أعلنت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا عن حملة بعنوان: (نحو حقيبة أقل وزنًا من أجل صحة الطالب) بينما جزم العديد من التربويين أن حمولة حقيبة الطالب يفوق قدراته العضلية، وسواء كان هناك اختلاف أم اتفاق يبقى المنطق هو الفيصل، وما قصدته هو منطق التربية وميدانها الفسيح، والذي يقول: -بغض النظر عن هذا وذاك- تبقى الأجهزة الذكية هي الوسيلة لتطوير المناهج في الوقت الحالي، بحيث يكون هناك استخدام للكمبيوتر في كل صغيرة وكبيرة، من حيث الواجبات المنزلية أو تقديم عرض الدرس ومحتوياته، أو طرق الإثارة من المعلم أو المعلمة -كما هو الحال لأقطار أخرى- والتي نهجت ذلك النهج منذ سنوات غير بعيدة. وعندما ننظر إلى عدد الطلبة والطالبات بالمملكة -كما هو معلن رسميًا- نجد أن لدينا خمسة ملايين طالب وطالبة، وبحسبة بسيطة جدًا وسريعة نجد أن لكل طالب تقريباً في الفصلين الأول والثاني من خلال تجربتي لربع قرن في التعليم، أقول لكل طالب عشرة كتب مطبوعة لمختلف المواد الدراسية، وبذلك تكون النتيجة رقم خيالي وكبير جدًا، حيث يتم طباعة -أقل تقدير- حوالى 100 مليون كتاب ومنهج للفصلين لعموم طلابنا، بالطبع هذه هي الحصيلة المبسطة في كل الأحوال للعام الدراسي الواحد فقط، ناهيك عن المراحل العليا والتي تفوق موادها للفصل الدراسي الواحد أربع عشرة مادة، ولكن كنسبة وتناسب نجد ذلك الرقم المذهل. وبالمرور عزيزي القارئ إلى تكلفة تلك المطبوعات من مؤلفين وخبراء وبحث وتحرّي وطباعة وإخراج وسيناريو نجد أن الإجمالي يفوق بمقدار واسع جمع ذلك كله للحاسوب وإدراجه كمنهج مستمر للطالب لعدة سنوات دون إتلاف -كما هو المعمول به نهاية كل فصل وعام لكتبنا ومناهجنا- ومصيرها المعروف للحرق والإتلاف. يضاف إلى ما سبق أن استخدام أجهزة الحاسوب تتماشى بشكلٍ مستمر مع عجلة المعرفة والتقدم اليومي المتبع، فلنفترض أن هناك تجديد للمعلومة بذاتها، فلن نستطيع تغيير ذلك المنهج والكتاب أثناء سير العام الدراسي، باعتباره منهج قائم وتم توزيعه بداية العام ويؤخذ به حتى نهاية الفصل الدراسي، بينما نستطيع تدارك ذلك عن طريق استعمال الحاسوب في تو اللحظة، وبذلك نتخلص من الجدل الذي قد لا يستحق الخوض فيه أصلاً من حيث حمولة حقائب الطلبة والطالبات، فلسنا بحاجة -حسب اعتقادي- إلى وضع ميزان داخل كل مدرسة يُرجِّح كفة الرهان، لمصلحة مَن على مَن..!. عبدالله مكني - الباحة