيها المتحرك فمن المفترض أن تكون هناك موظفات مهيآت لمثل هذه الحالات بعيدا عن (الطوابير) المرهقة للمقعدات.عائشة الحربي مطلقة ولها ثلاثة أطفال تقول إن معاملة الموظفات في مكتب الضمان جافة وأيضا أحس بالخجل عندما أرى موظفة متعلمة تتعامل مع كبيرة في السن، فالبعض يحسسنا بأننا قدمنا للتسول وليس لتحصيل مخصصات من الدولة، كما أن المكان غير نظيف ومليء بالنفايات.من جهتها أوضحت عمشاء سالم أرملة بقولها (لماذا يوجد مكتب وحيد لخدمة المستفيدات من الضمان الاجتماعي، فأنا استأجر سيارة أجرة ب 60 ريالا ذهابا وعودة من منزلي في حي المطار إلى مكتب الضمان والذي لا يعرفه كل من استأجرهم لإيصالي له، لأن أغلب سائقي سيارات الأجرة لا يعرفونه، خاصة أنه مبنى مستأجر وداخل الأحياء السكنية).اعتذار قاطع(عكاظ) بادرت بمهاتفة مدير الضمان الاجتماعي في المدينةالمنورة الدكتور هايل الرويلي لأخذ رأيه في الأسئلة والهواجس من قبل المطلقات والأرامل اللآتي يراجعن المكتب، وعن معاملة الكوادر النسائية للمستفيدات من مخصصات الضمان غير أنه اعتذر ورفص التصريح، مؤكدا أنه غير مخول له بالحديث إلى الصحافة.