قلل الدكتور عبدالله عبدالرحمن الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض من فرص حصول اللائحة الجديدة للأندية الأدبية على الرضا التام من قبل المثقفين، ممتدحًا في الوقت نفسه خطوة وزارة الثقافة والإعلام بطرح مشروع اللائحة على المثقفين والأدباء للمناقشة وتقديم المقترحات، متمنيًا أن يتم إدراج شرط وجود الشهادة الجامعية في أي تخصص مع وجود إصدار مطبوع تحكم عليه لجنة يشكلها النادي من ثلاثة على الأقل، واشتراط خبرة أو مشاركة في المشهد الثقافي للحصول على عضوية الجمعية العمومية، كما حمل الحيدري البشارة لمحبي أدبي الرياض بقرب إنشاء مقر النادي، مطالبًا المؤسسات الثقافية بتجنب تكرار الأسماء في فعالياتها، ومنتقدًا ما يحدث في وسائط الإعلام الجديد، مبينًا أنها أصبحت لا تخضع لشيء، وكل من فتح حسابًا كتب وإن لم يكن قادرًا على الكتابة، وأصبحت الثرثرة والعامية والكلام العادي مألوفة في إعلامنا الجديد بلا حسيب ولا رقيب.. العديد من المحاور طي هذا الحوار مع رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري.. * ستة أشهر مضت على تشكيل مجلسكم بالانتخاب.. فما هي خططكم المستقبلية؟ كثيرة أحلامنا، وكبيرة تطلعاتنا في مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، وروح الود والانسجام بين الأعضاء محفزة لصنع العديد من المنجزات، ومن المشروعات القادمة: توقيع اتفاقية بين النادي وبين ثلوثيّة الدكتور محمد المشوّح لدعم سلسلة الكتاب الأول، وافتتاح لجان ثقافية في عدد من المحافظات، وإقامة ندوة عن: الشاعر عبدالله بن خميس (بالشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز)، وندوة عن الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، وتوقيع عقد مع شركة متخصصة لوضع بعض إصدارات النادي على الإنترنت، والتخطيط لفعالية نوعيّة عن اليوم الوطني بالتعاون مع عدد من الجهات. جدية وحلم لن يتحقق * وزارة الثقافة والإعلام طرحت مشروع لائحة الأندية الأدبية للنقاش على الإنترنت.. فكيف تنظر إلى هذه الخطوة وما هي اقتراحاتك للائحة؟ اللائحة الآن متاحة إلكترونيًا للنظر فيها واقتراح التعديلات والإضافات، وواضح مما قرأنا من أخبار جدية وزارة الثقافة والإعلام في أن تكون اللائحة القادمة محقّقة لتطلعات المثقفين، ولكن «رضا الناس غاية لا تدرك»؛ ولذلك لن تجد الرضا التام عليها إذا صدرت!! أما عن مقترحاتي فأتمنى أن تتضمن اللائحة شرط وجود الشهادة الجامعية في أي تخصص مع وجود إصدار مطبوع تحكم عليه لجنة يشكلها النادي من ثلاثة على الأقل، واشتراط خبرة أو مشاركة في المشهد الثقافي للحصول على عضوية الجمعية العمومية. إسراف في الجد * الأدب الساخر غاب عن المنابر برغم أنه من العوامل الجاذبة للحضور.. فما قولك؟ ربما ملحوظتك وجيهة فقد أسرفنا في الجد، ونشعر بحاجة ماسة إلى الأدب الساخر، ولكن أين رواده وأين فرسانه؟ نشعر بابتعادهم عن الأندية الأدبية. * ما زال النادي الأدبي من حيث المكان، يقع في شارع منزو ومظلم حاليًا.. هل من آمال «بتنوير» الشارع المفضي إليه وجعل بعض الميزانية لتهيئة المكان بشكل أجمل؟ لا أوافقك على هذا التوصيف لمقر النادي، إذ هو يقع في واحد من أحياء مدينة الرياض الراقية، وهو حي الملز، وبقرب أهم شارع فيه، وهو شارع صلاح الدين الأيوبي (الستين)، والشارع الذي يقع عليه النادي اسمه ابن زيدون، وليس بمظلم ولا منزو، وهو رحب يتسع لعدد كبير من السيارات التي يرتاد أصحابها النادي.. المشكلة ليست في الموقع، ولكن المشكلة في كونه ليس ملكًا للنادي، وإنما نحن نقيم فيه باستضافة كريمة من أمانة منطقة الرياض؛ والمستقبل القريب يحمل لمحبي النادي أخبارًا مفرحة فيما يخص أرض النادي، وتخصيص (العشرة ملايين) التي منحت للنادي (أسوة بغيرة من الأندية) لبناء المقر. أبواب مفتوحة * هل يمكن فتح الباب لمبدعي التواصل الجديد، تويتر والفيس، ودعوتهم رسميا، للجلوس في ردهات النادي وطباعة أعمالهم والإشراف على أمسيات لهم؟ النادي فضاء مفتوح للجميع بلا استثناء، وهؤلاء من الشرائح التي نستهدفها في النادي، وسبق أن نظّم النادي العام الماضي مسابقة في تويتر لأفضل قصة قصيرة جدًا، وفاز بجوائزها خمسة من المبدعين من داخل المملكة وخارجها، وربما يكون نادي الرياض أول ناد يتبنى مثل هذه الفكرة، وسبق أن عقد النادي ندوات ومحاضرات عن الإعلام الجديد، منها أسبوع كامل عام 1432ه، وأصدر بعضها في كتاب عنوانه «الصحف والمنتديات الإلكترونية» عام 1432ه، ويمكننا أن ندعم الشباب المبدع في الإعلام الجديد في مشروعنا المخصص للشباب «منتدى الشباب الإبداعي» الذي انطلقت أولى فعالياته في شهر ربيع الآخر الماضي. مطالب مشروعة * عدم تكرار القوائم الثقافية والأسماء الحاضرة بكل مؤتمر ثقافي وندوة ودعوة أولئك المنعزلين عن أضواء الصحف والملتقيات من كبار المثقفين مطلب ملح.. فما رأيك؟ معك حق، ويجب أن تجدّد المؤسسات الثقافية في الأسماء، وأن تتجنب الأسماء المكررة التي تحاضر في كل منتدى ونادٍ وصالون ثقافي، ويتعيّن أن تكتشف الأندية الأدبية أسماء جديدة من الوسط الثقافي ومن الجامعات وتدفع بها إلى جمهورها. * تتهيأ المدينةالمنورة لمؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي سيعقد في شوال بمناسبة اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، هل سيحقق في رأيك طموحات المثقف السعودي؟ عملت في المؤتمر الثالث عضوًا في اللجنة التنظيمية ورئيسًا للجنة الإعلامية، أما الرابع فصفتي مراقب فقط مثلي مثل أي أديب أو مثقف، ولم أتشرف بالعمل في أي من لجانه؛ ولكنني أبتهج بكل حراك تخطوه المؤسسات الثقافية وأباركه وأشد على يد القائمين عليه، ومما أعجبت به من تنظيم في المؤتمر الرابع رغبة وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية تكريم الداعمين للأندية الأدبية، سواء من الأفراد أو المؤسسات، وقد رشح النادي الأدبي بالرياض للتكريم: أمانة منطقة الرياض، وبنك الرياض. عصف ذهني * لماذا لم تعد الأنشطة والفعاليات تليق بالأندية وما تتطلع له؟ من قال ذلك؟ نحن في الرياض وجميع الزملاء في الأندية الأخرى نكد الذهن للتخطيط لفعاليات مختلفة ومتنوعة طوال العام، لكن أن يكون هناك عزوف أو قلة في مرتادي الأندية الأدبية فهذا من مخرجات المتغيّرات الاجتماعية وثورة التقنية ولا يمكننا معالجة أن نقارن جيل اليوم بأجيال الأمس، ومع ذلك فنحن نتلمس دائمًا في اجتماعاتنا متطلبات الشباب ورغباتهم وعسى أن نوفق لجذبهم إلى رحاب الأندية الأدبية، ومن البرامج التي حاولنا فيها التركيز على الشباب: «منتدى الشباب الإبداعي» الذي يشرف عليه نائب رئيس مجلس الإدارة في النادي الدكتور صالح المحمود، ويتولى أمانته الزميل عبدالرحمن الجاسر. إجابة صعبة * كيف ترى الحركة الثقافية في المملكة خاصة وفي الخليج عامة؟ سؤال مفتوح تصعب الإجابة عنه، ويحتاج إلى رصد ومتابعة عميقة لإصدار حكم منصف، ولست بالقادر على ذلك!. لا حسيب ولا رقيب! * هل ما زلت ترى أن هناك انحدارا أسلوبيا ولغويا في الكتابات الصحفية وما يشيع في كتابات من أخطاء شائعة وغير شائعة وكذلك في المعاملات الرسمية؟ كنت أشكو من ذلك في الكتابات الصحفية وهي تخضع كالعادة للمراجعة والتصحيح والتنقيح والرقابة، أما الكتابات الآن في الإعلام الجديد فلا تخضع لشيء، وكل من فتح حسابًا كتب وإن لم يكن قادرًا على الكتابة، وأصبحت الثرثرة والعامية والكلام العادي مألوفة في إعلامنا الجديد بلا حسيب ولا رقيب! وليست الخطورة هنا فحسب بوصف ذلك مهمّشًا للكلمة الفصيحة الراقية العالية، وإنما أصبح الإعلام الجديد مرتعًا خصبا للإشاعات. * هل استفاد النادي الأدبي بالرياض من مواقع التواصل الاجتماعي؟ بكل تأكيد، للنادي حساب في تويتر باسم (أدبي الرياض) يتابعه أكثر من 1600، وتغريداته زادت على 1800، ويظهر لي أن هذه الأرقام هي الأعلى بالمقارنة مع حسابات الأندية الأدبية الأخرى في (تويتر)، وحساب على الفيس بوك باسم (أدبي الرياض) أيضًا، وعليها يجيب الزميل المكلّف عن أي سؤال أو استفسار، ولدينا حساب مؤقّت باسم (ملتقى النقد الأدبي) أنشأه النادي للتعريف بملتقى النقد (الدورة السادسة) التي ينظمها النادي العام القادم (1435ه) بإذن الله. المزيد من الصور :