استكملت جمعية إحياء التراث الإسلامي كفالة ما يزيد على ألفي يتيم سوري ممن ذهب أهلهم ضحايا لجيش النظام السوري، ولجأ معظمهم الى دول أخرى. أفاد بذلك رئيس مشروع إغاثة سورية ومساعد مدير إدارة بناء المساجد والمشاريع الإسلامية في جمعية إحياء التراث الإسلامي عبدالعزيز بوقريص، الذي أوضح أن هذا العدد سيصل 5- 6 آلاف يتيم خلال شهرين تقريبا إن شاء الله وفق ما تم الإعداد له في بعض مخيمات اللاجئين، وخصوصا في تركيا. وقال بو قريص الذي عاد مؤخرا من رحلة إغاثية لتفقد بعض مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، وخصوصا في منطقة (الريحانية) قال: إننا وبالتعاون مع جمعية أهل الأثر السورية والتي أصبح لها مقر دائم هناك أسسنا عملا إغاثيا متكاملا لتنفيذ ثلاثة أهداف رئيسية: الأول: الإشراف على عدد من مخيمات اللاجئين، وتوفير الاحتياجات الضرورية لها من مواد إغاثية وخيام وملابس ومواد طبية. أما الهدف الثاني: فهو إنشاء فريق عمل لاستقبال النازحين الجدد، وخصوصا من المرضى والجرحى الذين يحتاجون وبشكل عاجل لإغاثة طبية ورعاية صحية أولية وراحة، حتى يتم بعد ذلك تقييم أوضاعهم الصحية ومحاولة مساعدتهم من خلال بعض المراكز الطبية المتخصصة، ومن ثم توزيعهم على مخيمات اللاجئين. وقد أنشأنا في سبيل تحقيق هذا الهدف مركز استشفاء صحي للقيام بهذا الدور في تلك المنطقة (جنوبتركيا)، وقد شهد إقبالا كبيرا منذ بدء العمل به، حتى أننا نستقبل حاليا أكثر من (500) حالة يوميا. أما الهدف الثالث والمهم جدا: فهو تنفيذ أعمال الإغاثة في الداخل السوري، وهو أمر بدأنا العمل به منذ فترة طويلة، إلا أننا لم نعلن عنه خوفا من أن يتم استهداف المناطق التي نعمل بها من شبيحة النظام السوري، والمجرمين الذين يعملون لحسابه، وقد كنا نحن بفضل الله تعالى أول من أنشأ مخيم اللاجئين السوريين في المناطق المحررة داخل سورية، حيث قمنا بشراء أرض مناسبة وبناء المخيم بخدمات متكاملة، حيث يتضمن في جزء منه: غرف إسمنتية، وفي جزء منه بيوت جاهزة (كرافانات) تتكون من غرفتين ومطبخ وحمام، ويقع هذا المخيم بمنطقة (عقربات) في سورية، ونجاح هذا المشروع شجعنا على العمل لإنشاء مخيمات أخرى في المناطق المحررة، حيث بدأنا العمل حاليا على إنشاء مخيم في منطقة (الريف). وقد قمنا مؤخرا وعلى سبيل المثال بتوزيع (20) ألف سلة غذائية على اللاجئين في عدة مناطق، كما قمنا بتوزيع (500) طن من الطحين لضمان استمرار تزويد اللاجئين بالخبز يوميا. وأوضح بوقريص أن الواجب الإنساني وواجب الأخوة الإسلامية يتطلب منا بذل المزيد والمزيد لإغاثة إخواننا هناك. يقول الله تعالى: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن إذا رأى بلاء ونكبة على مسلم، ويدعو الناس للإنفاق في سبيل الله، حتى يذهب الله ما بهم من حاجة وبلاء ومحنة.