الجمعة 20 سبتمبر 2013 11:17 مساءً عندما شارك فريق من الجنوبيين في مؤتمر حوار صنعاء تحت مسمى فصيل مؤتمر شعب الجنوب الذي يتزعمه القيادي الجنوبي المخضرم الأخ/ محمد علي أحمد تعالت أصوات ملايين من الجنوبيين في ساحات الحرية والاستقلال بالرفض التام لتلك المشاركة, لم يكن بن علي وفريقه مقرين بتمثيل شعب الجنوب بجميع مكونات حراكه السلمي لكن تسميت مؤتمرهم الأول في عدن جاءات على عجل وبدون تأني فكانت تحمل أسم مؤتمر شعب الجنوب وهو ما زاد كثير من الجنوبيين غيضا إلى غيضهم ضد بن علي وفريقه المشارك في فخ مؤتمر صنعاء. كان بن علي أكثر وضوحا من غيره فيما يخص هدفه من المشاركة في مؤتمر الحوار, فقد ذهب إلى صنعاء مناديا باستعادة الدولة وحق تقرير المصير, أستطاع بن علي أن يكون بمثابة كبير المفاوضين الجنوبيين وذلك بما أمتلكه الرجل من دهاء سياسي وتجربة عميقة تستدعي الصلابة والليونة معا مستمدا ذلك من المقولة المشهورة(لا تكن صلب فتكسر ولا ليًنا فتعصر), أدرك هو ومن معه أن الحوار على طاولة المفاوضات ليس بأقل شأن من المواجهة في ساحات الوغى والقتال فكان لابد من الكر والفر بين الحين ولأخر والتهديد والترغيب في أحيانا ومحطات أخرى مشابهة. أستطاع بن علي وفريقه من تسجيل مواقف جنوبية شجاعة وصلت على اثر تلك المواقف أصوات الجنوبيين إلى أسماع المجتمع الدولي ورعاة المبادرة الخليجية, فكانت رؤية فريق بن على لحل القضية الجنوبية تنص بالحرف الواحد على حق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية بكامل هويتها. أعلن بن علي بعد تقديم الرؤية انسحابا من مؤتمر الحوار وطالب بحوار ندي بين الشمال والجنوب وأشترط أن يكون الحوار الندي في دولة عربية أو أجنبية وبرعاية دولية وخليجية لكن انسحابه لم يدم طويل ولم يكن جواب نهائي مثلما توقعه غالبية الجنوبيين, عاد بن علي إلى صنعاء بعد وعود من ممثل الأممالمتحدة ورعاة المبادرة الخليجية بالنظر في طلبة وفتح حوار ندي مصغر, قبل بن علي الدعوة متخليا عن نقل الحوار إلى دولة أجنبية من باب أيمانه بالمثل الشعبي القائل (اتبع الكذاب إلى داره) , أراد بن على سد جميع الذرائع أمام الطرف الأخر ورمي الكره في مرمى الخصم بقبوله حوار ندي لمجموعة ال 16 أي 8-8وهذه ألطريقه السلسة التي أنتهجها بن علي وفريقه أربكت قوى سياسية وقبلية في صنعاء حتى فقدت الصواب وقرر من قرر من تلك القوى مقاطعة أعمال المؤتمر والانسحاب من أعماله. بقي ألان لبن علي كما قطع على نفسه عهدا أن لا يتراجع قيد أنمله عن هدفه في استعادة الدولة وحق تقرير المصير وذلك بقبوله دولة اتحادية من إقليمين فقط هما الشمال والجنوب وعندها نستطيع القول أن بن علي قد أوفى بعهده أن تحقق له ذلك ولعله أي (بن علي) سيدخل بوابة التاريخ من أوسع أبوابة أن أستطاع فرض رؤيته وسيكون محط احترام وتقدير نسبة كبيرة من أبناء الشعب الجنوبي , وأما إذا لأسمح الله وأن قبل بن علي بفدرالية أقاليم متعددة فأنه سيرتكب أكبر جريمة في حق شعبه ووطنه الجنوب والتي لن يغفرها التاريخ له, ولكننا نأمل على ثقة به وفريقه إن لا يرتكب مثل هذا الخطاء الجسيم في حق شعب ووطن تواق للحرية والاستقلال وإن يفضل بن علي وفريقه الانسحاب النهائي في حال عدم قبول فدرالية من إقليمين فقط لا ثالث لهما.