أكد معهد اميركي أن ايران تمكنت من تجاوز تحديات كثيرة إبان عهد الجمهورية الإسلامية كان آخرها الحظر المفروض عليها. واشنطن (فارس) وأورد معهد "واشنطن" الاميركي تقريراً استراتيجياً بقلم "سعيد كلكار" أكد كاتبه ان الحكومة الإيرانية تمكنت خلال العقود الثلاثة الماضية من تجاوز أزمات داخلية وخارجية عديدة بما في ذلك محاولات لانقلابات عسكرية وحرب مفروضة دامت ثمان سنوات وتظاهرات معارضة وحظر نووي واقتصادي، وذلك بفضل تأسيس مكونات عسكرية واجتماعية إلى جانب المكونات الرسمية، كحرس الثورة وقوات التعبئة "البسيج" والتي تتم إدارتها بطرق اقتصادية وإشراف شامل وتلقين دقيق، حيث تمكنت هذه القوات من مواجهة المعارضة في الداخل والتصدي لكل من يدعمها. واضاف الخبير قائلا: أما من ناحية الأمن الخارجي فقد استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تدحض أعداءها عبر اتباع منهج مركب من الدبلوماسية العامة والحروب غير المباشرة ودعم الحركات الأصولية في مختلف البلدان، وحتى لو أن هذه الاستراتيجية قد وصلت إلى نهاية الطريق اليوم إلا أن التعرف على طبيعتها هام لفهم نقاط الضغط الحقيقية التي تعتمد عليها الحكومة الإيرانية. ويرى الكاتب ان وصول الأصوليين إلى السلطة في طهران عام 2005م خلفاً للإصلاحين الذين سبقوهم، قد أدى إلى دهشة الكثير من المراقبين الذين تصوروا أن الجمهورية الإسلامية قد تحولت بنظرهم إلى ما أسموه بلد ديمقراطي إبان حكم الإصلاحيين في ولايتين رئاسيتين متتابعتين، وفي عام 2009م تكرر السيناريو نفسه وتمكنت الحكومة من تجاوز أزمة كادت تعصف بالبلاد وهدأت الأوضاع وبالتالي سيطرت على جموح المعارضة والشغب الذي ساد شوارع البلاد. وقال الخبير كلكار: وفي عام 2011م عندما انطلقت التظاهرات في الشارع العربي وبدأ الربيع العربي الذي أطاح بعدة حكومات قوية، تمكنت طهران من السيطرة على شعبها بشكل مدروس ولم تشهد البلاد أية تحركات في الشوارع. وتابع قوله: إن الحكومة الإيرانية هي سلطة تتبع مزيج مركب من خطط تكتيكية وعوامل شتى لإحباط ما تواجهه من مخاطر، بما في ذلك إنعاش روح الثورة لدى الشعب والاعتماد على الشرعية الدينية والإعلام المباشر والسياسات الاجتماعية المقيدة والإشراف الشامل والعنف المرحلي والصمود أمام الإنقلابات العسكرية وصهر المعارضين بين الفئات الموالية لها. كما أنها سخرت قوات التعبئة الشعبية "البسيج" للتصدي إلى أي تحرك داخلي في الشارع الإيراني، ويذكر أن هذه القوات قد تأسست في باكورة انتصار الثورة الإسلامية واتسع نطاقها بعد ذلك لتشمل فئة واسعة من مكونات الشعب الإيراني. واردف الكاتب يقول: من جهة أخرى فإن الجمهورية الإسلامية قد أسست قوات حرس الثورة الإسلامية وحصنتهم دينياً وعقائدياً للدفاع عن مبادئ الثورة وكيان الجمهورية الإسلامية إلى جانب الجيش النظامي في البلاد وذلك للتصدي لأي خطر يهدد البلاد على المستويين الداخلي والخارجي، وأيضاً لهذه القوات أذرعة في سائر البلدان والمعروفة بقوات القدس، حيث إن الهدف الأساس لهذه القوات هو تحدّي الولاياتالمتحدة والكيان الإسرائيلي وردعهما عن شن أي هجوم ضد الجمهورية الإسلامية. ويستنتج كاتب المقال ان إيران لها القدرة على الصمود أمام المخاطر المحدقة بها عبر اتباعها استراتيجيات مختلفة في التعامل مع الأحداث على الساحة في داخل البلاد وخارجها.