فكري قاسم إذا لم تزدر تعز من الآن ثقافة الفوضى وحمل السلاح باعتبارهما ظاهرتين دخيلتين على السلوك المتمدن لهذه المحافظة الكبيرة فإننا بعد سنين قليلة فقط سنطالع – عبر الصحافة – الأخبار التالية: اندلاع مناوشات مسلحة بين الحوثيين والإصلاحيين في تعز للسيطرة على الباب الكبير وباب موسى في قلب المدينة القديمة، والعسكريون المنقطعون الذين انضموا للثورة يقطعون شارع جمال مجددا ويطالبون بإنشاء لواء جديد يضمهم تحت اسم لواء حماة الثورة ! (وارحبي يا جنازة لا فوق الأموات). فارس مناع يدشن في"حديقة الوحدة" حفل افتتاح الفرع الكبير لسوق "جحانة للسلاح"، وتوكل كرمان تطالب السلطة المحلية بمنحها قلعة القاهرة لتضع داخلها ميدالية نوبل للسلام لتصبح مزارا للجماهير. حديقة التعاون بالحوبان تستضيف مهرجان "النصع" الثالث، ومنتزة التعاون في حي المسبح تتحول إلى متحف أثري لمعابر الرصاص ، والنائب شوقي القاضي يقود حملة تبرعات شعبية لتشييد تمثال للرئيس عبدربه منصور هادي . النائب "الحميري" يحصد بطولة كأس العالم في الوثب العالي، وقنوات التلفزة كلها تعرض – في وقت واحد - فيلما وثائقياً عن مسيرته النضالية ونشاهده وهو "يتنبع" من حزب المؤتمر إلى حزب الإصلاح ومن مائدة صالح إلى مائدة علي محسن، والجمهور يصفق. بُجمة قات النائب "فتحي توفيق "تعرض للبيع بالمزاد في ساحة الحرية وتسمى ب" بُجمة حماية الثورة"، ويسمى ضابط مطار عدن ب "البلطجي" لأنه حاول في أحد أيام نوفمبر من العام 2012 أن يمنعها من التحليق فطارت إلى وجهه !كلك زوووء يا زعيم. رأفت ومدين ياسين يوقعون عقد شراكة مع طبيب الأعشاب الضمين ، وجامعة تعز تطالب بتزويدها بأكاديميين محترفين من جامعة أرحب، والشيخ الدكتور عبدالمجيد الزنداني يعترض معتبرا نظام الإعارة .. حرام ! الدكتور عبدالله الذيفاني بعد أن تفشل مساعيه الحميدة بضم المجلس الأهلي - الذي يرأسه - إلى عضوية مجلس الأمن ، يخرج إلى الساحة بنظرية جديدة اسمها "شل بقعتي"، ومحور النظرية يتلخص في أن وحي القرار الرئاسي بتعيين محافظ لتعز كان مقررا أن ينزل عليه، لكنه طحس بالخطأ إلى شخص آخر. شوقي هائل يقول لنشرة ساحة الحرية بأن تجربته كمحافظ لتعز كانت مرهقة ويعلن في صحفته على الفيسبوك بأنه يعتزم إنشاء حزب ليبرالي، ومستشارته الإعلامية " منى لقمان" تتضايق كثيرا لأن صفحة "كلنا تعز" لم تنقر على منشوره ذاك " لايك – أعجبني"! قيادة حزب الإصلاح في تعز تبارك اتفاقية الصلح بين علي عبدالله صالح وعلي محسن وحميد الأحمر، وتطالب – بشدة- محافظ تعز تسليم محمد الحاج ومحمد الشوافي وعبدالله أمير وقيران وضبعان إلى الثوار لمحاكمتهم! شباب المؤتمر الشعبي العام يعلنون انضمامهم إلى شباب الصمود، وشباب الناصري والاشتراكي يهتفون "حيا بهم حيا بهم"، وشباب الإصلاح يهرعون إلى مدخل تعز لاستقبال الشيخ محمد عبدالمجيد الزنداني باعتباره محاضرا دوليا في شئون التنمية المدنية ، ويهتفون " طلع البدر علينا " . سلطان البركاني وسلطان السامعي وعبده الجندي، حمود سعيد، وصادق سرحان ودرهم بن يحيى وعبده يتراشقون إعلامياً، وعلي عبدالله صالح وعلي محسن وحميد الأحمر – ثلاثتهم – يجلسون على طاولة واحدة يقتسمون كعكة التعويضات، ويقهقهون وأمامهم رقعة شطرنج. *صحيفة اليمن اليوم