مضى على الناس حين من الدهر وهم يتحدثون عن خالد الفيصل الأمير، ابن الملك، والإداري، والشاعر، والرسام، ومع ذلك كله فإنهم يعرفون ويعترفون بأن الأمير خالد الفيصل متحدث جيد، حاضر البديهة ومستقيم التفكير، غير أنه هذا العام، وفي كلمته في حفل افتتاح سوق عكاظ قد ولج بابًا جديدًا، من خلال اعتماده أسلوب الخطيب وطريقة الخطبة، ولعل مفتاح ذلك موجود في الجملة الأولى حيث قال: (لا يعتلى صخرة ابن ساعدة.. إلا مغامر) ولهذا يحضر جدنا الأول خطيب العرب المشهور قس بن ساعدة الإيادي مثلما حضر منهج الخطبة في الإيقاع وتوزيع الفقرات (إيه عكاظ.. هل جحدناك فجحدتنا.. أم أضعناك فوجدتنا) وذهب عميقًا في الترميز والإيحاء والاعتداد بالتجنيس البلاغي، يقول: (واشهد يا عكاظ أننا لا نحقق الوحدة ونقف.. بل نبني عليها المستقبل ونقف) وكذلك يستحضر خطاب الأوائل من الخطباء في انفتاح الخطبة على قضايا الحياة والمجتمع في منعطفاتها الاجتماعية والسياسية ليصل صوت الإسلام المعتدل، وصوت السلام والأمل، من منبر عكاظ، إلى الآخر في شتى بقاع الله الواسعة. كما حضرت لغة الفصحاء الأوائل من خطباء العرب الخلص، يقول: (واشهد يا عكاظ.. واشهد يا عكاظ.. واشهد يا عكاظ..). هكذا يتجدد فن الخطابة العربية وفق متطلبات العصر، وبأساليب تجمع بين الأصالة والمعاصرة.. ليقدم الفيصل رسالة معرفية ثقافية إلى العالم.. من خلال عكاظ.. ولقد بلّغت يا خالد الفيصل.. نعم بلّغت.. وليشهد عكاظ.. والله يشهد.