تحتل إمارة عجمان موقعاً متميزاً من بين إمارات الدولة، لما تتسم به من خصائص وسمات فريدة، أصبحت ظاهرة للجميع من بعد قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر عام 1971، وبدأ ظهور ثمرات الاتحاد على مختلف مناحي الحياة في مختلف ربوع الدولة وإماراتها ومنها إمارة عجمان، التي يقول الأستاذ أحمد أمين المدني عن أصل اسمها: إنها ليست عجمان، بل هي "عيمان". وعيمان، هي تصغير عُمان بالصيغة العامية، أي دولة عُمان الشقيقة؛ لأن أرض إمارة عجمان خصبة، وهواؤها مثل عُمان. وقد قلبت اللفظة إلى عجمان بعد أن حل بيننا الإخوة العرب فاعتقدوا أن حرف الياء في "عيمان" مقلوب عن الجيم، وهو شائع في المنطقة، فسموها عجمان. (عجمان) - بالرغم من أن إمارة عجمان تعتبر من أصغر إمارات الدولة مساحة، حيث تبلغ 259 كيلومتراً مربعاً، وبهذه المساحة، فإنها تعادل 33ر0% من مجموع مساحة دولة الإمارات، إلا أن لها وضعها المميز داخل كيان دولة الاتحاد، بفضل جهود أبنائها الفاعلة بالمساهمة في مسيرة التقدم والتطور التي شهدتها الدولة منذ قيام الاتحاد وحتى الآن. ملامح النهضة وبالنظر إلى أبرز ملامح النهضة الحضارية والعمرانية في إمارة عجمان، التي أصبحت ظاهرة للجميع بعد انطلاق اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل جهود المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه من الرعيل الأول من الشيوخ الذين ترعرعت على أياديهم الخضراء شجرة الاتحاد الوارفة التي أظلت جميع أبناء الإمارات والتي حافظ عليها وسار على نهجهم القويم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.. بالنظر إلى تلك الملامح، نجد أن أغلبها الأعم يأخذ أشكالاً مبهرة من الإعجاز الحضاري المدهش، لما نجده من شبكة طرق على أعلى مستوى ومرافق عامة تضاهي أحدث المجتمعات إن لم تتفوق عليها في كثير من الأحيان، وكذلك انتشار المباني الحديثة والمدارس والجامعات المختلفة ذات المستوى التعليمي الراقي والذي يتناسب مع السمعة الكبيرة التي اكتسبتها إمارة عجمان مثل سائر إمارات الدولة من حيث اهتمامها بالتعليم والثقافة بفضل الرعاية الحكيمة لأصحاب السمو الشيوخ، الذين أولوا التعليم والثقافة بأشكالها المختلفة اهتماماً خاصاً تجلى في ظهور العديد من الكيانات الثقافية التنويرية المهمة التي لم تقتصر فقط على إمارة عجمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بل امتد أثرها إلى بقية دول المنطقة عبر استضافة وتعليم أعداد كبيرة من أبناء وبنات منطقة الخليج العربي داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة المنتشرة في عجمان. التركيز على التعليم وتبرز أهمية التركيز على التعليم في إمارة عجمان بعد ظهور دولة الاتحاد إلى النور، لكونه أحد أهم الركائز الأساسية لصناعة أجيال جديدة قادرة على الاستمرار في العطاء والسير على طريق التنمية والتطوير الذي تنهجه الإمارة. ومن هذا المنطلق، تولي الإمارة قطاع التعليم اهتماماً خاصاً، ويتضح هذا جلياً في النمو الواضح في عدد المدارس والهيئات والكوادر التعليمية، حيث يصل عدد المدارس في عجمان إلى 42 مدرسة حكومية و21 مدرسة خاصة، موزعة بين 17 مدرسة للذكور، و17 مدرسة للإناث، و29 مدرسة مختلطة، تخدم قرابة 75 ألف طالب وطالبة، تضم إمارة عجمان جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة بريستون، اللتين تلعبان دوراً بارزاً في تخريج عدد كبير من الكوادر البشرية إلى سوق العمل، للمساهمة في تطوير عجلة التطور بالإمارة، وكذلك كلية الخليج الطبية التي تتولى تخريج أرقى الكفاءات العاملة في المجال الطبي. ... المزيد