زارني جدي المرحوم منتشيا يتمختر يسألني عن أخبار أمتنا وعن مزارع السكر كيف الحال والاحوال يا ولدي وكيف ربيعنا الاخضر كيف جارنا أيوب وابن عمنا يعقوب وكيف الحاجه أم سامي وأم أنور عن الزيتون في سعسع اخبرني وكروم التين والليمون والزعتر وما أخبار رام الله وغزتنا وحيفا ويافا وراس كركر وكيف خليجنا العربي ومغربنا وحال سوداننا الأكبر عن بغداد وعن صنعاء حدثني وعن ليبيا وسحر رملها الأصفر وعن مصر يا ولدي وعزتها ومذاق قمحها الأشقر بلاد الشام يا ولدي أما زالت في الكفين كالخنصر والبنصر عن الياسمين يا ولدي أخبرني عن الريحان والعنبر *** أأخبره؟؟؟ أأخبره عن حالي وعن ملايين أمثالي في المهجر أأخبره لأنني عربي ودمي طاهر ونقي ولون بشرتي أسمر أنا أقهر لأن اسمي عبد الله أو محمود أو عنتر أنا أقهر أأخبره أني ارهابي بنظر الحاكم الأكبر أنا المجرم أنا المسؤول عن احداث سبتمبر أنا الذي ان سافرت ترمقني نظرات الأمن والعسكر في حقائبي يقفزون يبحثون عن ممنوع أو مسروق أو أخطر أأخبره باني ممنوع بأن أغضب وأن أضجر أأخبره عن ستين عاما من التشريد والتجويع أو أكثر *** لا يا جدي لن أفعل لن افعل.... ساتيك بما يرضيك عن أخبار أمتنا وأتخيل وأتصور *** ان العرب يا جدي قد اتحدوا فهيا افخر وفاقوا الغرب في الأدب والعلم في الجوهر وفي المظهر فهيا افخر فلسطين التي سلبت واغتصبت أرجعناها بالايمان والخنجر وطهرنا بلاد الشرق يا جدي وصنا العرض والبندر وأمرنا بالاحسان والمعروف وكسرنا أكواب الخمر والمنكر وشيدنا مساجدنا ورممنا كنائسنا وعلينا منابرنا وطورنا مدافعنا وأصبحنا قوة عظمى لا تقهر فهيا افخر هيا يا جدي المرحوم افخر... وسام الحاج