طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الكونغرس الثلاثاء، على ألا يقصر التفويض البرلماني بتوجيه ضربة إلى سوريا على "لحظة معينة"، قائلا إن الجيش الأميركي "لديه خيارات لضربات متابعة لو أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية في المستقبل". وقال كيري في جلسة لمجلس الشيوخ مشيرا إلى الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة: "لو بلغت به حماقته حد أن يفعلها ثانية فإن الجنرال لديه خيارات للمتابعة".
وأضاف وزير الخارجية: "من المهم أن يعرف الأسد نفسه أنكم لم تقصروا التفويض على لحظة معينة فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية".
وقال دمبسي إن روسيا "قد تزيد مساعداتها العسكرية لسوريا"، إذا وجهت واشنطن ضربة، لكن هذا في نظره "ليس سببا للتردد في اتخاذ إجراء".
وتابع: "بعض المؤشرات تنبئ بأن الروس أكدوا لدمشق أننا إذا دمرنا شيئا فإنهم باستطاعتهم إحلاله".
وحث كيري ووزير الدفاع تشاك هغل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، على دعم قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الضربة العسكرية على سوريا.
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور روبرت منندز، إنه يأمل أن يتم صياغة قرار للمجلس بشأن استخدام القوة العسكرية في سوريا بنهاية الثلاثاء، حتى يمكن للجنة التصويت عليه يوم الأربعاء.
وقال في جلسة للجنة عن سوريا، إن زعماء اللجنة وموظفيها يعكفون على صياغة مشروع قرار سيسمح لحكومة أوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه يضمن ألا يكون تدخلا مفتوحا "خاصة عدم نشر قوات برية على الأرض".
وقال كيري: "لدينا أدلة مادية عن أماكن إطلاق صواريخ السلاح الكيماوي وتواريخ إطلاقها، ولدينا أدلة مادية تشير إلى كل نقطة جغرافية تم استهدافها، وفي غضون دقائق دوت وسائل الإعلام بصور وحشية عن الأضرار التي نتجت عن ذلك، من قتلى وجرحى ودمار، وهذه الصور حقيقية لم يتم اختلاقها".
وأوضح: "نحن نعتبر أن السلاح الكيماوي في سوريا يهدد أمننا وأمن المنطقة، العالم لا يتساءل ما إذا كان نظام الأسد نفذ أسوأ هجوم في القرن 21، لكنه يتساءل الآن إذا كانت الولاياتالمتحدة ستلتزم الصمت وتسمح بمرور هذه الجريمة من دون عقاب".
وتساءل كيري عن نتائج الصمت قائلا: "ما هي الرسالة التي نبعثها إذا لم نتحرك؟ سنسمح بذلك للأسد أن يستخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، ويمكن له أن يقرأ صمتنا كإذن لاستخدام الأسلحة البيولوجية في المستقبل، ما يسمح أيضا لديكتاتوريين آخرين باستخدام الكيماوي"، وضرب مثلا على ذلك حزب الله اللبناني.
ووصف كيري الأسد بالغباء إن حاول الرد على الضربة قائلا "البعض يخشى من رد النظام السوري، إذا كان الأسد غبيا بما فيه الكفاية كي يرد على ما نستهدف ردعه سيكون أغبى الأغبياء" وقال إنه "حتى إيرانوروسيا تقولان إن استخدام الكيماوي غير مقبول".
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل تأييده ضربة عسكرية لسوريا وقال "أؤيد قرار الرئيس بالحصول على التفويض من المجلس بضرب سوريا، فاستخدام الكيماوي يهدد أمننا وأمن حلفائنا بالمنطقة ولا يمكننا أن نسمح بحصول المتطرفين كحزب الله على السلاح الكيماوي".
وأوضح أنه "لا بد للعالم أن يعرف أن أميركا ستبرهن من خلال الأفعال أن استخدام الكيماوي غير مقبول، فأهدافنا العسكرية في سوريا هي الحد من قدرات الأسد على شن هجمات مماثلة، ولدينا القدرات العسكرية في المنطقة للقيام بمثل هذه الضربة، ونحن مستعدون للتحرك عندما يصدر الرئيس قراره".
وأشار هغل على أن أميركا تتشاور مع حلفائها بالإمارات وتركيا والسعودية لحشد الدعم اللازم، وأن عدم التحرك يعرض مصداقية الولاياتالمتحدة للخطر، وأضاف "نحن ملتزمون بتقديم دعم إضافي للمعارضة ولكن لابد من مساءلة الأسد أمام المجتمع الدولي لاستخدامه الكيماوي.
من ناحيته، أيد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت منندز، الضربة العسكرية على سوريا بقوله إن الهجوم الكيماوي يجب ألا يمر دون عقاب.
وأوضح منندز أن "التدخل العسكري ليس بالقرار السهل في سوريا أنا أدعم قرار الرئيس باراك أوباما باستخدام القوة العسكرية ضد الجريمة البشعة ضد الإنسانية"، وأضاف أن "عواقب البقاء مكتوفي الأيدي ستكون كبيرة".
وأشار إلى أنه "لابد من أن نضع مصالحنا الشخصية جانبا ولابد أن نتخذ القرار المناسب بالوقت المناسب، والتفويض الذي نسعى إليه هو بشأن عملية محدودة مركزة لا تشمل نشر جنود أميركيين"، وأضاف "نحن تعبون من الحرب لكننا لسنا مستعدين لإسكات ضميرنا، ولا ننوي أن نشهد مذبحة كيماوية أخرى لأن البعض يريد استخدام الفيتو بالأمم المتحدة".
وبخصوص استخدام الكيماوي أكد منندز على أن النظام السوري هو الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وقال "الحكومة السورية قامت بالهجوم الكيماوي ونعلم أن بشار الأسد يملك الأسلحة الكيماوية، ولدينا أدلة على استخدام الكيماوي على نطاق أضيق العام الماضي بضواحي دمشق ولم تكن المعارضة التي استخدمت غاز السارين".
وأشار إلى أن "علماء سوريون كانوا يعملون بضواحي دمشق في 18 أغسطس وصولا إلى اليوم الذي وقع فيه الهجوم، ولدينا معلومات من الأقمار تؤكد استخدام غازات خانقة".
وعن الأدلة السرية الأخرى أوضح منندز أنه سيتم النظر بها في جلسة مغلقة.