افتتح أمس سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس ادارة موانئ دبي العالمية، رسمياً فعاليات معرض ومؤتمر سيتريد الشرق الأوسط ،2012 الحدث الأبرز في المنطقة لقطاع الملاحة البحرية، بحضور أحمد بن بطي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة مدير عام جمارك دبي، وحشد من كبار الشخصيات الحكومية وقادة القطاع البحري في المنطقة وكريس هايمان، رئيس سيتريد التي تنظم الحدث . يشهد الحدث، الذي ينعقد مرة كل سنتين، ويستمر حتى يوم الخميس 29 نوفمبر الجاري، مشاركة عدد كبير من الجهات المختصة والشركات الرائدة المعنية بالقطاع البحري بما فيها شركات الملاحة والموانئ البحرية والممولين من المنطقة والعالم . ومن المتوقع أن يستقطب هذا العام أكثر من 7 آلاف مشارك من 67 دولة . ويسلط سيتريد الشرق الأوسط، الذي ينعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الضوء على العديد من القضايا والتحديات الراهنة والمستقبلية التي يواجهها القطاع البحري في المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالتجارة والملاحة البحرية وتداعيات القرصنة على حركة الملاحة وعمليات الأوفشور والموانئ البحرية وخدمات الطاقة . من جهة أخرى اتفق المشاركون في مؤتمر سيتريد الشرق الأوسط على أن قطاع الشحن البحري مازال يواجه تحديات وإن تعافى الأداء العام نسبياً من تبعات الأزمة المالية العالمية، وأجمعوا على أن أبرز التحديات أمام القطاع تكمن في انخفاض مستويات النمو والتعرفة أيضاً إضافة إلى القرصنة البحرية . وقال جمال ماجد بن ثنية، نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية ومجموعة الموانئ والمنطقة الحرة العالمية في دبي: "بعد فترة نمو تراوحت بين 12 و15 في المئة في السنة حتى عام ،2008 نشهد الآن نمواً بنسبة تتراوح بين 2 و3 في المئة، وهذا سوف يستمر لسببين بما فيهما التعرفة القليلة والعوائق الموضوعة أمام التجارة العالمية" . ووصف ابن ثنية مستويات النمو الحالية بكونها أقرب للركود . ولفت ابن ثنية في كلمته إلى أهمية تركيز صناع القرار على إزالة العقبات أمام التجارة الدولية، وقال إن صورة العالم اختلفت وتحولت كليا منذ الأزمة المالية العالمية عام ،2008 فبعد أن كان الفكر السائد هو العولمة بحيث أصبحت الدول مناطق، ومن ثم صارت الصورة الأكبر هي العالم الواحد، لكن الوضع تبدل لتنكمش كل منطقة وكل دولة على نفسها للتركيز على مشكلاتها الداخلية الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً مع تفاقم المخاوف من الحمائية وتبعاتها على حركة التجارة العالمية . ولفت ابن ثنية إلى كون وضع الشرق الأوسط مختلفاً على هذا الصعيد فمستويات النمو إيجابية، وقال: "لم يشهد القطاع على مستوى المنطقة تراجعا في النمو سوى عام ،2009 ومن ثم عاد للنمو مجدداً وبإيقاع مستقر" . وتوقع أن يواصل القطاع في المنطقة النمو مؤكداً أن شركات المنطقة والموانئ الإقليمية تواصل توسعة طاقاتها الاستيعابية للوفاء بالنمو المطرد في الطلب . وعقدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سيتريد الشرق الأوسط يوم أمس بدبي بمشاركة عدد من خبراء وقادة القطاع البحري من المنطقة والعالم، وشهدت الجلسة مناقشات واسعة حول التحديات الحالية والمتوقعة التي يواجهها القطاع والحلول المقترحة لمجابهتها أمام حشد كبير من المشاركين المعنيين بالقطاع من 67 دولة . ومن جانبه قال علي عبيد اليبهوني مندوب الإمارات الدائم لدى أوبك والرئيس التنفيذي لشركة أدناتكو في أبوظبي إن قطاع الشحن البحري لعب ومازال دوراً تاريخياً بالنسبة للإمارات ودول مجلس التعاون . وتحدث عن أبرز التطورات على مستوى القطاع في الأعوام الأخيرة، قائلاً إن دول المنطقة، وعلى رغم التحديات مازالت تواصل النمو وتوسعة الطاقة الاستيعابية للتجارة البحرية . وأوضح أن هذا يرجع إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى لدول المنطقة حتى يكون لها الهيمنة على السفن التي تحمل صادراتها إلى العالم . وقال: "لدينا اليوم القدرة على تصدير الغاز الطبيعي والسلع الأساسية، لكننا مازلنا نفتقر نسبيا للقدرة على شحن نفط أبوظبي الخام وهذا ما نعمل على تحقيقه في المرحلة الراهنة" . وتحدث عن الجهود الحثيثة لتشجيع المهارات المحلية وتدريب المهارات من المواطنين، وأوضح أن عدد المتدربين أكثر من 300 مواطن من الكفاءات الفاعلة في القطاع . ولفت في كلمته إلى التحديات أمام القطاع وأبرزها من وجهة نظره القرصنة البحرية التي تكبد القطاع الكثير من الخسائر، وقال إن العبء هنا يقع على عاتق الحكومات التي يجب أن تعمل على حل السبب الرئيس للقرصنة والمتمثل في غياب الاستقرار السياسي في بعض المناطق . وقال الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس ادارة "أسري" البحرينية، خلال الجلسة الافتتاحية التي أدارها الإعلامي جيريمي تومسون من محطة سكاي نيوز الإخبارية، إن: "ما يواجهه القطاع البحري في منطقتنا أمر مثير للقلق خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي على أساس أننا منطقة استيراد بحتة" . وأضاف الشيخ آل خليفة: "في الواقع ولسوء الحظ، عادة ما تأتي التغييرات مجتمعة لا سيما في مجالات القطاع البحري مع ما يشهده من تحديات كبيرة بما فيها حجم الركود وارتفاع أسعار الوقود وتراجع أسعار الأصول والقرصنة البحرية والتأمين . إنها تحديات كبيرة وتدور ببطء، لكننا سنعمل بمثابرة على وضع الحلول المناسبة لها" . تكريم شخصيات وشركات في جوائز "أوسكار" القطاع البحري دبي - "الخليج": ضمن أسبوع دبي البحري تم تكريم شركات ومؤسسات وشخصيات من قطاع الأعمال والشحن البحري في أنحاء المنطقة في حفل الجوائز السنوية لسيتريد الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية . وقدمت الجوائز التي تشتهر بلقب جوائز "أوسكار" القطاع البحري في مأدبة عشاء كبرى أقيمت في منتجع أتلانتس بجزيرة النخلة في دبي بحضور ما يزيد على 900 من أشهر الشخصيات في قطاع الأعمال والشحن البحري في المنطقة . وقال كريس هايمان رئيس مجلس إدارة سيتريد: "حطم حفل الجوائز هذه الأرقام القياسية السابقة، إذ استقطب ترشيحات وجوائز أكثر من ذي قبل وحضور أكثر من 900 ضيف للحفل، ما يدل على المناخ الجيد للسوق" . وأضاف قائلاً: "كما نعلم جميعاً يمر قطاع الأعمال البحرية العالمي بأوقات صعبة، فآثار الأزمة المالية والركود في الاقتصاديات الغربية انعكست سلباً على العديد من قطاعات السوق مع حدوث خلل غير مريح في العرض والطلب والذي يتوقع البعض أن يستمر لعامين أو أكثر، وهذا يترافق مع بيئة التشغيل ذات التكاليف العالية والقوانين المعقدة إلا أن ذلك ليس إلا جزءاً من الصورة الكاملة، وكانت لدينا الفرصة للتركيز على بعض أسباب التفاؤل" . وتم تحديد موعد الدورة المقبلة لجوائز سيتريد الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية في العام المقبل ليوم الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في دبي .