تجسيداً لمبدأ التصالحِ والتسامح أقيم عصر يوم أمس الاثنين في العاصمة عدن صلح قبلي بين قبيلتي الحد من يافع والعوالق من شبوة، ويأتي هذا الصلح بعد الاعتداء الذي حصل من قبل ياسر أحمد الرصاص العولقي على شريف عبد القادر صالح الحدي اليافعي، وذلك في يوم الاحد الموافق 19/5/2013م في المدينة الخضراء، حيث كان يعمل المجني عليه في أرضية مالكها الشرعي حسب تأكيد شركة الهمداني، وقد قام الجاني المعتدي ياسر أحمد مبارك الرصاص بإطلاق الرصاص على المجني عليه ودون سابق إنذار مما أدى إلى إصابة المجني عليه شريف عبد القادر صالح الحدي إصابة بالرأس وكذا أضرار في الشيول (الجرافة) الذي كان يعمل عليه، وقد تداعى أبناء يافع بعد الحادث وحضر عدداً منهم الى مكان الحادث ولولا لطف الله وعنايته ثم موقف الشيخ علي أحمد المرزقي، الذي قام بتهدئة الوضع والسيطرة على الأمور حيث ناول أبناء يافع سيارتين وخمس قطع سلاح كتقوى ثم تحكيم مما بدر لابنهم من قبل المعتدي. وفي عصر يوم الأثنين 17/6/2013م حضر جمعٌ غفير من مشايخ وأعيان شبوة ومن حضر معهم إلى مدينة الشعب في منزل الشيخ عبدالرب محمد بن عطاف وذلك من أجل الاستماع للحكم من قبل مشايخ قبائل الحد يافع، وقد قام قبائل الحد يافع ومن معهم باستقبالهم حسب الطرق والاعراف المتعارف عليها في الصلح ثم رحبوا بهم الى المكان المخصص للاستماع للحكم. وبعد أن تشاور الأمر قبائل الحد يافع فيما بينهم أصدروا الحكم التالي: مبلغ "ثلاثون مليون ريال يمني" مقابل الاعتداء واطلاق النار على المجني عليه شريف عبد القادر الحدي. كما قام مشايخ قبائل الحد يافع وفي موقف قبلي أصيل بتكريم الشيخ علي أحمد المرزقي الذي قدم العدل لدى قبائل يافع لنزع فتيل التوتر وتجنيب حدوث أي مكروه والذي وبموجب ذلك الموقف للشيخ المرزقي، أعلن مشايخ الحد يافع بتخفيض "عشرة ملايين ريال" من الحكم تكريماً له. وعقب ذلك أعلن مشايخ شبوة ومن معهم قبولهم وتشريفهم للحكم وتم التوقيع عليه، ثم طالبوا مشايخ الحد يافع بالتخفيف والتيسير.. وبعد أن تداولوا الرأي قام الشيخ محمد محمد صالح السقاف، وأسقط من المبلغ المحكوم "خمسة ملايين ريال" وذلك تجسيداً لروح التصالح والتسامح.. ويعد هذا الموقف سابقة طيبة في الأحكام والأعراف القبلية بين قبائل الجنوب وقد شكر الجميع الشيخ محمد السقاف على هذه البادرة الطيبة التي تجسد روح التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب. كما تم إسقاط مبلغ "عشرة ملايين ريال" تكريماً للقبائل الحاضرة ومشايخها الذين حضروا وشرفوا الحكم، حيث وقد حضر عدداً من مشايخ شبوةوأبين والصبيحة. كما أُسقط من الحكم مبلغ "واحد مليون ريال" كعزيمة غداء للحاضرين الذين اعتذروا عن تلبية الدعوة للغداء في اليوم الثاني. من ناحيته قام الشيخ عبدالرب محمد بن عطاف الذي أستقبل التحكيم في منزله بإسقاط مبلغ من الحكم وقدره "خمسمائة الف ريال" أيضاً تم إسقاط مبلغ "خمسمائة الف ريال" تكريماً للشيخ حسين صالح قهس، وكيل محافظة أبين والذي كان حاضراً مع مشايخ الحد يافع في هذا الصلح والتحكيم. هذا ولم يتبقى من المبلغ سوى "ثلاثة ملايين ريال" وقبل أن يتم التوقيع على المبلغ المتبقي.. حضرا إلى المجلس الشيخ أحمد علي الحميقاني مدير أمن مديرية البساتين، والشيخ عبدربه الفقير مدير البحث الجنائي بالبساتين ومن رافقهم وطالبوا أيضاً بتخفيف الحكم وتم إسقاط مبلغ وقدره "واحد مليون ريال" تكريماً لحضورهم، وتبقى من المبلغ المحكوم "أثنين مليون ريال" تم التوقيع عليه من قبل المعنيين. وشكر الجميع قبائل الحد يافع على مواقفهم المشرفة والتي يجسدوا فيها روابط الاخوة والمحبة والتسامح بين أبناء يافع وشبوة بشكل خاص والجنوب بشكل عام، وفي الختام وودع شيوخ ورجال الحد يافع إخوانهم من أبناء ومشايخ شبوة ومن أتى معهم وسط أجواء من التسامح والبهجة والألفة والمودة والتآخي بين الجميع.
