قال خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري: «لقد فتحنا أعيننا على لوثة مادية في الطب وغيره فالتداوي لا يتم إلا بالحقن والأدوية المركبة والعملية الجراحية فإذا سمع بعض الجهلة من الذين يسمون أنفسهم مثقفين من يعالج بالعسل أو الحجامة أو حبة البركة أو ألبان الإبل، استخفوا به وانتقصوه بزعم أنَ الدنيا تطورت وتحضرت!! وهذا قصور ممن فعله وإهدار للأمر الواقع وجهالة بمعاني التطور والتحضر ويحمل قدرًا كبيرًا من الاحتقار للنفس والشعور بالدونية أمام الغرب المتمدن لأنه لا منافاة بين إجراء العملية وشرب العسل الذي فيه شفاء للناس كما هو ثابت باليقين والقطع وكذلك الأمر بالنسبة لماء زمزم فهو «طعام طعم وشفاء سقم»، و»ماء زمزم لما شرب له فمن تعاطاه للشفاء شفاه الله تعالى»، ولا معارضة بين تعاطي الأدوية المباحة وبين استخدام الحبة السوداء والتي هي شفاء من كل داء وكذلكم بالنسبة للحجامة أو ألبان الإبل وأبوالها والأبحاث في ذلك كثيرة ويكفينا ما ورد في ذلك من النصوص الشرعية وقس على ذلك، وهل التطور المادي في الطب وغيره يمنع من الدعوات الصالحات والأخذ بأسباب الإجابة؟!قال تعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»،كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: «إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل همَّ! الدعاء وذلك لأن العبد إذا ألهم الدعاء فإنَ الإجابة معه». إنَ المهارة في الطب مطلوبة وليس معنى ذلك أن نصير ملاحدة وزنادقة أو أن نفصل بين السنن الشرعية والسنن الكونية ونقطع ما بين الأرض والسماء فالشافي المعافي هو الله «وإذا مرضت فهو يشفين». إذن لابد من ضبط الواقع بشرع الله والواقعية الحقة أن يكون عملنا هنا ونظرنا في السماء وتتطابق فيها السنن الشرعية مع السنن الكونية وأن ننظر للواقع بمنظار الشريعة فما وافق الحق قبل وما خالف الحق مردود على صاحبه بل حتى لو خالف أهل الأرض جميعًا فلا التفات لهم ولسان الحال والمقال ينطق: (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم).