"الانباء السعودية"متابعة" تتلعثم الكلمات في شفتي «جاسر» ابن مدينة القصير السورية وهو يروي قصة رحيل زوجته «فاطمة» وهي تعبر الحدود مع لبنان هرباً من آلة القتل والاجرام التي يقودها النظام الاسدي ضد الشعب السوري كما يقول. ويسترسل جاسر ليقول: «في شهر نيسان (ابريل) بعد اشتداد القصف على قريتنا وحدوث مجازر قريبة من بلدتنا قررت ان اخرج بعائلتي المكونة من زوجتي وابنتي سارة (5 سنوت) وشذى (خمسة اشهر).. قصدنا طرقا وعرة في الحقول خوفا من الحواجز وساعدنا الثوار في الخروج حتى وصلنا الى الحدود مع لبنان في وادي خالد، فعبرت النهر اولا احمل الصغيرة وامسك بيد شقيقتها الكبرى ثم تبعتني زوجتي وهي تحمل اغراضنا وفجأة سمعت طلقاً نارياً فنظرت خلفي فرأيت زوجتي ملقاة وسط بركة من الدماء في عمق النهر حاولنا اسعافها لكنها فارقت الحياة سريعا». يضيف جاسر والدمعة محبوسة في عينيه: «مع قدوم شهر رمضان اشعر بالشوق والحسرة على فراقها، من المؤكد ان رمضان هذه المرة لن يشبه اي رمضان آخر فلقد كنت اعيش مع زوجتي الراحلة اجواء رمضانية رائعة كلها عبادة ورحمة». وبحسب صحيفة عكاظ يتابع : «في قريتنا كانت لنا عادات خاصة في الشهر الفضيل تتواصل العائلات وتشترك في تبادل الاطعمة في اجمل صورة للمحبة والتعاون وللأسف اليوم نحن مشتتون حتى ان الكثير من اهلنا نجهل مصائرهم ولا نعرف عنهم شيئا اما قتلوا او في المعتقلات، رمضان هذا العام السنة غريب فأي سفرة افطار واي سحور تفتح جراحاتي». ويختم جاسر: «في سوريا سلبونا الفرحة ما رأيناه من قتل واغتصاب واجرام هناك عائلات نازحة لا تقدر على شراء قطعة خبز فكيف بإفطار رمضاني.. نحن النازحون صائمون لكن من دون افطار».