نتابع بأسف المشهد الرياضي والأصداء الواسعة وردات الفعل على قرارات لجنة الانضباط التي تضمنت عقوبات لنادي الهلال بغرامة مالية ومباراة من دون جمهور، بالإضافة إلى تغريم رئيس النادي الأهلي مبلغ 50 ألف ريال، وهي في مجملها قرارات قوية للجنة تبدأ مهامها. بغض النظر عن ضد من صدرت هذه القرارات فإنها ستدعم موقف اللجنة في الأحداث الرياضية المقبلة، ولكن الملفت عدم تقبل القرارات من كافة الأطراف، فالهلال أعلن رفضه في بيان، والأهلي فعل ذلك وأشار إلى بيان إدارة نادي الاتحاد وكيف تم تمريره، والنصر دخل على الخط وامتعض وصول القرار متأخرًا قبل انطلاق مباراته ب 22 دقيقة واللاعبون كانوا يجرون عمليات الإحماء قبل المباراة. لا أريد انتقاد قرارات لجنة الانضباط، فهي في حاجة للدعم حتى تحصل على الثقة وتعمل بكل قوة، ولكن هذه القرارات تحتاج إلى عقوبات من لجنة أخرى، وهي لجنة الحكام، فهي مطالبة بمحاسبة حكامها على أخطائهم وعلى تجاهلهم للهتافات العنصرية، فمتى قام الحكام بدورهم فإن الأندية لن تلجأ للبحث عن حقوقها، كما أن اللجنة متى حاسبت الحكام فإن تصريحات الهجوم عليهم من قبل مسؤولي الأندية لن يكون لها داعٍ. أما في نظري أن سبب اللغط الحادث حاليًا يتمثل في تأخر القرارات وتجاهل أمور سابقة، ولأن الشيء بالشيء يذكر فسأذكر بمقالي السابق عندما تحدثت عن ضرورة عدم تمرير الهتافات العنصرية في حينها، وكذلك عدم تمرير بيان نادي الاتحاد لما تضمنه من عبارات حادة وتشكيك في لجان اتحاد الكرة، وعبارة من أمن العقوبة أساء الأدب، عندما نتحدث ندرك تمامًا أبعاد هذه القضية وخطورتها، ونبحث عن حل جذري بعيد عن الميول والانتماءات وليغضب من يشاء، فالإفرازات الحالية ليست إيجابية بل إنها السلبية بعينها، ويفترض فيمن يتعامل معها أن يضع نصب عينيه وفي اعتباره كل الأبعاد المحيطة، فاتحاد الكرة من خلال لجنة الانضباط أخطأ حينما تجاهل الهتافات والبيان السابق، وسأكتفي ب «قص ولزق» ما أشرت إليه في هذا الخصوص في نفس توقيت الحادثة، حيث ذكرت نصًا يوم الأحد قبل الماضي الموافق 23 ذو القعدة والذي كان بعنوان "كفى جهلاً ياهؤلاء": «خلاصة القول إن اتحاد الكرة إذا مرر الهتافات العنصرية -متى ثبتت- ثم مرر البيان الاتحادي وما تضمنه من حدة وتشكيك في اتحاد الكرة ولجانه، فليبشر بضعف مستقبلي لا حدود له، وبيانات متتالية ومتوالية من الأندية لا حصر لها تهز أركانه، وانفلات مدرجاته يشوه التنافس الرياضي.. والله من وراء القصد». إلى هنا انتهى الكلام في المقال الماضي، وتعالوا إلى المشهد الحالي ستجدون كل التحذيرات حاضرة.. بيان هلالي تبعه بيان أهلاوي، وتصريح لرئيس النادي الأهلي وتصريح مماثل لرئيس نادي الهلال، وعتب من النصر تحدث به المتحدث الرسمي، وأخبار متواترة عن تكتل أندية في مواجهة اتحاد الكرة.. وماذا بعد، فالوضع بين الأندية واتحاد الكرة على فوهة بركان. بالمناسبة لست مقتنعًا بأن اللجنة تأخرت لأنها كانت تبحث عن السي دي، لكنها تحركت لأنها لم تكن تستوعب أهمية العقوبة، ثم هناك من بين لها تلك الأهمية وتفاعلت، وهنا نقول العبارة الدارجة «أن تصل متأخرًا خيرًا من أن لا تصل نهائيًا» وكان الله في عون لجنة الانضباط في مهمتها الثقيلة، فهي تحاسب حتى على أخطاء اللجنة السابقة وهذا أمر غير مقبول، ولا زلت أؤكد على لجنة الانضباط لكي تحقق النجاح عليها أن تعمل بمنهجية وتجد آليات رصد للمخالفات، كما أن الحكام ومراقبي المباريات مطالبون بدور فعال بالتعامل مع الهتافات العنصرية الصادرة من أي مدرج كان وكذلك العبارات المسيئة، مثلما يحدث في كافة دول العالم، لنضع حدًا لهذه الإشكالية المستمرة التي تسيء للوسط الرياضي، كما أن محاسبة الحكام على أخطائهم في المباريات مطلوبة لأن الأندية تخسر وتنفق الملايين ولا يمكن أن تتقبل أخطاء متكررة وتفسر بالعبارة المطاطية أن أخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم، فعلى الحكام أن يطوروا أنفسهم وعلى اللجنة أن تحسن اختيار الحكم المناسب للمباراة، فالمكابرة والإصرار على حكم تحت ضغوط نفسية كما حدث مع عبدالرحمن العمري في ديربي الغربية يؤدي إلى فشل في قيادة المباراة، فالعمري له ترسبات سابقة مع الاتحاد والأهلي ودخل المباراة بضغوط نفسية هزت ثقته بنفسه ومن حرصه بمنح كل نادٍ حقوقه.. أخطأ، والإصرار على العمري يتحمله رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، فالمرونة مطلوبة وتقبل آراء الآخرين متى كانت منطقية موضوع في غاية الأهمية، أما المكابرة والعناد تؤدي إلى الفشل ومزيدًا من الاحتقان. Abdullah [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain