تراجع الذهب لأدنى مستوى في نحو ثلاث سنوات أمس متجها لتسجيل خسارة فصلية قياسية بعد بيانات أميركية عززت التوقعات لتقليص سياسة التيسير النقدي. وبحسب رويترز قال مستثمرون ومحللون إن أسعار الذهب يمكن أن تهبط لما دون الألف دولار للأوقية (الأونصة) مع استبعاد أن تصدر بيانات أميركية وأوروبية أو تحدث تطورات من شأنها عكس اتجاه البيع المتسارع للمعدن. وأظهرت البيانات الأميركية زيادة قوية في طلبيات توريد السلع المعمرة وأكبر زيادة سنوية في أسعار المنازل على مدى سبع سنوات وارتفاع ثقة المستهلك وهو ما يدعم التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيقلص برنامجه للتحفيز الاقتصادي الذي يتضمن شراء سندات بنحو 85 مليار دولار شهريا وهو البرنامج الذي دفع أسعار الذهب للصعود إلى مستويات قياسية في الأعوام الماضية. وهبط الذهب في السوق الفورية إلى 54.1224 دولار للأوقية مسجلا أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2010 وتراجع 5.3% إلى 1232 دولارا. وانخفضت عقود الذهب الأميركية تسليم أغسطس 4.3% إلى 1231 دولارا بعد أن نزلت إلى 20.1223 دولار. وتراجع السعر الفوري للفضة 9.4% إلى 65.18 دولار للأوقية. وهبط البلاتين 8.1% إلى 1325 دولارا للأوقية وانخفض البلاديوم 6.2% إلى 50.645 دولار للأوقية. من جانبه تراجع خام برنت أمس. وبرنت منخفض أكثر من 8% منذ مطلع ربع السنة الحالي وهي الخسارة الفصلية الثالثة على التوالي وتراجع تراجعا حادا الأسبوع الماضي بعد أن عرض بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي خارطة طريقة لتقليص وتيرة شراء السندات وبفعل بواعث قلق من تباطؤ صيني. وانخفض خام برنت تسليم أغسطس 17 سنتا إلى 09.101 دولار للبرميل. وهبط الخام الأميركي الخفيف 53 سنتا إلى 79.94 دولار للبرميل بعدما فقد في وقت سابق ما يزيد على دولار. وأظهرت البيانات الأميركية زيادة قوية في طلبيات توريد السلع المعمرة وأكبر زيادة سنوية في أسعار المنازل على مدى سبع سنوات وارتفاع ثقة المستهلك وهو ما يدعم التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيقلص برنامجه للتحفيز الاقتصادي. يأتي هذا فيما قالت وزارة التجارة الأميركية إن الاقتصاد الأميركي نما بوتيرة أضعف من التقديرات السابقة في الربع الأول من العام متأثرا بإيقاع ضعيف للأنفاق الاستهلاكي وتدني ثقة الشركات وتراجع الصادرات. وقالت وزارة التجارة الأميركية في تقديراتها النهائية أمس إن الناتج المحلي الإجمالي نما 8.1% على أساس سنوي. كان التقدير السابق لنمو نسبته 4.2% بعد تسجيل 4.0% في الربع الأخير من العام الماضي. وأظهر التقرير تعديلا بالخفض لمعظم فئات النمو عدا تشييد المنازل والإنفاق الحكومي وهو ما يلقي بظلال من الشك على التقييم المتفائل للوضع الاقتصادي من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع الماضي. وعلى صعيد متصل تراجع اليورو إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار أمس بعد أن حذر ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي من مخاطر على النمو في منطقة اليورو وقال: إن السياسة النقدية ستظل ميسرة. وهبطت العملة الموحدة 5.0% إلى 3023.1 دولار غير بعيدة بذلك عن مستوى 3014.1 دولار الذي سجلته في وقت سابق وهو الأدنى منذ الثالث من يونيو (حزيران). وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مسجلا 878.82 بفضل المكاسب القوية للعملة الأميركية أمام اليورو. لكن الدولار ظل ضعيفا مقابل الين ونزل 25.0% إلى 55.97 ين مع تنامي الإقبال على العملة اليابانية كملاذ آمن في ظل مخاوف من أزمة سيولة في الصين.