قد تجد أي إنسان منذ طفولته يحلم بأن يكون قائد طائرة، وهو حلم جميل لمهنة أجمل، ولكن من أجل أن أكون طيارًا لا بد أن أحرص على أن ألبي احتياجات هذه المهنة من مختلف جوانبها، وما تتطلبه مني حتى أكون متميزًا، والحق يُقال بأننا جميعًا نفخر بطيارينا السعوديين، والذين نسعد بمعيتهم دومًا على رحلات الخطوط السعودية، سواء على الرحلات الداخلية أو الدولية، ونعتز بهم أكثر حينما نسمع عن مستوى التأهيل العالي الذي يحصلون عليه حتى أصبحوا موضع افتخار الوطن بهم وبإمكاناتهم. وما دعاني للتطرق لهذا الجانب بأن أحد أقاربي ممن درسوا الطيران بعد تخرجه من الثانوية، وكنت أفتخر بحماسه وبحبه لعمله وحبه لمؤسسته العريقة الخطوط السعودية، وما يخضع له من برامج تدريبية مكثفة سواء نظرية أو عملية وساعات مطلوب منه اجتيازها، حتى تستطيع أن تطلق عليه أنه طيار، وحسب وصفه لي وشرحه الموجز أفادني بكون أنه درس الطيران وعاد إلى أرض الوطن؛ فهذا لا يعني أنه مؤهل تأهيلًا كاملًا للطيران، فكلنا سمع عن شراء شهادات الدكتوراة، فما المانع من أن يقوم شخص بشراء شهادة طيران.. وهو الأمر الذي استوقفني كثيرًا حينما شاهدتُ الحملات الهجومية من قِبَل البعض الذي درس الطيران على حسابه، واتجه لبعض وسائل الإعلام لطرح قضيته بصورة مبالغة، موحية للجميع بأنهم على مستوى عال من التدريب والتأهيل الذي يُمكِّنهم من قيادة طائرة وتحمُّل مسوؤلية ركابها وسلامتهم، وقيادة من يعاونهم من ملّاحين.. وقاموا يصبّون جام غضبهم على الخطوط السعودية من عدم قبولها لهم بشكل فوري، وهو ما دعاني لأن أتساءل وأوجه هذا السؤال ليس للطلبة الحاصلين على الشهادات، بل أسأله لأولياء أمورهم، وطبعًا مع فارق التشبيه، وهو: لو أن شخص منكم أتى بسائق لكي يقضي له مشاويره والتزاماته الخاصة؛ ويحمل في يده رخصة قيادة، فهل سيأمن فورًا بأن يُسلّمه السيارة مع عائلته وأبنائه، أم أنه سيقوم بإجراء اختبار دائم ليضمن سلامة أبنائه وأهله؟ وهو سؤال يطرح نفسه لكل ولي أمر ولكل شاب أيضًا، فكيف لنا أن نطلب من شركة طيران بأن تقبل هذا الشاب دون أن تجري معه الإجراءات المطلوبة، ونقوم بممارسة الضغط الإعلامي، بالإضافة إلى تخصيص محامي، ونتهمها بعدم الاهتمام بأبناء الوطن؟ فهل العيب في الشاب الذي لم يجتز الامتحانات المطلوبة، أم العيب في الاختبارات، وإذا كان العيب في الاختبارات، إذن كيف اجتازها من أصبحوا الآن من كبار قائدي الطائرات. أيمن خالد مندورة - جدة