حين استمعت الجمعة الماضية إلى خطبة فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي التي ألقاها في جامع عمرو بن العاص في مصر والتي تدعو إلى الجهاد في سوريا بعد أن أقره علماء الأمة بضوابطه الشرعية!! ، عادت بي الذاكرة إلى الحرب الأفغانية الروسية ، زمن التجييش البشري لبذل النفس والمال والعتاد من أجل الجهاد في أفغانستان ، ذاك الزمن الذي تدافع فيه خيرة أبنائنا ولم تتجاوز أعمارالغالبية منهم الخامسة عشرة والعشرين عامًا إلى ميادين لايعلم إلا الله ماذا لقيهم فيها . انتهت الحرب الأفغانية الروسية وانتهى زمن الجهاد ..فماالذي أسفرت عنه تلك الدعوة ؟وكيف انتهى الحال بغالبيتهم من جهاد في سبيل الله إلى تغلب المفسدة على المصلحة ؟ ..تشدد وجماعات وطوائف فإرهاب وترهيب باسم الدين هنا وهناك!. ياشيخنا محمد العريفي ..الدعوة إلى الجهاد ليست خطبًا تلقى من فوق المنابر ثم يُترك الناس هكذا في هرج ومرج لايعرفون مالهم وما عليهم .ثم تقول بضوابط الجهاد وشروطه!!. يا شيخنا محمد العريفي .. قبل أن تحث الناس على الجهاد ..ألم يكفنا ماحدث لأبنائنا في أفغانستان والعراق والشيشان ، أم يترك الناس كل يفكر بطريقته ، وكل يذهب بطريقته ،وكل يجاهد بطريقته!!.فتسفك الدماء ويتقاتل الأخوة. ياشيخنا محمد العريفي .. جرح سوريا غائر في قلوبنا ولكن الوضع يتطلب تعقلاً لا اندفاعًا . ياشيخنا محمد العريفي وحيثما أنت الآن .. إن الجهاد في أول الأمر وآخره ثقافة ،وله أناسه ورجاله الذين شربوه وعيًا وتربية .. وأعتقد أنك والذين أقروه معك أكثر الناس تفقهًا فيه منا فلتبدؤوه أولاً بأنفسكم!!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain