تغطية مباريات النسخة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة. كانت الجولة الثامنة، هي بحق جولة التوتر والغضب، يكفي أنها شهدت حالات عديدة تندرج تحت قائمة الاعتراضات المرفوضة والمبالغ فيها على قرارات التحكيم، بالإضافة إلى حالات أخرى رصدتها الكاميرات لم تخل من خشونة وعنف متعمد، خرج بعضها عن المألوف، فكان قرار الطرد حاضراً، بخلاف عدد من الإنذارات الشفهية أو الصفراء، فيما ظهرت مشادات كلامية وانفعالات غير مبررة في أكثر من مباراة بين لاعبين و"قضاة ملاعب" دورينا. واللافت هو تكرار تلك الأفعال والتصرفات، ليس من طرف واحد للعبة، ولكن من جميع أطرافها، فكان توتر المدربين وردود فعلهم على كل قرار حاضراً في المشهد بقوة، وتجلت في واقعتي طرد الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر، الذي اعترض بحدة وعنف على الحكم الدولي علي حمد، رغم فوز فريقه برباعية على الوحدة، وعلى نهج المدربين نفسه سار الإداريون واللاعبون، فلم تخل مباراة في الجولة، من قرار الحكم بإيقافها، لتحذير إداري متعصب، أو تهدئة "دكة" منفعلة، وهو ما ينطبق على اللاعبين داخل الملعب، من حيث تعمد الخشونة والاعتراضات المبالغ فيها على قرارات التحكيم، وتجلت في واقعة ثنائي الأهلي لويس خمينيز وجرافيتي، ضد الحكم عمار الجنيبي في مباراة "الفرسان" أمام بني ياس، بخلاف طرد نشأت أكرم لاعب النصر وطرد حارس بني ياس محمد علي غلوم. فيما كانت واقعة البرزايلي باولو بوناميجو مدرب الجزيرة الذي تعرض للطرد في لقاء فريقه أمام الشباب، مختلفة بعض الشيء، كونه لم يعترض في المقام الأول على قرارات الحكم، وعوقب بسبب دخوله الملعب لمحاولة تهدئة لاعبي الفريقين الذين خرجت ردود فعلهم عن المألوف، فنال المدرب الجزاء. واتفق الخبراء والمراقبون على أن توتر المدربين واللاعبين والإداريين وإقدامهم على تصرفات واعتراضات مبالغ فيها، ينتج عنه تعرض بعضهم للطرد، والسبب أيضاً في نقل التوتر إلى الجماهير بالمدرجات، والتي ثارت معظمها في المباريات على "قضاة الملاعب"، خصوصاً في المباريات التي كان الغضب والتوتر عنوانها، ويكفي أن أغلب الحكام خرجوا في حراسة الشرطة، خوفاً من تعرضهم لأي محاولة اعتداء، رغم حضور الاعتداء اللفظي، الذي لم يختف من المدرجات، كنتيجة طبيعية لهذا التوتر. وكانت لجنة الحكام حاسمة في موقفها، حيث أصدرت تعليمات مشددة خلال الأيام القليلة الماضية لجميع القضاة بعدم التهاون مع أي اعتراض "سافر"، يخرج عن حدود الذوق العام، من أي لاعب أو مدرب أو إداري، وهو ما شجع قضاتنا على قرارات طرد المدربين التي اتخذت للمرة الأولى هذا الموسم، بحق زنجا وبوناميجو. ... المزيد