ألغى مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا كان مقررا ليلة الثلاثاء، لمناقشة تطورات الأزمة السورية، والمقترح الروسي بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن رفض بلاده مشروع القرار الفرنسي لأنه يتحدث عن الفصل السابع الذي يجيز اللجوء إلى القوة. وكانت الرئاسة الأسترالية لمجلس الأمن أعلنت أن المجلس سيعقد اجتماعا تشاوريا طارئا الثلاثاء الساعة 16.00 (20.00 ت غ) بشأن سوريا. وأفاد دبلوماسيون أن هذه المشاورات المغلقة تأتي إثر إعلان بريطانياوفرنسا والولايات المتحدة عزمها على تقديم مشروع قرار الثلاثاء في شأن الأسلحة الكيماوية في سوريا. وأبلغت روسيافرنسا بأن اقتراحا بتبني قرار من مجلس الأمن الدولي يحمل الحكومة السورية المسؤولية عن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية غير مقبول. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن موسكو ستقترح مسودة قرار للأمم المتحدة يؤيد مبادرتها الخاصة بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية. موقف واشنطن وفي واشنطن أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، رغبته في تأجيل أي تصويت، لإعطاء فرصة للمساعي الدبلوماسية. وكان أوباما بدأ اجتماعا مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، وسط تراجع دعمهم لضرب سوريا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما سيطالب الكونغرس، خلال خطابه مساء الثلاثاء، تفويضا بشن عمل عسكري ضد سوريا. ومن جهته قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن بلاده لن تستطيع الانتظار طويلا لتنفيذ مقترح روسيا الخاص بوضع أسلحة سورية الكيماوية تحت الإشراف الدولي، في وقت وأكد كيري، خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، الثلاثاء، أن الرئيس السوري بشار الأسد "يهدد أمن حلفائنا وأصدقائنا بالمنطقة، ويهدد أمن الشرق الأوسط بأكمله". واعتبر أن الدبلوماسية كانت خيار الرئيس باراك أوباما الدائم، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن "عازمة على محاسبة الأسد على استخدام الكيماوي". وقال إن الرئيس السوري "اختار القوة لتحدي المجتمع الدولي وعليه أن يتحمل عواقب ما قام به". وأكد كيري مجددا أن الضربة المقترحة ضد سوريا ستكون "محددة"، مشددا أنه "لن يكون هناك جندي أميركي على الأرض". ومن جهته أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل دعمه قرار الرئيس الأميركي اللجوء إلى الكونغرس لاتخاذ قرار بشأن الضربة ضد سوريا. واعتبر هغل أن من من مصلحة واشنطن القومية ردع الأسد عن استخدام الكيماوي مجددا، بيد أنه أشار إلى أنه ليس من السهولة اتخاذ قرار بشأن الضربة العسكرية. واعتبر أن تهديد واشنطن العسكري لسوريا يجب أن يظل قائما، وأكد أن "عدم التحرك سيشجع ديكتاتوريات ومنظمات إرهابية". دمشق مستعدة للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وفي دمشق أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده التخلي عن مخزونها من السلاح الكيماوي، والانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال المعلم إن دمشق مستعدة لكشف أسلحتها الكيميائية ووقف إنتاجها، وعرض المنشآت أمام ممثلين عن روسيا وبلدان أخرى والأمم المتحدة. كاميرون يطالب بجدول زمني ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه ينبغي أن يكون هناك جدول زمني وآلية واضحة، تضمن تنفيذ المقترح الروسي بشأن سوريا. وقال كاميرون إن حكومته تعتبر مسألة التخلص من الترسانة الكيماوية السورية، والتي وصفها بالأكبر في العالم، أمرا في غاية الأهمية. * سكاي نيوز