د. طلال سليمان الحربي بعد أن تبيّن للعالم أجمعه أننا حين وصلت الأمور إلى درجة كانت معها أن خُطِّط إلى إقصاء دولة عربية بحجم مصر، وشعب مصر، وإخراجه من المعادلة العربية الإسلامية من خلال إدخاله في صراعات داخلية ومحاولة فرض أجندة الإخوان المسلمين التي لو نُفِّذت لرأينا مصر خارج الإطار العربي والقضايا العربية أتت الرياض بقيادتها الحكيمة لتضع النقاط على الحروف، ولتضرب بيدٍ من حديد وتتمسك بالعربية الإسلامية المصرية، وتبذل من أجلها الغالي والنفيس، بعدما خُيِّل للأعداء شرقًا وغربًا أن مصر خرجت الآن من المعادلة، واطمأنوا لذلك، فأتى موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليهدم ما بنوه من أحلامٍ خبيثة على رؤوسهم، فمصر عربية إسلامية وفيها خير جند الأرض المرابطون حتى يوم الدين. بالدعم السعودي إلى الشقيقة مصر، وفي الوقت المناسب، وحين ألجم سعود الفيصل كل الغرب وعلى رأسهم إدارة أوباما الداعمة والمؤيدة للحكم الإخواني، لأن إدارة أوباما والغرب كله يعرفون جيدًا أن الحكم الإخواني هو أبعد ما يكون عن الحكم الإسلامي لذلك لا يخافونه، ولأن التقارب المصري الصفوي لم يكن ليكون إلاّ في عهد الإخوان، ولأن هذا الحلف متبوعًا بالحلف الصهيوني هو في عهدة واشنطن، وكلهم في النهاية عينهم على أرض الحرمين مهد الحضارة الإسلامية، إلاّ أنهم يمكرون، والله خير الماكرين. لم يتحدثوا عن موقف الرياض من مصر ودعمها للأخوة هناك، لم يتحدثوا عن تحدي الرياضلواشنطن والغرب، لم يتحدثوا عن إفشال مخطط تدمير مصر وتسليمها على طبق من ذهب لطهران، وبالتالي لتل أبيب، بل كل ما كبّوا أنفسهم عليه هي حزمة المساعدات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للأشقاء في القاهرة لدعم الاقتصاد المصري. يتمنون القلاقل والاضطرابات لبلادنا، وأنا أقول لهم: خسئتم بما تتمنون، سنكون في نجد والحجاز، وفي كل مدينة وشارع وحي في المملكة، الصغير قبل الكبير والمريض قبل الصحيح والكهول قبل الشباب، سيتحدّث عنا العالم كله، أننا على العهد باقون يا خادم الحرمين الشريفين، نصرخ أن «سر بنا ونحن من ورائكم» مرفوعي الرأس، لا نركع إلاّ لله، ينطق بها الجنين في بطن أمه أن الحمد لله أنني من أرض الحرمين الشريفين، وقائدي خادم الحرمين.. فلم ولن تبخل قيادتنا الرشيدة على صرف المليارات لتنمية البلاد وخدمة المواطنين، فما صُرف على التعليم -مثلاً- هو الأعلى في العالم، متجاوزًا 204 مليارات ريال. هي دعوة بكل صراحة لكل الشعب السعودي أن ردوا عليهم وأظهروا حقيقة موقفنا السعودي، أننا كلنا عبدالله، وأننا نحمي الوطن بأرواحنا، ونفتديه بدمائنا، لنكون الحق في وجه الباطل، وتزغرد لها الشامية في دمشق، والبحرينية في المنامة، تغني بها الحرة في القاهرة، من أجل عهدك، وعلى عهدك باقون ما شاء لنا الله أن نكون يا أبا متعب، فأنت تعيد الأمل من جديد في الأم الفلسطينية، إننا وإن طال الزمان فنحن قادمون. [email protected]