كشفت مجلة بريطانية شهيرة عن نزاع طائفي متنامي يشهد المجتمع اليمني وبدعم خارجي ما يضيف مضاعفات على الاوضاع المتردية التي تعيشها البلاد . وحذرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية من أن يضاعف النزاع الطائفي بين السنة والشيعة من تأزم الوضع القابل للانفجار في اليمن. ولفتت - في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم إلى أنه بعد عامين من الثورة التي استلهمتها من مثيلاتها بدول عربية أخرى، تعاني اليمن اليوم تصدعا جديدا متمثلا في صورة نزاع بين السنة والشيعة، مشيرة إلى المصادمات الدامية التي شهدها شمال العاصمة صنعاء مؤخرا بين منتمين إلى جماعة "الحوثي" الشيعية ومجموعة من أبناء المذهب السني على خلفية نزاعات هي بالأساس سياسية وقبلية لعب فيها الدين دورا ضئيلا. ورأت المجلة أن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط ولاسيما سوريا يعتبر إلى حد ما حربا بالوكالة بين السنة التي تمثل السعودية والشيعة التي تمثل إيران. ونوهت "الإيكونوميست" عن استياء كثيرين في اليمن من النفوذ الذي تتمتع به السعودية، الجارة الغنية بالنفط، منذ عقود على السياسات اليمنية بدعم شخصيات قبلية وسياسية بأموال النفط، مشيرة إلى اعتقاد العديد من اليمنيين أن السعودية حريصة على إبقاء اليمن ضعيف. ولفتت إلى ما تمخضت عنه الإصلاحات السعودية في مجال العمل بالمملكة من عودة عشرات الآلاف من العمال اليمنيين إلى وطنهم، وهو ما أثار مزيدا من استياء اليمنيين. ويرى اليمنيون أن هذا التوتر الطائفي من شأنه الإضرار بالاقتصاد والسياسة أكثر من الدين، لا سيما أن جماعة الحوثي تطبق المذهب الزيدي أحد المذاهب الشيعية خاص باليمن تقريبا، بينما يشيع المذهب السني بين كافة الجنوبيين تقريبا. واختتمت "الإيكونوميست" تعليقها بقول يمني تلقى تعليمه بالغرب -وهو أحد أبناء قبيلة يمنية كبيرة تقطن بالقرب من صنعاء- عن النزاع الطائفي المدعم من بعيد في اليمن "هذا أمر جديد على اليمن لم نره من قبل.. إنني قلق بشأن مستقبل هذه البلاد".