د. محمد سالم الغامدي من المؤكد أن طلابنا المبتعثون الى الدول المتقدمة للتحصيل العلمي والفني والمهاري يعدون صفوة الصفوة لشبابنا كون ابتعاثهم تم وفق معايير دقيقة لا تقبل الا من يمتلك أعلى القدرات والمهارات وأنا على يقين تام أن الشريحة الكبرى منهم وخاصة من خضع لتلك المعايير سوف يعود متشبعاً بأحدث العلوم والمهارات العلمية والقيم والمبادئ الحضارية وسوف يكون متشوقاً لنشر ما أفاده من تلك الرحلة العلمية الموفورة بكامل الدعم الحكومي خلال تلك الفترة لذا ارى أن احتواء تلك الشريحة المتميزة المتوثبة حيوية لخدمة وطنها من شبابنا تعد المرحلة الأكثر أهمية من عملية الابتعاث نفسه كون الهدف الاساس لبرنامج الابتعاث هو تحقيق الارتقاء بالأداء الفني والمهاري لمؤسسات الدولة من خلال أولئك المبتعثين وهذا مطلب هام حدده خادم الحرمين الشريفين عند استحداث برنامجه الرائد للابتعاث ولعلنا بالعودة الى تحليل فكرة برنامج الابتعاث نجد أنه تم تحت اشراف عام من قبل الدولة لامن قبل مؤسسة بعينها وان تولت وزارة التعليم العالي الاشراف المباشر على البرنامج لكنها لا تعد ملزمة باحتواء الخريجين بعد عودتهم كما كان يحدث في السابق حيث كانت المؤسسات تبتعث عددا من منسوبيها ليعودوا اليها بعد الانتهاء من بعثاتهم للانخراط في الأداء ضمن اعضاء هيكلها، لذا نجد أن عودتهم الى وظائف أعدت لهم سلفا أمر محسوم ،أما برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث فان العودة الى اماكن وظيفية محددة غير مؤكدة ولعل هذه المعضلة الكبيرة جداً لم توضع في الحسبان من قبل القائمين على عملية التخطيط ومن قبل ديوان الخدمة المدنية مما سيترتب عليه نشوء بعض القضايا التي قد تتفاقم كثيراً ويصعب إيجاد الحلول لها مستقبلاً ومايؤكد ذلك ان طلائع الطلاب المبتعثين قد بدأت في رحلة العودة الى ارض البلاد والمؤشرات تبرز وجود بعض العقبات الخاصة بعمليات التوظيف لهم كونها لم تؤخذ في الحسبان من قبل الجهات ذات العلاقة ومن الثابت والمؤكد أن اولئك الطلاب لن يصمتوا بعد أن تحملوا عناء التحصيل وأعباء الغربة ليعودوا للبحث عن وظائف أو أن يرتضوا بوظائف لاتتوافق مع مؤهلاتهم ومهاراتهم التي أفادوها من رحلتهم العلمية وفي نفس الوقت أن مؤسسات الدولة ايضا لن تفيد من تلك المهارات كونها ذهبت الى غير أماكنها لذا ارى ان تقوم الجهات ذات العلاقة وفي مقدمها مجلس الشورى الموقر ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل بوضع آلية محددة ودقيقة بالاتفاق مع كافة المؤسسات الحكومية والخاصة لوضع برنامج مخصص لهذا الغرض يتضمن كافة الوظائف المطلوبة مستقبلاً من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة مرفقة بكافة المزايا من رواتب وحوافز وخدمات لكل وظيفة وان تسلم لكل دفعة توشك على التخرج ليحدد المبتعث المكان المناسب له واختياره قبل العودة وأن تتولى ملحقياتنا الثقافية تلك المهمة المعدة سلفاً وانا على يقين تام ان مبتعثينا سوف يعودون الى ارض الوطن في أعلى درجات الثقة والأمان والحيوية والحماس لخدمة وطنهم بدلاً من تركهم يواجهون المصير المجهول من خلال البحث والتحري لوظيفة لم يجدها اقرانهم ممن لم يبتعث .لذا أرى ان الوقت قد حان لمعالجة تلك المشكلة الهامة جدا التي بدأت نفحاتها تلوح في الافق بعد عودة البعض القليل من اولئك المبتعثين . ولعل الجدية في البحث عن حلول مسبقة لتلك المشكلة يعد أمراً ضروريا حتى يتحقق الهدف السامي الذي وضع من اجله برنامج الابتعاث الذي سيصب حتماً في مصلحة التنمية الشاملة لوطننا الحبيب . كما يستوجب الا يتناسى المسئولون بكافة اتجاهاتهم ان اولئك المبتعثين قد عادوا محملين بالفكر الحديث فى مواجهة القضايا من خلال معايشتهم الدائمة لتلك الامم لذا سيكون فشلهم وعدم احتوائهم أمراً في غاية الصعوبة وسيكون له الكثير من المخرجات التي لاتحمد عقباها لذا ارى ان تلك القضية تعد الأهم في هذه المرحلة الزمنية تحديداً . والله من وراء القصد . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :