أنا وأنت والبحر تعال يا حبيبي نسمع أصوات الموجِ تعال نرتاح ونسترخي ثم نغرق إلى الأعماق معاً ونرمي أحمالنا الثقيلة التي بلغت ذرى الأوجِ ونعود نطفو على سطحه دون حزنٍ دون همٍ دون عرجِ فيلقي بنا إلى شاطئ الأمان مع باقي الخلان لنجلس في حضن الرمال أو نتمدد على المرجِ نستظل بتلك الشجيرات أو المظلات هرباً من أذى الشمس أو الحرِّ أو الوهجِ فجلودنا الطرية البيضاء لا تحتمل الاستباحة بالحرقِ أو الخمجِ أو الأرجِ نسمع إلى حكايات الماء المخزونة عبر آلاف السنين وتعاقب الأفراح والأحزان من فوجٍ زائرٍ إلى فوجِ فكلهم رموا بها ليرتاحوا دون حرجِ آه يا بحر كم أنت كبيرٌ تبتلع كل ما يلقى إليك ومن لا يهضم تحطمه على الصخر بموجٍ لطيفٍ أو هائجٍ هيجِ احكي لنا كم ظلم من البشر وكم غرق من ظالمٍ وتاب لحظات الغرقِ دون قبولٍ من الرحمن لينقذ روحه أو ينجي فمات ميتة فرعون وأعوانه فترك قصوراً وقلاعاً أو برجِ فلا أهرامٌ أنقذه ولا أبو الهول ولا المسلات أو الأشداء من جنوده الهمجِ عمت صباحاً ومساءً يا بحرُ تؤنسنا وتهدهدنا وترتاح في أحضانك وعلى شواطئك آلاف النفوس والمهجِ فتستقبل وتودع البشر من فردٍ إلى زوجِ وتدعهم يطهرون أجسادهم ونفوسهم من الرجسِ والخنسِ والعوجِ د. هدى برهان طحلاوي