تلك المشاهد التي ألفها الجميع ، وأصبحت تتكرر كلما حانت ساعة الغروب ، فمع اقتراب موعد الإفطار يتزاحم الناس تجاه المحال التجارية والمطاعم ، لشراء احتياجاتهم من الإفطار ونحو ذلك . فتشاهد الملاسنات وارتفاع الأصوات والشتائم ، يتردد صداها بين جنبات الشوارع والمطاعم ، التي بدورها تفُقد روحانية هذا الشهر المبارك ، وتكسر حاجز التراحم والتكافل والاحترام . حيث أن هذه الظاهرة بدأت بالانتشار مع إطلالة كل موسم لهذا الشهر الفضيل . فالصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال من لم يتسلحوا بالصبر، ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان، فيخرجون عن طورهم، وتثور نفوسهم، وتضطرب أعصابهم. ومن المشاهد ايضاً ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ في جميع المجمعات التجارية والأسواق ، حيُث يتعمد هؤلاء الباعة إلى رفع الأسعار بشكل ملفت للنظر والنتيجة واحدة هي امتصاص الجيوب واستغلال موسم تدفق الناس لشراء المستلزمات الرمضانية .. ومن المشاهد المؤسفة : التهور الجنوني قبل الإفطار بدقائق .. فتجد البعض مسرعاً بسيارته دون مبالاة لإدراك وقت الإفطار . فأين تنظيم الوقت في مثل هذه اللحظات ! والمشهد الأكثر أهمية : هو انتشار ظاهرة الافتراش والانتشار العشوائي للباعة في ساحات المسجد النبوي الشريف وسوء التنظيم ، مما يتسبب في عرقلة الحركة ، إذ لا تزال تلك الظاهرة مستمرة وبشكل موسمي ، ولم تعد تقتصر على جنسية معينة، أو جالية واحدة، بل تمتد إلى عدد من الجاليات التي تزور الحرم المدني الشريف خلال شهر رمضان المبارك. وأخيراً : نسأل الله القبول والمغفرة ، وكل عام وأنتم بألف خير . فيصل سعيد العروي- المدينة المنورة