بقلم : أنيس مثنى راشد الشعيبي يا للعجب يعيبون ثورتنا والعيب فيهم ، وما لثورتنا عيبآ سواهم ، تعجب أنت أيها القارئ الكريم والمتابع لمجريات الأحداث... عرب اليوم ليس بعرب الأمس ، يا للمفارقة العجيبة ، سلاح ثورات الربيع العربي حلالآ لهم استخدامه ومحرمآ على الثورة الأم الوحيدة والسباقة على مستوى الثورات وصاحبة الخيار المتمسك بالسلم والتي هزة كل جبروت العروش المتسلطة على كل ماهو جميل بهذه الحياة وهي ثورة حراك جنوباليمن ثورة (الجنوب العربي) التي هزت عروش الطغيان وقطعانها الشللية وأيقظت سبات العرب من نومها العميق قبل غفلتها وانزلاقها من هاوية حكامها المجرمين والقتلة والمتشبثين على روؤس كراسي الحكم ، هكذا هو حالنا اليوم نحن العرب وخاصة في زمن المصالح الترفيهية ، حتى حرية الشخص نفسه أصبحت بيد غيره ، فما هو حاصل اليوم من ثورات عربية تسمى (بالربيع العربي)، فكلها تدار من أمراء وسلاطين الحروب وأصحاب القصور الرفاهية ، وإن لم تكن كذلك لما رأيناء التدخل بالثورة الليبية والثورة السورية وإصدار الأوامر والتشكيلات تنفذ من خارج أماكن الثورة ، هناك دول شجعت ودعمت وساندة الثورات المسلحة في الوطن العربي ؛ لماذا لم تكن هذه الدول نفسها مساندة ومشجعة ومؤيدة ما يحصل في جنوباليمن من ثورة سلمية حقيقية .؟ لم نطلب يومآ ما مثل ما طلبه غيرنا وهو الكفاح المسلح بل قلنا وزدنا القول مرارآ وتكرارآ بأن مطلبنا ىأن تنطقوا يا عرب بقولآ فصل بدلآ من أتخاذنا نحن الخصم ؛ فما يطالبه منكم الحراك الجنوبي اليوم هو الإعتراف بقضيته السياسية ..لم يتجراء يومآ هذا الشعب العظيم أن يتلفظ بمساندة هذه الدول بدعم السلاح ! بل كررنا مطالبنا بالمناشدة بأن لنا هوية وأرض وإنسان ؛ فمتى ما أراد -هذا الشعب المتعطش للحرية بسلميته المتمسك بها – أن ينتقل للكفاح المسلح فلا أعتقد إنه بحاجة لكم يا سيادة العرب، صحيح كل الثورات انتقلت إلى مرحلة الكفاح المسلح ، لكن هناك ثورة سباقة – وهي أم الثورات على مستوى الربيع العربي - لكل هذه الثورات وهي أول من أشعل عيدان الثورة السلمية على مستوى الوطن العربي ، لماذا لم تنطق العرب – لحالنا اليوم – ولو كفرآ ..؟ من الذي جعل التحليل والتحريم يستخدم بقاموس السياسة وسار على نهجها..؟ وهل كانت العرب يومآ ما مكبلة الأفواه على شعب الجنوب وهو يخرج يومآ بعد ىيوم إلى الساحات بصدور عارية .؟ أيعقل أن تنتظرنا العرب حتى يأتي اليوم الذي نقول فيهم : إذا نطق الغراب وقال خيرآ فكيف يأتي الخير من وجهة الغراب .؟ وإلا لما هذا الحقد الدفين والصمت المزري تجاه كل ما يدور في جنوباليمن ، من قتل، وسلب ،وتشريد، ونهب ،وإقصاء ،وتسريح ،وزج في السجون، وترهيب ووو...، أليس تعاطفكم وإظهار مشاعركم أمام بعض هذه الثورات العربية- حتى وصل بكم الحال أن تسمحوا وتؤيدوا وتحللوا ، لهذه الثورات استخدام السلاح – هو طغيان حكامها وجبروت أمراءها والظلم والفساد الذي لحق بهذه الشعوب..؟ إذا كان الأمر كذلك يا سيادة العرب ، بربكم ماذا ترون ماهو حاصل اليوم في جنوباليمن إن لم تكن ثورة ضد الطغيان والظلم والجبروت .؟ ألم ترون شعبآ يأباء الضيم ولم ينكسر رغم الحرب الإعلامية المطبقة عليه عمدآ..؟ رغم كل هذا وذاك سيظل شعب الجنوب يحفر بجدار الصمت حاملآ مصابيح الشمع المضيئة باحثآ عن النور المنبثق من وراء هذه الحواجز الصماء ، وذلك بجهود هذ الشعب الأبي وصاحب القرار المخير وليس المسير ، كما هو حاصلآ أحيانآ في بعض ثورات الربيع العربي المصنوعة والمفبركة والمطبوخة إعلاميآ، ودائمآ من يشعل الثورات هو من يطفيها .