استعاد فريق الشباب ريعان الانتصارات، ووقف من جديد على قدميه، بعدما وجد في مباراة الوصل الفرصة "المثالية" لوضع حد لسلسلة من الهزائم والنتائج المخيبة في الجولات السبع السابقة بعدما حقق الفوز 2-1 . كانت مبارة الشباب مع الوصل مواجهة لغسل الأحزان، واعادة ترتيب الأوراق والخروج من نفق النتائج السلبية، لكنها كانت في الوقت نفسه عصيبة على اللاعبين في ظل الضغوط الكبيرة التي يعانيها كل منهما . انعكس الحذر والخوف من الخسارة على اداء الفريقين، لاسيما الضيف الأصفر الذي أراد الخروج من القلعة الخضراء بأقل الاضرار، أو بنقطة واحدة على أقل تقدير، فتقوقع في منطقته واكتفى بتأدية الدور الدفاعي خاصة في الحصة الأولى، حتى خيل أن الوصل حضر إلى استاد مكتوم بن راشد دون شيكابالا وألفارو . وأسهم تراجع الضيف، في زيادة رغبة أصحاب الارض في أن يخرج الشوط الأول "خضراوياً" فكان التفوق شبابياً وهدد سياو وأدغار ولويز وداوود مرمى راشد علي الذي تكفل بصد كل المحاولات التي كان أبرزها تسديدة وليد عباس من خارج المربع . ولم يفلح الشبابيون "كالعادة" في ترجمة الفرص التي سنحت لهم إلى اهداف، سوى من ركلة ركنية ومن خطأ ارتكب على علي عباس لاعب الوصل الذي سجل في مرماه هدفاً بعد تدخل قوي من حسن ابراهيم . وكان أمام الشباب فرصة لزيادة الغلة، وربما تحقيق فوز تاريخي لو قدر لرجال البرازيلي باكيتا ترجمة ما سنح لهم من فرص، لكن التسرع والرعونة والأنانية أسهمت في تبخر كل الفرص وضياعها تباعاً . ووجد الشباب نفسه في موقف لا يحسد عليه، حين قام شيكابالا بحسنة وحيدة طوال الدقائق التسعين، فمرر كرة بينية إلى راشد عيسى البديل الذي عكسها وتابعها الفارو داخل الشباك مانحا فريقه التعادل . وعكس هدف ألفارو صورة عن سوء حالة الفريق الشبابي، الذي يتألق ويصنع ويهدد من دون أن يعرف كيف "يقتل" المباريات عبر هز شباك الخصوم . ولعل "الفجر الجديد" الذي قد يعول عليه ابناء القلعة الخضراء، تمثل في عدم استسلام اللاعبين للتعادل، والسعي من جديد لخطف هدف الفوز الذي يخرجهم من لهيب دائرة الخطر، حتى جاء الفرج عبر رأسية البرازيلي أدغار الذي سجل أول بصمة ايجابية له في مشواره مع الجوارح في دوري اتصالات، ليخرج هذا الانتصار الفريق من النفق المظلم الذي مر به طوال شهرين ضل فيهما طريق الفوز . وزرع الانتصار الفرح والسرور في قلوب عشاق "الجوارح"، بينما شكلت الهزيمة صدمة جديدة وخيبة أمل لدى كل الوصلاويين، خاصة وان مؤشر الاداء والروح واصل الانحدار الى ادنى مستوياته، حتى تجمد رصيد الفريق عند نقطة واحدة من المباريات الثلاث التي لعبها أمام كل من الجزيرة ودبا الفجيرة والشباب . وشهدت تشكيلة الشباب تعديلات عدة، بعدما قام المدرب البرازيلي باشراك حمدان قاسم في الجبهة اليسرى بديلا عن عبد الله دوريش، في الوقت الذي زج بكل من حسن ابراهيم وعادل عبد الله كلاعبي ارتكاز، ومن أمامهما داوود علي ولويز وسياو، بينما أدى أدغار دور رأس الحربة . حافظ البرازيلي سياو على دوره كمصدر للخطورة ومفتاح للعب، بينما شكل داوود مصدر ازعاج لدفاع "الفهود" بعدما تحرك بلا مركزية، في الوقت الذي كان لويز أقل اداء وفعالية، بينما سعى ادغار للقيام بكل الأدوار حتى تكفل بقطع أكثر من كرة على مشارف مربع الفريق أو تأمين الزيادة العددية عبر التراجع الى الخلف . ولعل فرحة أدغار كانت حاسمة وهو يسجل أول هدف يضمن لفريقه النقاط الثلاث في المسابقة، وفي توقيت حاسم وصعب من المواجهة التي كانت ستكون خسارتها بداية "لأزمة" لا تعرف خواتيمها . ووضح من خلال اللقاء أن "الأخضر" في نعمة فنية أمام سوء حالة الضيف الذي بدا "لا حول ولا قوة" . وبدا الوصل في الجولات الاخيرة "شبحاً" للفريق الذي تألق في الأسابيع الأولى من عمر المسابقة، لا أداء ولا هوية فنية، ولعل الاسوأ عدم امتلاك اللاعبين لرغبة الفوز أو الغيرة أو الحماس أو الروح من اجل تحقيق الفوز والخروج من عنق الزجاجة . ووضح أن الأزمة التي تدور خارج المستطيل الأخضر انعكست سلباً على اللاعبين، الذين بدا بعضهم كأنه يجر أكياساً من الحديد في قدميه، أضف إلى كل ذلك خروج المدافع الاسترالي لوكاس نيل مصاباً بعد دقائق قليلة، واقتصار دور شيكابالا على لمسة الكرة في مناسبتين، الأولى سدد فيها ركلة حرة مباشرة التقطها سالم عبد الله والثانية مرر بها الكرة الى راشد عيسى الذي صنع منها هدف التعادل . سوى ذلك فقد كان النجم المصري "شيكا" بلا رصيد، ولم يستطع أن يشكل علامة فارقة أو يظهر بالمستوى المأمول، حتى افتقد الوصلاويون بدرهم الفني في الليلة الظلماء . لاكومب: الهواء سبب خسارة الوصل رأى الفرنسي غي لاكومب المدير الفني لفريق الوصل ان كل الأمور وقفت وانعكست سلباً في فريقه خلال اللقاء الأخير أمام الشباب ليخرج خاسراً . ولم يتوان المدرب الفرنسي في التأكيد على أن الوصل لم يلعب ولم يؤد بشكل جيد في الشوط الأول، لكن الأداء تحسن وارتفع تدريجياً في الحصة الثانية رغم تقدم الشباب من ركلة ركنية، لكننا نجحنا مرة جديدة في العودة وإدراك التعادل، غير أن المنافس مرة جديدة عاقب الفريق بتسجيل هدف جديد ومن ركلة ركنية مرة جديدة . وأعاد لاكومب إلى أن الفارق البدني لعب دوراً ايجابياً لمصلحة الشباب بسبب تفوق لاعبيهم في الكرات العالية والهوائية، وقدرتهم على استغلال الكرات الثابتة، خاصة مع تعرض المدافع الاسترالي لوكاس نيل مما تسبب في ضعف دفاعي بسبب فقدان الفريق للاعب يتميز بقدرات دفاعية وبدنية كانت ستساعد الفريق على مواجهة العاب المنافس، كما كانت مسؤوليته مراقبة ادغار الذي سجل الهدف الثاني بكرة رأسية . واعترف مدرب الوصل أنه لم يقم بالدفع باشراك اللاعب راشد عيسى الذي صنع هدف التعادل، بسبب الاصابة التي يعانيها اللاعب، حيث وضعنا استراتيجية الدفع به في نصف الساعة الأخير من عمر المباراة، وقد كانت مشاركته ايجابية بعدما نجح راشد في تمرير الكرة التي سجل منها ألفارو هدف التعادل . وفي الختام توجه لاكومب بدعوة إلى لاعبي فريقه بضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل تلميع وتحسين الصورة في المباريات المقبلة . باكيتا: الفوز على الوصل بداية لصفحة جديدة أمل البرازيلي ماركوس باكيتا المدير الفني لفريق الشباب أن يكون الفوز على الوصل بداية لصفحة جديدة ومرحلة جديدة من مشوار "الجوارح" في بطولة دوري اتصالات للمحترفين . واعترف المدرب أن الشباب كان في أمس الحاجة إلى هذا الانتصار الذي سيعيد الشباب بلا شك إلى الطريق الصحيح، بعدما واجه صعوبات على مستوى النتائج في المراحل السابقة التي جاءت سلبية رغم حسن الأداء في العديد من المباريات . وتابع: "لقد لعب الفريقان اللقاء وهما يواجهان ضغوطاً شديدة بسبب تراجع نتائجهما في المراحل السابقة، لذا كان الانتصار هدفا وضرورة لكل طرف، وقد كان التفوق شبابياً بعدما نجح في السيطرة على المجريات من أجل الوصول إلى الفوز عبر تهديد مرمى الضيف طوال فترات اللقاء، لكن لم نستطع ترجمة سوى فرصتين الى هدفين من ركنيتين" . وأضاف: كنا ندرك أننا بحاجة الى هذا الفوز للخروج من مأزق سوء النتائج، بعدما تركت تلك النتائج آثاراً سلبية على اللاعبين وزادت الضغوط عليهم، قبل أن يحالفهم التوفيق أخيراً أمام الوصل، ونأمل أن يشكل هذا الفوز دافعاً وحافزاً للمزيد من الانتصارات . ولم يغفل المدير الفني لفريق الشباب التأكيد على أن مشكلة الجوارح في إهدار الفرص أمام مرمى الخصوم، وهي مشكلة كانت وما زالت تؤثر سلباً في الفريق، وإن كان الفريق وفق في ترجمة فرصتين . وختم قائلاً: لا يزال هناك 4 مباريات، وقد وضعنا هذه المراحل الخمس الاخيرة في اطار تضميد الجراح والعودة إلى سكة النتائج الايجابية بعدما أهدر الفريق العديد من النقاط في الجولات السابقة، خاصة أن الفترة السابقة لم تساعدنا على الزج ببعض العناصر الواعدة .