د. عبد العزيز حسين الصويغ الطائفية اصطلاحاً هي تعصب في الانتماء إلى الطائفة، يحمل على استحسان مذهبها، وذم مذاهب الآخرين، وهو أمر موجود في كل من انتمى إلى فريق أو طائفة أو مذهب، هو معجب بمذهبه، منتقص لمذهب غيره، ولو لم يكن كذلك. فالطائفية على هذا الوجه لا تعني أو تستوجب المنتمي إلى طائفة ما أن يعتدي على غيره من أصحاب الطوائف الأخرى، وهي بذلك مصطلح لا يدل على عدوان ولا قتال. ولا تتحول الطائفية إلى فتنة واقتتال إلا حينما يعمل فريق من الفرق المنتمية إلى هذه الطائفة أو تلك إلى نفخ نارها والتحريض ضد الطائفة أو الطوائف الأخرى بالقول أو الفعل أو العدوان. *** وإذا كانت العراق قد عانت بعد سقوط نظام البعث في بغداد من انقسام طائفي رهيب وحروب طائفية أججتها واشنطن منذ دخولها للعراق وتحريضها للشيعة، بعد إظهار العرب السنة كأقلية في العراق، حتى أصبحت العراق على شفا حفرة من التفتت والانقسام، فإن ما يحدث في سوريا من تأجيج الصراع الطائفي ومحاولة تحويل انتفاضة الشعب السوري إلى انتفاضة طائفية، خاصة بعد دخول ميليشيات حزب الله في النزاع، هو فصل جديد من الصراع القائم في منطقتنا العربية. ومن الصعب، كما يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، "تخيل ما سيجري في سوريا، إن بقي أي شئ. فسوريا ستتجزأ .. والتفاوض هو أفضل الفرص لكن الفرص المتاحة له ضئيلة". لذا فإن الطائفية هي الخطوة الأولى لتفتيت المنطقة وإضعاف دولها. *** ولا أريد أن أحيل هذه الجولة حول موضوع الطائفية إلى مقال تحليلي يخرج "نافذة" الأربعاء من إطارها الأسبوعي المعتاد كقطوف خفيفة، لكن من الضروري الإشارة إلى أن "الطائفية" أصبحت قضية مركزية في منطقتنا نخاف أن تتطور إلى حرب شعواء لا يعرف إلا الله مدى ما يمكن أن تُنزله بمنطقتنا وشعوبنا. لذا لابد من البحث عن مخرج لتجاوزها وعدم تأجج أوارها. لذا أنهي الحديث عن الطائفية وخطورتها بإيراد بعض أقوال وحكم قالها بعض الكُتاب والفلاسفة حول الطائفية: *** - [إن رفض الحروب الطائفية لا يعني أن لا ندافع عن أنفسنا ووجودنا وكرامتنا أمام حرب طائفية تستهدفنا وتسعى لإذلالنا واستعبادنا.] ياسر سعد الدين – كاتب سوري - [الحوار مع (الآخر) أمرٌ ضروري، ولكنَّ الحوار مع (الأنا) يبدو في عالم اليوم أشد ضرورة، لأننا لا يمكن أن نساهم في تشييد العالم الفسيح، في حين أن بنياننا نحن يبقى واهياً كبيت العنكبوت، يعصف به أدنى خلاف أو شقاق أو تصادم.] مصطفى فرحات – كاتب مصري - [إن مراعاة المصلحة الوطنية العامة تستوجب عدم الانزلاق في مستنقعات الطائفية الكريهة، وعدم الانجرار إلى هذه الاستفزازات المتواصلة، بل المطلوب هو التحلي بالحكمة واتباع نداء العقل بعيداً عن أهواء ودعوات الطائفيين أياً كانوا.] جعفر الشايب – كاتب سعودي - [إن القلق وعدم الارتياح يجب أن يدفع الدول الخليجية إلى اتخاذ تدابير أمنية وعلى مستوى مجلس التعاون لكي تستطيع أن تمنع تداعيات الطائفية على استقرارها وأمنها، فالشواهد الحالية تؤكد خطورة هذه الطائفية ونزوحها إلى دول الجوار.] يعقوب أحمد الشراح – كاتب كويتي - [لا أدري كيف يرى الناس أن حزب الله أو إيران أو حكومة سوريا دينية طائفية. يا قوم انهم طبقة سياسية دموية لا دين لهم ولا مروءة.] علي رجب – مهندس سعودي - [هناك أجهزة استخبارات إقليمية وعالمية تعمل من أجل إذكاء الخلافات الطائفية وإثارة الفتن بين المسلمين.] أحمد الكاتب - مفكر مصري * نافذة صغيرة: [حزب الله سقط أخلاقياً وإنسانياً وسياسياً وقومياً ودينياً بالدفاع عن النظام السوري المكروه عربياً وإسلامياً ودولياً، والمشاركة في جرائمه الوحشية ضد الآمنين .] د.عبد الحميد الأنصاري – كاتب قطري [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain