بقلم : ماهر الكلدي من كان يظن أن يجتمع رأس الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر واليهود والمملكة العربية السعودية والأمارات على رأي واحد ضد الأخوان المسلمين ومن كان كان يتصور أن يجتمع الأمريكان والأوروبيين مع الأخوان المسلمين ضد العلمانيين أنها السياسة لامبادى ثابته ولاقيم محترمة ، ويخطى من يظن أنه قد ألم بالسياسة بشكل كاف الأمر الذي يؤهله للحكم الصحيح على مجريات الأمور فالسياسة تحكمها المصالح من جهة والرأي العام من جهة أخرى ومابين هذا وذاك يكون التوازن وهذا مايستطيع الغرب فقط تحقيقه أما عندنا فلازالت الأهواء والعواطف تحكم ردود أفعالنا . الا ترى اخي الحبيب ان هناك جملة من الأربكات تشوش ذهن المتلقي لأخبار السياسة فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد الأخوان المسلمين يتهمون الأمريكان بأنهم وراء مايحدث في مصر وأنهم من يمول الجيش وحركة التمرد وأيضاً بالأتجاه الآخر تجد الجيش والمتمردين يتهمون الأمريكان بأنهم يسعون لتدمير الدولة المصرية من خلال الأخوان المسلمين !!!! تجد الأمارات والسعودية ضد نظام بشار الأسد ومع الشعب السوري من جهة وتجدهم مع النظام المصري وضد الشعب المصري من جهة أخرى!!!! إذاً السياسة بلا مبدأ ويخطى من يحكم على الأمور السياسية من ناحية شخصية ويخطى أيضاً من يعتقد أن بلدان المسلمين تحكمها تعاليم الأسلام خاصة فيما يتعلق بالسياسية فقد يضحي الحاكم المسلم بارواح المسلمين حتى يحقق مآرب شخصية ويترك تعاليم الأسلام ومبادئه وراء ظهره وقد يعينه بعض العلماء للأسف على ذلك ، لهذا يجب على كل ذي دين وعقل الا يجعل من الأحداث السياسية التي تعصف بنا سبباً للضغائن والأحقاد بين الأقارب والأصدقاء عند التصدي للحكم على حدث سياسي معين ،وينبغي علينا من الأساس عند الحكم على حدث سياسي أن نعرض رأينا على الشرع فأن وافقه فنعم به وأكرم والا فتركه أولى ، وعندما نكون في حالة إرباك بتعدد الأراء الشرعية حول الحدث السياسية فلنعلم أننا أمام فتنة وقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بما نفعله عند الفتن وأن نحفظ الستنا ونلزم دورنا خير لنا من الخوض فيها ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً ورازقنا أجتنابه .