قالت رئيسة حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد غولتن كيساناك اليوم الإثنين إن الإصلاحات التي اقترحتها تركيا بهدف معالجة مظالم الأكراد لا تصل إلى الحد المطلوب كي تدفع قدما عملية السلام مع نشطاء أكراد. أنقرة (رويترز) وقالت غولتن كيساناك رئيسة اكبر حزب كردي، حزب السلام والديمقراطية الذي يدافع عن حقوق اكراد تركيا في مؤتمر صحافي في انقرة "فنلكن واضحين انها رزمة لا تستجيب لمصالح احد، انها ليست مجموعة اصلاحات تستجيب لضرورة ارساء الديموقراطية في تركيا" وفق ما نقلت وكالة دوغان. وتشمل مجموعة الإصلاحات خفض نسبة الأصوات التي يتعين لأي حزب سياسي الحصول عليها لدخول البرلمان والسماح بتعليم الأكراد بلغتهم في المدارس الخاصة لكن جولتان كيشاناك رئيسة الحزب قالت انها جاءت دون توقعات حزبها. وكشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين سلسلة اصلاحات تهدف خصوصا الى تعزيز حقوق الاكراد في خضم عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني لكنها لم تقنع الاكراد. وفي حين كان حزب العمال الكردستاني (انفصاليون اكراد) يطالب بقانون يمنح حق تعليم اللغة الام في المدارس العمومية، اكتفى اردوغان باعلان اصلاح في المؤسسات الخاصة. وقال في مؤتمر صحافي "نجعل الان ممكنا تعليم اللغات واللهجات المحلية في المدارس الخاصة" موضحا انه سيستمر تعليم بعض المواد باللغة التركية. وبينما سمح بتعليم اللغة الكردية قبل نحو عشر سنوات في المعاهد الخاصة لا يمكن في الوقت الراهن لاي مدرسة عامة او خاصة توفير تربية بلغة هذه الاقلية التي تعد 15 مليون نسمة (20% من الشعب التركي). كذلك اعلن اردوغان بعض الاجراءات الرمزية مثل تمكين بعض البلدات الكردية التي تغيرت اسماؤها خلال الثمانينات بعد انقلاب 1980، من استعادة اسمائها الكردية والسماح باستعمال بعض حروف اللغة الكردية غير المتوافرة في التركية. وعلى الصعيد السياسي تحدث رئيس الوزراء عن عدة خيارات تهدف الى خفض النسبة الادنى من الاصوات لضرورية لكل حزب يريد دخول البرلمان، اي عشرة بالمئة على الصعيد الوطني، لكن دون البت في اي منها. وتطالب الحركة الكردية والناشطون من اجل الديموقراطية بخفض تلك العتبة او الغائها تماما اذ انها تحول دون تمثيل عدة احزاب في البرلمان. غير ان اردوغان وعد في المقابل بمساعدة من الدولة لكل الاحزاب السياسية التي تحصل على ما بين ثلاثة الى سبعة في المئة من اصوات الناخبين حاليا، واعلن ان الحملات الانتخابية يمكن ان تتم باللغة المحلية بما فيها الكردية. ولم يتطرق اردوغان لمطالب كردية اخرى مثل تضمين الدستور اشارة صريحة الى الهوية الكردية ومراجعة قانون مكافحة الارهاب بطريقة تسمح بالافراج عن الاف الناشطين الاكراد المعتقلين لعلاقتهم المفترضة بالحزب الكردستاني. وبدات انقرة والكردستاني الذي يقاتل منذ 1984 القوات التركية، عملية سلام منذ سنة لكنها متعثرة حاليا. وبعد اعلانه وقف اطلاق النار بشكل احادي الجانب في اذار/مارس ثم البدء بسحب مقاتليه من الاراضي التركية، اعلن حزب العمال الكردستاني بداية الشهر تعليق ذلك الانسحاب واتهم الحكومة بعدم احترام وعودها الاصلاحية. وتهدف الاصلاحات التي اعلنها رئيس الوزراء واطلق عليها اسم "الرزمة الديموقراطية" الى منح مزيد من الحرية للاقليات التركية بشكل عام (الغجر الروم والعلويون والاشوريون). ووعد اردوغان باعادة الاراضي المصادرة من دير اشوري مور جبرائيل وانشاء معهد لغات وثقافة للروم وجامعة اناضولية يطلق عليها اسم حاجي بكتاش ولي الشخصية الرمز بين اقلية العلويين المسلمين التقدمية في تركيا والتي هي في معظمها سنية. /2819/