إهداء.. إلى من يلتحفن الجوع, ويفترشن التراب أهدي: لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. ستجد اليوم من سيتوعد الفقر بهذه العبارة, وستجد أغلب اليمنيين اليوم يحفظونها حتى الأميين منهم, لاسيما في أيامنا هذه.. لكن أن يرددنها هن, ومن هن, من اجتمعت عليهن كل المصائب في الحياة, من جوع وظلم وحرمان وقهر, فعرفن كل ألوان الحزن, وكل أسبابه من الأرامل والمطلقات, اللواتي ظلمهن القريب والبعيد, ولايجدن سبباً للرزق, ليستطعن العيش, حتى بكفاف مع أطفالهن.. فأغلبهن أميات ومعدمات, ولديهن كومة من الأطفال, وحتى المتعلمات منهن, لا وظائف ولا مهن يستطعن العمل فيها, والدخول إلى أي طريق للرزق لهن ولأطفالهن, ومازاد الطين بلة الآن, هو أن بعضهن ممن تم تسجيل أسمائهن في الضمان الاجتماعي, وحصلن حتى على ماقد لايسد رمقهن, تم إيقاف هذه المساعدة بحجج لانعرفها, تماماً كالإقصاءات في كل مرفق حكومي لأسباب مجهولة هي الأخرى, ولماذا لايظلم إلا هؤلاء الناس, وهؤلاء النسوة بالذات, لماذا وزير المالية الجديد, لم يجد إلا هؤلاء البشر ليطبق مالاندري مايريد أن يطبقه عليهم؟, ولينطبق علينا المثل القائل: «بدل ولدك بجني».. فعلى الأقل وزير المالية السابق كان يساعد كل المرضى والأرامل والمطلقات في قريته وغيرها, ومع كل الناس, ومن جميع الأحزاب والفئات, ومايثير الاستغراب والدهشة, أن الفساد وأبناءه المفسدين, لم توقف رواتبهم, ولم يحقق في دوامهم ووظائفهم, لكن الفقراء والبسطاء والأرامل والمطلقات, يطبق عليهن باسم محاولة التدقيق فيمن يتسلمون هذه المعاشات, التي لاتزيد لأصعب حالة عن 12 ألفاً ول3 أشهر, ألا يعرفون أن الفقر والحاجة قد يدفع بعض المحرومات للانحراف, على الأقل لإعالة أطفالهن, أليس هذا حراماً, ألا يكفينا مامررنا به من وجع لنكمل المتبقي الآن, أم أن لوزير المالية الجديد أهدافاً خفية, لايعرف دوافعها وأهدافها إلا من هم من طبقته؟. لقد ضقن أولئك النسوة بالفقر ذرعاً, وبالظلم الأسري كذلك, فماالذي تبقى ليذقنه في حياتهن, وهل يجب أن نكون نحن سبباً في ذلك, ولماذا لاتوقف معاشات من لايداومون في مكاتبهم, ومن لديهم أكثر من وظيفة من أبناء المسؤولين القدامى, والجدد الآن الذين يمضون على رَكبهم؟, يبدو أننا كمن ينفخ في رماد, وسنبقى هكذا..