ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
نشر في الجنوب ميديا يوم 28 - 11 - 2012


منقول من بيان الذكر الحكيم
يبيّنه صاحب علم الكتاب
الإمام العليم ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر
05-28-2011
01:55 am
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار:-
ويا ابا بكر من الأنصار السابقين الأخيار إن من الأئمة والأنبياء ما كان بسبب دعاء أبويهم تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) صدق الله العظيم
فإذا علم الله أن دعاء عبده لربه أن يهب له ذرية لينفع بهم الدين والمُسلمين ثم يجيب الله دعاء عبده إن يشاء وإلى الله ترجع الأمور كمثل نبي الله زكريا قال:
((رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)) صدق الله العظيم
كون نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام يريد أن يهب له الله مولوداً مباركاً ويجعله إماماً للمُسلمين لأن هدفه من أجل الدين وليس حباً في البنون وزينة الحياة الدنيا بل هو من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) صدق الله العظيم
ولذلك تجد أن الله وهب له نبياً كريم وجعله إماماً للمتقين ليهديهم إلى ربهم ببصيرة الكتاب, ويجب أن يكون ذلك الطموح هو طموح كل زوج وزوجة من المُسلمين فيدعوا ربهم أن يهب لهم ذرية طيبة لينفع بأولادهم الإسلام والمُسلمين ثم يجبهم ربهم ويتقبل منهم أولادهم ويجعل الله فيهم خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين فانظروا إلى دعاء إمرأة عمران وهي حامل أنابت إلى ربها فقالت:
((رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) ويعلمُ الله بما تريد؛ أنها تريد ولداً لتنفع به الإسلام والمُسلمين ثم كانت واثقة من الله أنه سوف يجيبها كون عمران بن يعقوب زوجها قد توفي وهي حامل وكذلك توفي إبنها هارون من قبل وأرادت أن تحفظ ذرية ذلك البيت المكرم بولد يرزقها الله به وتنفع به الإسلام والمُسلمين ولكن الله ابتلاها فوضعتها أنثى وهي كانت منتظرة الإجابة من ربها أن يهب لها ولداً وقد وهبته لربها مقدما وهو لا يزال في بطنها حين توفى الله زوجها ولكن حين وضعتها تفاجأت بأنها أنثى وليس ذكر ولم يعد هناك أمل أن تنجب ولد من ذرية عمران بن يعقوب وهي تعلم أن الانثى لا تحمل ذرية الأب بل تحمل ذرية الصهر تصديقاً لقول الله تعالى:
(وَهُوَ 0لَّذِى خَلَقَ مِنَ 0لْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) صدق الله العظيم
ولذلك قالت امراة عمران:
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} صدق الله العظيم
فانظروا إلى حُسن الظن بربها فقالت (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) بمعنى عسى أن يكون لله حكمة من أن يرزقها بأنثى فعسى أن يكون فيها خيراً للإسلام والمُسلمين ولم يظل وجهها مسوداً ولم تحزن وفوضت أمرها إلى ربها فعسى أن يجعل الله في ذريتها خيراً للإسلام والمُسلمين برغم أنها كانت تريد أن تحمل في بطنها ذرية عمرأن بن يعقوب حتى لا ينقطع نسل ذلك البيت المبارك ولكن الله أجاب دعاء امرأة عمران بالحق وإنما ابتلاها بالمولود أنثى ولكن ذلك من عجيب إجابة الدعاء من الرب سبحانه أن اسم المسيح عيسى بن مريم "عيسى بن مريم عمران بن يعقوب" ولم تحمل مريم ذرية الصهر ولم يشاركها في ذريتها أحد برغم أنه لم يخطر لامراة عمران على بال أن ذرية مريم سوف تنسب إلى عمران كون بالعقل ان ذرية مريم سوف تنسب إلى من سوف يتزوجها وهو الصهر فتحمل ذريته فتنسب الذرية إلى أبيهم زوج مريم ولكن لا زوج لمريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام ولم تتزوج قط ولم يمسسها بشر قط في حياتها وقالت:
(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) صدق الله العظيم
إذاً رسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمة هو أصلاً خلقه الله إجابة لدعاء امرأة عمران عليه الصلاة والسلام إذ قالت:
((رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) صدق الله العظيم
وإنما ابتلاها الله بأنها وضعتها أنثى ولكن الله خلق من ابنتها ذكراً وجعله رسول الله لبني إسرائيل وينفع الله به الإسلام والمُسلمين إن ربي سميع الدعاء.
ومن الأئمة من كان السبب هو من عند المولود نفسه وليس من عند أبيه ولربما أبيه من الغافلين أو ليس من الذين أوتوا العلم ولم يكن يعلم أنه يحق له أن يهب لربه ذريته لينفع بهم الإسلام والمُسلمين ولكن الذين اجتباهم الله إن السبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم, المولود أذكى من الوالد فلم يتبع ملة أبيه إذا لم يتقبل ملة ابيه عقله وإذا كان من أولوا الألباب المتفكرين فيبحث عن الحق ليتبعه ثم يجتبيه الله ويهدي قلبه إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
((اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)) صدق الله العظيم
كون الذين يجتبيهم الله إليه فيصطفيهم ويهدي قلوبهم فالسبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم كمثل رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن السبب من عند أبيه كون أبيه ليس من الذين قال الله عنهم:
((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) صدق الله العظيم
بل كان آزر أبا إبراهيم من الضالين عن الصراط المستقيم من الذين يتبعون آباءهم الإتباع الأعمى من غير تفكر ولاتدبر ولكن إبراهيم المتفكر والمتدبر لم يقتنع بما وجد عليه أبيه وقومه وتفكر وبحث عن الحق فاجتباه الله إليه وهداه وجعله من المرسلين وقال الله:
((وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) صدق الله العظيم
فانظروا إلى آزر والد نبي الله إبراهيم من الذين يتبعون آباءهم الإتباع الأعمى من غير تفكر بالعقل والمنطق ولذلك كان رد ابيه وقومه:
((إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ)) صدق الله العظيم
وما أشبه اليوم بالبارحة فكثيرٌ هم الذين ضلوا عن الصراط المستقيم بسبب الإتباع الأعمى للذين من قبلهم بحجة أنهم السلف الصالح فلا تجدوهم يستخدمون عقولهم شيئاً فضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم ولا نطعن في السلف من الصالحين وإنما نطعن في إفتراء الشياطين عن أسلافهم كذباً وزوراً, وحتى لا نخرج عن الموضوع نعود إلى الذين اجتباهم الله بسببٍ من عند أنفسهم وهم الذين جاهدوا بالبحث عن معرفة الطريق الحق إلى ربهم فاجتباهم ربهم وتقبلهم وهداهم إلى صراط العزيز الحميد ومن الذين اجتباه الله وهداه واصطفاه بسببٍ من عند نفسه نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى:
((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه أليس سبب الاجتباء والهدى كان من عند إبراهيم حتى اجتباه الله وهداه إلى الصراط المستقيم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب أن السبب كان من عند إبراهيم أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحق بل كان متألم قلبه من قبل الهدى كونه يريد ان يتبع الحق الذي لا شك ولا ريب فيه ولذلك قال إبراهيم المنيب:
((قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)) صدق الله العظيم
ولذلك اجتباه الله وهدى قلبه إلى الصراط المستقيم فقال:
((وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضَ، حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) صدق الله العظيم
وهداه الله إليه بسبب وعده بالحق في محكم كتابه ليهدي قلوب الباحثين عن الحق إلى الصراط المستقيم شرط تألم القلب والحسرة لو لم يكن على الصراط المستقيم كمثل قول نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
((قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)) صدق الله العظيم
فتجدوا التألم يملأ قلب إبراهيم عليه الصلاة والسلام كونه لا يريد أن يكون من الضالين أصحاب الإتباع الأعمى بل يريد أن يتبع الحق من ربه ولذلك هداه الحق إلى الحق إنه سميع مجيب تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) صدق الله العظيم
ونستنبط من ذلك شرط هدى القلب إلى الرب انها الإنابة من عند نفس الإنسان إلى ربه ليهدي قلبه إلى الصراط المستقيم ولذلك قال الله تعالى:
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتىٰ عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)) صدق الله العظيم
فانظروا لقول الإنسان الذي لم يهدِ الله قلبه إلى الحق ما سوف يقول عند لقاء ربه:
((لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) صدق الله العظيم
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه فما هي حجة الله على الإنسان الذي لم يهدي قلبه إلى الحق؟ ومن ثم تجدوا الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
((وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) صدق الله العظيم
إذاً شرط هدى القلب من الرب هو الإنابة من عند الإنسان كون الله يهدي إليه من ينيب إلى ربه ليهدي قلبه تصديقاً لقول الله تعالى:
(قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) صدق الله العظيم
فاتقوا الله يا أولوا الألباب وأقسمُ بالله العظيم الذي لا إله غيره لا يطّلع على بياني هذا إنسان ولا جان من أولوا الألباب إلا هدى الله قلوبهم إلى الحق من ربهم كون الله لم يهدي من عباده إلا أولوا الألباب المتفكرون الذين يستخدموا عقولهم بالتفكر وتدبر القول وليس أصحاب الإتباع الأعمى وقال الله تعالى:
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ 0لْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ 0لاٌّوَّلِينَ} صدق الله العظيم
وإنما تدبر القول هو التفكر في منطق الداعية وسلطان علمه الذي يحاج الناس به فهل هو الحق من ربه أم أن قوله لا يقبله العقل والمنطق كون الباطل لا يقبله العقل دائماً وأما الحق فدائماً لا يختلف مع العقل والمنطق ولذلك لن تجدوا في الكتاب أن الله هدى من عباده إلا أولوا الألباب في كل زمان ومكان وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا إلى سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق فإذا كان هو الحق من ربهم فحتماً سوف ترضخ له عقولهم وتسلم تسليماً أنه الحق, إذاً لن يهدي الله من كافة عباده إلا أولوا الألباب المتفكرين بالعقل ولذلك قال الله تعالى:
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ 0لْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ}
{كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ ءَايَٰتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو 0لاٌّلْبَٰبِ}
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ 0لْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ 0لاٌّوَّلِينَ}
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِأايِٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا}
{وَقَالَ 0لرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى 0تَّخَذُواْ هَٰذَا 0لْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً}
صدق الله العظيم
ومن ثم يكرر لكم المهدي المنتظر القسم بالحق وما كان قسم كافر ولا فاجر بل قسم المهدي المنتظر بالله العلي العظيم أن لن يتبع المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلا أولوا الألباب لو حاورتكم مليون عام تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ 0لْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ 0لأَلْبَٰبِ} صدق الله العظيم
إذاً ياقوم إن الله لم يهدي من عباده في كل زمان ومكان إلا أولوا الألباب تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم
ولكن الذين هم اضل من الأنعام سبيلاً سوف ينبذ جميع آيات الكتاب وراء ظهره وكأنه لم يسمعها ومن ثم يقول: قال الله تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم
فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح من أتباع النبي تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)) صدق الله العظيم, فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح الذين أخذوا عن النبي مباشرة, ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: إني أراكم تقولون ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)) صدق الله العظيم, أفلا تفتوني من الذي أتى بهذا القرآن العظيم الذي يحاج به ناصر محمد اليماني؟ ألم يأتي به محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ولو كنتم تريدون الحق لما افتريتم على الله أنه أفتاكم أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن العظيم إلا الله سبحانه عما تفترون عليه بغير الحق فلم يقل ذلك بل ذلك قولكم من عند أنفسكم افتراءاً على الله, ولربما يود أحد الذين لا يعقلون أن يقاطعني فيقول مهلاً يا ناصر محمد ألم يقل الله تعالى:
(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) صدق الله العظيم
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: فما ظنك بقول الله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} صدق الله العظيم, فهل ترى أن هذا قول لا يعلم بتأويله إلا الله؟ ومن ثم يكون رد علينا فيقول بل هذه آية واضحة يشهدُ الله لنفسه بالحق أنه لا إله غيره في الوجود كله, ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: إذاً فلماذا تفترون على الله أنه قال أنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله وأنتم تعلمون أنه إنما يقصد المتشابه في القرآن فقط لا يعلم بتأويله إلا الله والمتشابه كلمات قليلة في القرآن ومعظم كلمات القرآن العظيم محكمات بينات بنسبة 90% من كلمات القرآن محكمات وبنسبة 10% الآيات المتشابهات فيهن تشابه لفظي في منطق اللسان مختلفات في البيان عن محكم القرآن كمثل قول الله تعالى:
((فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ)) صدق الله العظيم
وهذه من الآيات المتشابهات وسوف تجدوها جاءت مخالفة لآية محكمة في الكتاب للعالم وعامة المسلمين في قول الله تعالى:
((ولَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) صدق الله العظيم
فانظروا لهاتين الآيتين المتشابهتين احداهن في ظاهرها مخالفة للعقل والمنطق فكيف يأمر الله عباده أن يقتلوا أنفسهم ويفتيهم أن ذلك خيرٌ لهم عند بارئهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً فهل يقبل العقل والمنطق هذا أن الله أمر بني إسرائيل أن يقتلوا انفسهم فيقول: (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ) صدق الله العظيم, فكيف يكون خيراً لهم عند بارئهم أن يرتكبوا ما حرم الله عليهم أن يقتلوا أنفسهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى: (و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) صدق الله العظيم
إذاً ياقوم لا ينبغي ان يكون تناقض في كتاب الله القرآن العظيم فلا بد أن أحد هاتين الآيتين من المتشابه فأيهم يقر العقل أنها محكمة؟ وسوف تجدوا فتوى عقولكم مباشرة تفتيكم عن الآية المحكمة التي يقبلها العقل والمنطق وهو قول الله تعالى:
(ولَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) صدق الله العظيم
ولربما يود أحد أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار أن يقول يا إمامي وحبيب قلبي يامن هديتني إلى ربي أفلا تفتنا عن كلمة التشابه بالضبط بين هاتين الآيتين؟ ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: يا قرة عين الإمام المهدي إن كلمة التشابه بين هاتين الآيتين هو بالضبط قوله تعالى:
((أَنْفُسَكُمْ)) ولسوف نقوم بتكبير هذه الكلمة في الآيتين وقال الله تعالى:
((فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ))
وقال الله تعالى:
((ولَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) صدق الله العظيم
فأما قول الله تعالى (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ)) أي اقتلوا بعضكم بعض للدفاع عن دينكم وأرضكم تصديقاً لقول الله تعالى:
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم
وإنما يقصد أن يجاهدوا في سبيل الله لقتل المفسدين في الأرض الذين يبغون على الناس بغير الحق إلا ان يقولوا ربنا فينقموا منهم المجرمين ولذلك أمركم الله بقتال وقتل المعتدين تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً)) صدق الله العظيم
ولكن الذين غركم في الآية هو قول الله تعالى (أَنْفُسَكُمْ) ولذلك افتيناكم أنه يقصد في هذا الموضع أي بعضكم بعضاً كمثل قول الله تعالى:
((فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)) صدق الله العظيم
أي فسلموا على بعضكم بعضاً تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} صدق الله العظيم
وتبين لكم أنه يقصد بقوله (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) أي فسلموا على بعضكم بعضاً وهي تحية الإسلام بين المؤمنين إلى بعضهم بعضاً تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)) صدق الله العظيم
فأما التحية من الله الطيبة فهي حين تدخلوا بيوت بعضكم بعضاً فتقولوا (السلام عليكم ورحمة الله) وأما قول الله تعالى: (فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ) وهي قولكم (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) أو أضعف الإيمان ردوها فإن حياكم أحدٌ وقال (السلام عليكم) فأضعف الإيمان إذا لم تردوا بأحسن منها فردوها فتقولوا (وعليكم السلام) وأما إذا قال صاحب التحية لكم (السلام عليكم ورحمة الله) فإذا لم تحييوا بأحسن منها فأضعف الإيمان ردوها فتقولوا (وعليكم السلام ورحمة الله) وليس من الأخلاق أن يحييكم احداً فيقول (السلام عليكم ورحمة الله) ثم تردون عليه بأنقص منها فتقولوا (وعليكم السلام) برغم انه قال (السلام عليكم ورحمة الله) فإذا سمعك ترد عليه فتقول وعليكم السلام فلربما يرجع من باب دارك كونه سوف يصير في نفسه شيء وكأنك ليس مرغوب لديك دخوله البيت بسبب أنه حياك وقال (السلام عليكم ورحمة الله) ولم ترد أضعف الإيمان تحيته بمثلها بل بأنقص منها مما سوف يصير في نفس أخيك الزائر شيء فيهجر زيارتك إلى دارك ولكن حين يسمعك ترد تحيته بخير منها فتقول ((وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)) سوف يطيب نفساً أنك سررت بقدومه ومرحباً به ولو أن هذا الموضوع لم يكن هو الموضوع المقصود وإنما عرجنا على بيان التحية نظراً لأنه جاء ما يخصها لكي نستنبط منه أنه يأتي في مواضع يقصد بقوله تعالى (أَنفُسِكُمْ) أي بني جنسكم كمثل قول الله تعالى:
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) صدق الله العظيموالمقصود بقوله(من أنفسكم )أي من بني جنسكم
ويا أحبتي في الله إن الإمام المهدي لقادر أن يختصر في بيانات الذكر ولكننا نجعل كل بيان موسوعة علمية وذلك حتى يقتبس الأنصار ردهم من البيانات على السائلين والتعب والمشقة هي على كاتبها وأما القراءة فهي اهون من الكتابة بكثير فاجهدوا أنفسكم بالقراءة للبيان الحق للقرآن العظيم ليزيدكم الله علماً وكونوا من الشاكرين وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.