بقلم مصطفى حمد أولا :النص من نافذة غرفتها جلست تراقب ذلك الطير الأبيض،وهو يغدو وينشد أجمل الألحان فى رحلته اليومية الى ضفاف النيل. نظرت إليه وهى ترسل له بعض ابتسامات الإعجاب. تلتها زفرة حارة و نظرة تحسر فى عينين ملأتهما الدموع . كم تمنت أن يكون لها جناحان ليعوضها ما فقدت . فاغلقت نافذتها باكية و استدارت راحلة بكرسيها المتحرك . ثانيا :القراءة الكاتب مصطفى فؤاد في هذه القصة يقدم لنا مأساة فتاة تتمنى أن تكون متحررة مثل هذا الطائر ولكنها تعجز عن ذلك حيث (استدارت راحلة بكرسيها المتحرك) وهذا رمز للهمود الحركي الدال على الاستسلام والقهر وقد سار الكاتب في طريقين الأول هو : تأمل ما تقوم به الشخصية -فلدى الكاتب مقدرة فاعلة على التعبير عن المشاعر الوجدانية والنفسية للشخصية المأزومة - من مراقبة الطير الأبيض وهو يغدو وينشد أجمل الألحان في رحلته اليومية إلي ضفاف النيل وطريق ثان هو :التعاطف من خلال -السمة الفنية- الكشف للقارئ أن هناك ما يعوق تحررها تحقيق حلمها ففي التأمل نجد دلالات الفرح والأمل التي يطرحها الكاتب بداية من العنوان وهذا خدم التضاد والمفارقة في النهاية وعندما نصل إلي الطريق الثاني فنجد دلالات الحزن من حيث كونها عاجزة عن الشعور بالحرية الرامز لها في القصة الطائر الأبيض فيستولد الكاتب بحرفية شديدة المأساة من الأمل والحزن من السعادة هذا النص مرآة ينعكس عليها رؤية الكاتب الذي يشير إلي مأساة مجتمع يبحث عن التحرر فهو يبدأ القصة بما يريد أن يكون ولكنه في النهاية يستسلم مصتدما بالواقع فنجده لا يقدم أملا ولا حلا عن تحرر المجتمع أو أن تعيد الشخصية ذاتها المفتتة أو أن تترك الاحباط المسيطر عليها أو الاشارة إلي عالم جديد متحرر وهذا لأنه يتبنى تيار الواقعية النقدية وليس مطلوبا من الكاتب هنا أن يكون متفائلا فهذا هو هو الواقع مجتمع مقهور مستسلم وقدم لنا الكاتب المكان المرتبط بالحدث وهو نافذة غرفتها رمز التطلع إلي المستقبل وهو أيضا مرتبط بالشخصية التي تسكنه ولكنه لم يقدم لنا السمة التي تتمثل في حاسة الإدراك البصري الذي يقوم الكاتب من خلالها إلي رصد المرئيات التي تساعد في ثراء الحدث ولذلك لم يقدم المفردات المكانية بشئ من التفصيل التي أدت الي وجود خلل فني في القصة الشخصية تقع تحت سطوة الماضي حيث الكرسي المتحرك رمز القهر الماضوي ولم تستطع النهوض لي المستقبل حيث الطير الأبيض رمز الحرية ،فاستدارت راحلة إلي الماضي الي القهر حيث لا تستطيع أن تتحرر ويدل على ذلك غلبة الفعل الماضي في القصة أكثر من الفعل المضارع مما يرمز إلي حالة اليأس والاستسلام والانسحاب إلي الماضي وأنا أرى أن خيط تحريك الحدث هو الفعل الماضي ويقيم الكاتب نوعا من الحوارية بين الماضي والحاضر جاعلا الماضي الباهت البائس ينتصر على الحاضر الجميل البهي ولذلك استخدم الكاتب ضمير الغائب للاشارة الي اخر المهزوم وهو المجتمع ككل وهذه القصة قصة سهلة بسيطة استطاع الكاتب أن يحيلها بشعوره واحساسه إلي عمل فني مبدع