مشاري في الدمام ، أحمد في الرياض ، أسامة في عرعر ، تالا في ينبع ، لميس في حوطة بني تميم ، و القائمة تطول . تسيّس قضايا جنايات الخادمات على الأطفال دون أدنى وازع أو رادع وتشوه سمعة المملكة ومواطنيها بأخطاء لا ترقى لجرائم القتل التي ترتكب بحق مواطنينا وأطفالنا ، وقضايا الاعتداء الآثم علينا و هدر دماء أطفالنا الأبرياء تغلف وتهمش وتؤرشف سريعا و كأنها أخبار لدهس قطة ( شوارعية ) و ليست حتى من القطط ( الذوات ) حيث تعتم كثير من مؤسسات الإعلام العالمي قاصدة على الأخبار التي يذهب ضحيتها سعوديون و هي ذاتها التي كانت تولول و تقيم الدنيا و لا تقعدها حين يتجاوز سعودي على مكفوله و لو لم يصل حد القتل ، عناوين عريضة ، مظاهرات ، أفلام ، حملات كل ما يمكن أن يفعل لتشويه المملكة ومواطنيها سهل جدا بل أثير جداً لدى هؤلاء ، ربما كان السبب أن إعلامنا عالمياً يختلف عن إعلام سيرلانكا أو أندونيسيا ولا الفلبين و لا حتى أثيوبيا ، نحن لا نحسن تصعيد قضايانا العادلة ضد المجرمات اللاتي نثق بهن و نفتح لهن منازلنا و نأتمنهن على فلذات الأكباد و ثمرات الأفئدة ، فيهوين بسواطيرهن على أعناقهم الرقيقة وهم وادعون في فرشهم دون أن يرف لهن رمش أو تحدثهن أنفسهن المجرمة ونوازعهن الدموية بالتراجع أو التساؤل : ما ذنب هذا البريء المسكين حتى على فرض سوء المعاملة الذي أصبح شماعة من لا شماعة له ! الإعلام العالمي يتداعى و يتعاطف و يتبنى قضية تعذيب خادمة على يد كفيلتها بما فيها من اللبس والخلط الذي انتهى ببراءة الكفيلة ، و يصد عن جرائم الخادمات في المملكة ، قتل مشاري بسُم الفئران و تالا نحراً على فراشها بسبب رسالة جوال و أحمد بسكين غادرة في ظهره لأن الأقدار وضعته حيث تقابل الخادمة عشيقها و أسامة ذو السنتين نحراً ثم لميس ذات السنوات الست قتلاً في دورة المياه ، لأننا نحن نستهلك هذه الأخبار كاستهلاكنا لأخبار الفساد الإداري ، والأمر لا يختلف كثيرا عن مفرقعات العيد ، ثم لا نلبث أن نحول الطفل وصوره إلى الأرشيف ثم نلتحف الروتين و نتوسد التبلد و نغط في سبات عميق و شخير مرير . وحدهم الضحايا يدفعون الضريبة، المغدورون وأسرهم هم فقط من يتجرعون العذاب غير المنتهي ، ونحن وإن قتلنا ألف مرة بمقتل كل طفل لا نملك أن نكون صوتاً عالمياً يعرّي المعتدين و يدين المجرمين ، لا نملك إلا التعاطف مع ذوي القتلى ودعوة جهات الضبط الجنائية والمحاكم الشرعية للمسارعة في إقامة القصاص على القاتلات المجرمات لعل الجراح تخف و سعير الغبن يهدأ ! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain