غرق في حبر الأقلام و الآلاف الأوراق ، عشق لغة الضاد و أصبح شاعرا لا يشق له غبار . أتحدث معه بين فترة و أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك فهو منعزل في عالم الأدب و الشعر و تمكنت من سرقة جزءا من وقته من أجل أن أجري حوارا أدبيا معه . أستاذ أهلا و سهلا بك في هذا الحوار الذي أقوم به و أنا في بلاد الضباب و أنت في عاصمة الرشيد و سؤالي متى لهف قلبك للقلم و كتبت أول قصيدة لك و أين نشرت ..؟؟ في منتصف السبعينيات كان النشاط الادبي في عصره الزاهر والشعر كان المحاولة الدائمة كنشاط إنساني لإقراني من الطلاب ساعد في نهوض هذه الرغبات وتوجيهها يشكل سليم هو الأستاذ الناقد عبد الرحمن طهمازي مدرس اللغة العربية آنذاك وكتبت أولى المحاولات في النشرة المدرسية لكن كل ذلك كان محاولات جربت فيها كتابة القصة القصيرة و الخاطرة بعدها في الثمانينات نشرت أولى المحاولات في صحيفة كانت للقوات المسلحة وانقطعت لأسباب منها ما يتعلق بظروف الحرب ومنها ما يتصل بمشاغل الحياة حتى إنني كنت قريبا مما قاله ابن المقفع ( ما يأتيني لا أريده وما أريده لا يأتيني ) لابد أن اذكر أن أولى كتاباتي كانت قصيدة تحاكي القصيدة الخالدة أنشودة المطر للسياب رحمه الله أستاذ قاسم نجد أن كثيرا من الأدباء و النقاد لا يعترفون بالقصيدة القصيرة رغم أنها حققت مكانة متميزة بوقت قصير فما تعليقك..؟؟ لا أتفق معك صديقي في أن الكثير من النقاد لا يعترفون بقصيدة النثر والتي حققت حضورا تكاد قصيدة التفعيلة الآن لا توازيها من حيث الانتشار لكن خطى كلا منهما لا يتداخلان ولكل منهما مسيرته المستقلة واتجاهه المتفرد ولا نريد من الناقد أن يحمل مبضع جراح ويسلخ جلد القصيدة ببرود أنا متأثرا جدا بشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري رحمه الله فمن هم الشعراء الذي تأثر بهم شاعرنا قاسم محمد مجيد في مسيرته الأدبية الطويلة..؟؟ من المؤكد أن السياب كان حضوره الطاغي فينا كجيل يحتل المقام الأول في التأثير ليس في شعرة فحسب بل أيضا بتلك الحياة التي حملت بؤسها ومعاناتها كذلك تأثرت ببلند الحيدري و البياتي وجبرا و الماغوط وقباني . حدثنا أستاذ قاسم عن ديوانك الأخير "من مدونة مفلس"..؟؟ لقد اخترت عنوانا صادما لديواني وهي لإحدى قصائدي والمجموعة ليست هما ذاتيا كما يبدو للوهلة الأولى من هذا العنوان قصدت بالإفلاس هو هذا الخواء الذي يغلف الحياة هنا هذا الموت الذي لا معنى له سوى إفلاس الحياة وتراجعها هذا الخليط من الجهل و الألم وضياع الإنسان وتشتت أبناء الوطن في إحدى وثلاثون قصيدة كتبت حتى على الراحلين من أصدقائي الذين رحلوا بصمت دون أن نسمع حشرجات الموت أو نرى نزعهم الأخير. أستاذ قاسم أجدك تنشر إبداعاتك بين مواقع الانترنيت و الصحف و في دواوينك المطبوعة و شبكة التواصل الاجتماعي فأيهم أقرب إليك ..؟؟ تمثل الصحف الورقية اهتمامي الأول في أهمية النشر ومواقع الانترنيت أو التواصل الاجتماعي كلها مفيدة وضرورية للوصل الى عالم أكثر انتشارا أستاذ قاسم ما هو جديدك للقراء..؟؟ لقد نال ديواني (من مدونة مفلس) اهتمام الكثيرين مما جعلني استعد لتجربة جديدة وقد كتبت نصوصا جديدا سأنشرها قريبا لو تم تعيينك وزيرا للثقافة فما هو أول قرار تتخذه..؟؟ سؤال افتراضي لا يتحقق حتى في الأحلام لكن أتمنى أن يكون الوزير أديبا كي يكون قريبا من هموم ومعاناة هذه النخبة المهمة من المجتمع شارع المتنبي ماذا يعني للأستاذ قاسم ..؟؟ شارع المتنبي ليس إسفلت ورصيف و شناشيل انه تاريخ لحياة نريدها عامره بالحياة مر على هذا الشارع أدباء وكتاب العراق جلس في مقهاه الجواهري والرصافي والسياب وشعراء وكتاب عرب وآخرين ثم تعمد بالدم حين استهتر بحياة الناس قوى الشر حين رأت فيه مجالا معاكسا لحياة تريد أن تجرها للخلف انه رئة الثقافة في العراق شكرا للأستاذ قاسم محمد مجيد على هذا الحوار الجميل و الممتع و الشيق .